اسم اللوحة: راحة الظهيرة الفنان: فينسنت فان جوخ تاريخ رسمها: 1890 المدرسة الفنية : بداية التأثيرية التعبيرية المصور العبقري "فينسنت فان جوخ" (1853 - 1890) تباع لوحاته الآن بما يقرب من المائتي مليون دولار بينما لم تلق نفس اللوحات أية مبالاة في زمنه، كان يرسل إلي أخيه ثيو لوحاته ليبيعها له بما لا يزيد علي خمسة فرنكات.. وهذا الفنان الذي أبدع لوحات تعد من ثروات كبريات المتاحف حول العالم اتجه في بعض لوحاته ليستوحيها من أعمال الفنانين الفرنسيين "ميليه" و"ديلاكرواه".. نري أمامنا في اللوحة بعنوان " راحة الظهيرة " زوجين من الفلاحين نائمين للراحة في أحد الحقول وقت القيلولة فوق كومة من القش - ربما هو حقل قمح - بعد حصده.. ويبدو أن الزوجين يعملان أجيرين في الحقل فقد خلع الرجل حذاءه الرخيص ووضع المنجلين جانبا بعد عمل مضنٍ فناما من الإرهاق والتعب.. الزوجان النائمان هما أول ما يلفت نظرنا في اللوحة رغم ما بها من جماليات لمشهد الحقل أكثر من موضوع النوم نفسه.. فالمشهد مفتوح مضئ بضوء الشمس.. وجود كومة للقش الساكنة والمنجلان كمشهد من حقول فرنسا والسماء زرقاء تزيد الإحساس بالصفاء والسكينة لدي المشهد بكامله والزوجان النائمان.. إلا أن السماء تبدو بلا عمق وكأنها جدار أزرق في عمق اللوحة.. ورغم توتر لمسات الفرشاة التي ميزت أسلوب فان جوخ بالخطوط الملونة القصيرة المتجاورة إلا أن الألوان الصفراء والبرتقالية الزرقاء تنشط اللوحة وتضفي عليها حالة تألق داخلية.. اللوحة بها ثنائيات عدة فنري : زوجين من الأحذية.. ومنجلين.. وشخصين.. وكومين من القش.. وبقرتين مما أضفي علي اللوحة نوعا من الألفة الخاصة.. اتجه " فان جوخ " في بعض لوحاته ليستوحيها من أعمال الفنانين الفرنسيين "ميليه" و" ديلاكرواه ".. ففي يناير 1890 رسم "راحة الظهيرة" مستوحيها من لوحة العمل في الحقل "لميليه". وقد رسمها بعد دخوله إحدي المصحات النفسية في سان ريمي بفرنسا.. في اللوحة تأثر فان جوخ ببساطة حياة الفلاحين وكان بطبيعته يميل بتعاطف تجاه الطبقات الكادحة ورسم لوحات مبكرة اثناء وجوده في هولندا للفلاحين أثناء عمله في بداية حياته واعظا بأحد أديرة هولندا ثم بدأ يرسم الفقراء الذين كانوا يأتون إلي الدير لسماع مواعظه.. وقد برر فان جوخ لجوءه لرسم لوحات مستوحاة من الذاكرة لفنانين آخرين في خطاب كتبه لأخيه "ثيو" قائلاً : "يطلب منا نحن الفنانين أن نصنع أنفسنا في التكوين ونكون جزءاً منه فنتقلص ولا نكون سوي مكونين ولا شيء سواه.. علي حين لا يكون هذا الأمر في الموسيقي فالذي يعزف مقطوعة لبيتهوفن يضفي من نفسه علي العمل.. وقد فعلت نفس الشيء فجعلت لوحات ميليه وديلا كرواه تتمثل أمامي ثم منحتها لوناً "..