فرحانة او «أم داود» وهو اسمها الحركي واحدة من نساء عديدات كتبن بسطور من نور الدور الكبير الذي قدمته المرأة السيناوية في تحقيق نصر اكتوبر 1973 الذي حرر الارض المحتلة من دنس الاحتلال ومن بينهن البطلة فرحانة حسين التي كرمها واحتفل بها المجلس القومي للمرأة في شمال سيناء قبل ايام بمناسبة احتفالاته بيوم المرأة المصرية. وجاءت بطولات «فرحانة» ضمن صفحات مضيئة للمرأة المصرية سجلها التاريخ حيث قدمت العديد من البطولات التي كان لها الاثر الكبير في تحقيق النصر. هاجرت «فرحانة» «بعد النكسة مع اسرتها. وتم ترشيحها للعمل في جمع المعلومات بسيناء، وقامت بالفعل برصد تمركزات العدو علي الطريق وكذلك أعداد الدبابات والجنود، وتقول: رغم عدم إجادتي للقراءة والكتابة، فقد كنت أحفظ الرموز المكتوبة علي سيارات العدو وأرسمها علي الرمال حتي تظل بذاكرتي، لأعيد رسمها إلي ضابط المخابرات بالسويس في طريق عودتي.. ومن الاعمال التي تتذكرها فرحانة بنت الشيخ زويد انها قامت برسم خريطة لمطار الجورة، وخبأتها في الثوب الذي كانت ترتديه، لتسليمها الي المخابرات بعد رحلة شاقة من العريش الي القاهرة.. وتقول عن تلك الأيام: «في إحدي المرات ذهبت إلي مستعمرة ياميت بالشيخ زويد، حيث تم تصوير فيلم للمستعمرة بمعرفة احد رفقائي ، وفي طريق عودتي استوقفتني نقطة تفتيش مصرية بالقنطرة، حيث عثروا علي الفيلم مخبأ في «حزام الوسط وقبضوا عليّ، حيث حضر ضابط من المخابرات، وعندما شاهدني قام بتقبيل رأسي أمام الجميع، وتتذكر فرحانة كيف كانت تخبر المناضلين في سيناء بنجاح مهمتها في كل مرة، عن طريق إرسال برقية لأحد برامج الإذاعة المصرية تقول فيها: «أنا أم داود، أهدي سلامي إلي إخواني وأخواتي في الأراضي المحتلة».