"فرحانة" امرأة بدوية بسيطة عمرها "90 عاما" سطرت اسمها بحروف من نور في صفحات نضال السيناوية ضد العدو الإسرائيلي خلال فترة الاحتلال الغاشم لسيناء والذي كان أحد أسباب انتصار أكتوبر العظيم واستعادة مصر لكامل أرضها. "المساء" تكشف أسرارا جديدة من صفحات نضال أبناء سيناء ضد المحتل وأجرت هذا الحوار مع بطلة تعشق تراب هذا الوطن الغالي. تقول فرحانة حسين سالم "أم داود" ابنة قبيلة "الريشات" مقيمة بالعريش: هاجرت أسرتي و6 أسر أخري إلي منطقة سمالوط بالمنيا بعد النكسة . سافرت إلي منطقة عين شمس وهناك طلبت من الشيخ حسين أبو عرادة "أحد المجاهدين" التوسط لي للعمل بالمخابرات ونقل المعلومات من سيناء خاصة أنني أعمل بتجارة الأقمشة والملابس بجانب التطريز وصناعة الأثواب البدوية وأتردد علي سيناء بصفة منتظمة مشيرة إلي أنه بعد تحريات مكثفة وقيامي بمهمة رصد القوات الإسرائيلية وتمركزات العدو وأعداد الدبابات والجنود علي طول رحلتي من القاهرة مرورا بالسويس ثم أبوزنيمة بجنوب سيناء ثم الجفاجافة فمدينة العريش صم منطقة الشيخ زويد قبلت المخابرات أن أعمل بها. وأنه رغم عدم إجادتها للقراءة والكتابة إلا أنها كانت تحفظ الرموز الموجودة علي سيارات العدو وتخطها علي الرمال حتي تظل بذاكرتها ثم ترسمها لضابط المخابرات بالسويس. أضافت كنت أقيم بمنزل أحد مجاهدي سيناء ويدعي اشيتوي الحبانين لمدة أسبوع أو أسبوعين بوسط مدينة العيرش استلم منه رسائل وخرائط أقوم بتسليمها لمجاهدين آخرين بالقاهرة ليقوموا بدورهما بإرسالها إلي المخابرات الحربية.. وقالت في إحدي المرات ذهبت إلي مستعمرة ياميت بالشيخ زويد والتقط أحد المرافقين لي عدة صور فوتوغرافية للمعسكر وأعطاني الفيلم مغلفا لتسليمه إلي القاهرة وفي طريق عودتي استوقفتني نقطة تفتيش مصرية بالقنطرة وبتفتيشي عثروا علي الفيلم مخبأ بحزام حول وسطي وتم القبض علي إلي أن جاء ضابط مخابرات . وأحضر سيارة نقلتني إلي مقر المخابرات بالإسماعيلية ومنه إلي القاهرة وقمت بتسليم الفيلم هناك. أشارت إلي أنها كانت تخبر المجاهدين بسيناء بنجاح مهمتها من خلال إرسال برقية للإذاعة تقول فيها: "أنا أم داود أهدي سلامي إلي إخواني وأخواتي في الأراضي المحتلة". موضحة أنها تعرضت خلال تنفيذ إحدي مهامها للوقوع في قبضة المخابرات الإسرائيلية عندما قامت مجندة إسرائيلية بتفتيشها وأشار نجلها الصغير إلي خريطة كانت تخفيها بثوبها