«6 X 6».. هكذا وصف وزير السياحة الجديد يحيي راشد خطته العاجلة ليس فقط لاستعادة الحركة السياحية لطبيعتها.. إنما لنموها أيضا.. وهي تشمل 6 محاور رئيسية يسعي الوزير لتحقيقها في 6 أشهر.. ومن هنا جاءت التسمية «6 X 6» .. ولعل حديث الوزير عن خطته تلك هو أول ظهور له بعد توليه الوزارة التي لم تتجاوز العشرة أيام.. لكننا يمكننا رصد بعض الجوانب الإيجابية في الإطلالة المبكرة للوزير الجديد.. بجانب بالطبع بعض علامات الاستفهام التي نلفت النظر اليها.. وقبل تناول إيجابيات المحاور الست نشير إلي أن الرجل يتمتع بطلة بشوشة يشع منها قدر من التفاؤل والطاقة الإيجابية أري أنها مطلوبة رغم الأزمة الطاحنة التي تعيشها صناعة السياحة.. فمن جانب تخفف حديث الأزمة..ومن جانب آخر تجعل هناك هدوءا في مواجهتها.. نصل لمحاور الوزير والتي بدأ بمحورها الأول بسعيه لاستعادة السياحة من حيث الكم والعدد.. وأوضح راشد ان حوالي 25% من السياحة الوافدة عن طريق منظمي الرحلات في حين ان 75 % منها عن طريق الحجز الإلكتروني «اون لاين بيزنس» والسياحة الفردية.. تلك التي يسعي الوزير لتسهيل وصولها لمصر عن طريق محوره الثاني وهو الاهتمام بالطيران.. وشرح الوزير كيفية الاهتمام بالطيران بالتعاون الوثيق مع وزارة الطيران ودعم الشركة الوطنية لتعديل رحلاتها من خلال إضافة نقطة توقف للرحلات من الأسواق المختلفة في شرم الشيخ أو الغردقة او اي مدينة سياحية أخري.. بجانب دعم شركات الطيران منخفض التكاليف والتنسيق مع الشركات العالمية الأخري. وتضمن المحور الثالث الاهتمام بالبنية التحتية للسياحة من خلال تحسين القائم منها وإضافة مشروعات ترفيهية يحتاجها السائح لتصبح مدننا متنوعة الخدمات والمحور الرابع تحسين الجودة خاصة بالفنادق والمطاعم طبقا للمعايير العالمية والخامس تشجيع الاستثمار وحل مشاكله خاصة الأجنبي لمضاعفة المشروعات السياحية والمحور السادس والأخير الاهتمام بالسياحة الطبيعية والطاقة الخضراء والمتجددة لتقليل التكلفة والتلوث. هذه هي محاور الوزير.. وبالطبع ندرك أنه لم يكمل أسبوعين في منصبه.. ونريد بالفعل منحه مهلة حتي يكون حكمنا عليه منطقيا وواقعيا.. لكن هنا عدة نقاط تستوقفنا في خطة الوزير «ستة في ستة».. أولا: لا ادري لماذا لم تتضمن الخطة رؤية واضحة حول الخروج من الأزمة الحالية وغير المسبوقة للسياحة بتوقف الرحلات الروسية والإنجليزية والمخاوف الدولية من تأمين مطاراتنا.. ثم أين رؤية تحسين صورة مصر بالخارج؟ نعم تحدث الوزير عن شركة الدعاية وكيف سيتابعها ويحاسبها.. لكن الأهم من الدعاية أن صورة مصر دوليا سلبية للغاية ومطلوب تحرك فوري وعاجل لتحسينها. نصل لمحاور الخطة.. فبداية أعتقد ان رقمي 25 % و75 % للسياحة الوافدة من منظمي الرحلات والحجز الإلكتروني تحتاج لمراجعة.. فما نعلمه أن أكثر من 90 % من السياحة الأجنبية بعيدا عن العربية عن طريق منظمي الرحلات.. لا نقلل من أهمية السياحة الإلكترونية لكن الأهم خاصة في الوقت الحالي منظمي الرحلات كيف سندعمهم.. ثم إن حديثه عن رحلات مصر للطيران والطيران منخفض التكاليف ممتاز لكن الأهم حاليا الشارتر الذي ينقل أكثر من 95% من السياحة الوافدة لمصر ومطلوب تدخل عاجل لاستمرار الرحلات لأن توقفها أو سحبها من مصر كارثة مع صعوبة استعادتها.. لكنني تعجبت من كلام الوزير عن تشجيع الرحلات من مانشستر وليفربول وليدز بديلا لتوقف الرحلات من لندن فمعلومتنا ان الطيران متوقف من كل المدن الانجليزية وايضا الروسية الا اذا كان هناك خبر سعيد لا نعلمه !! والحديث عن تشجيع الاستثمار لنا معه وقفتان.. فالمشروعات القائمة حاليا خاوية علي عروشها يجب التفكير فيها قبل الحديث عن مشروعات جديدة.. وبالتأكيد يعلم الوزير أن الاستثمار متوقف لمعوقات عديدة من الدولة لم تحل ولن يأتي إلينا استثمار جديد قبل حلها.. ثم إن الاستثمار بالسياحة يكاد يكون كاملا للمصريين وهم الأولي حاليا بالرعاية.. وندعمه تماما في محور تحسين الخدمة ومعها بالطبع حسن المعاملة ووقف السلبيات التي تواجه السائح.. وأيضا الحديث عن الطاقة الجديدة والمتجددة.. كما تناول الوزير أهمية السياحة العربية ومعه حق في ذلك. لكن مشاكلها هو أدري منا بها وأدري كذلك أنها مزمنة وهناك موقف غامض من الحكومة في مواجهتها و لابد من حل تلك المشاكل حتي نستعيد سياحة الأشقاء. مرة أخري لا نقلل مطلقا من خطة الوزير لكن فقط نريد تمهيد الأرض والتدخل الجراحي العاجل لإنقاذ حياة المريض الذي دخل في مرحلة الموت الإكلينيكي.. بعدها نتحدث عن نقاهته تحسين صحته.. وإذا كان من رأي آخر حول الخطة العاجلة «6 X 6» نرحب به من الجميع.