لاشك انها ضربة قاصمة تلك التي تلقتها الجماعات الإرهابية في سيناء أخيراً علي يد قواتنا المسلحة وكتائب مكافحة الإرهاب وقواتنا الجوية والتي أسفرت «وفقا للبيانات الرسمية» عن القضاء علي 60 إرهابياً واصابة أربعين وتصفية العديد من بؤر الإرهاب ومعداته. تأتي الضربة لكي تؤكد ان القصاص لشهدائنا الأبرار من العسكريين والمدنيين لن يضيع أبدا. ولتكشف للجميع اننا في حرب حقيقية لن تتوقف إلا باستئصال كل جذور الإرهاب من أرضنا. والمهمة ليست سهلة في منطقة تموج بالاضطرابات، وفي عالم أصبح كل شبر فيه مهدداً بخطر الإرهاب المنحط. المهمة ليست سهلة.. هكذا كان الأمر - بالنسبة لنا - من البداية، حتي ونحن نقاتل وحدنا، ودول العالم لا تصغي لنداءاتنا والعديد من القوي الكبري والاقليمية تدعم فصائل الإرهاب وتحاول ترويج أكذوبة أن الإرهاب يمكن أن يكون معتدلا أو انسانيا بأي حال من الأحوال. ورغم ذلك كله كان قرارنا من البداية ان تسقط الفاشية وأن نواجه الإرهاب. وكانت ثقتنا - ومازالت - في قواتنا المسلحة بلا حدود، وكان التلاحم بين الشعب والجيش هو السلاح الأساسي.. حتي حين منعت عنا قوي كبري السلاح اللازم لمواجهة الإرهاب!! اليوم.. يعرف العالم كله حجم الخطر الذي أصبح يواجهه علي يد جماعات الإرهاب كلها «من الإخوان حتي الدواعش» ويسعي للتضامن في مواجهتها. وليس غريبا أن يترافق الاعلان عن العملية العسكرية الأخيرة في سيناء، مع اعلان التعاون بين دول الساحل والصحراء الافريقية التي اجتمعت في شرم الشيخ لتنسيق جهودها ضد الإرهاب. وهو خطوة هامة في ظل تمدد الإرهاب في افريقيا ومحاولة تحويل ليبيا المنكوبة إلي قاعدة أساسية له. لكن يبقي الأمر الأساسي هو ما قدمناه من درس في مواجهة الإرهاب علي يد قواتنا المسلحة وقوات الأمن، ومعهم شعب بكامله يتصدي لهذا الوباء ومن يدعمونه ويقفون وراءه. وفي المقدمة كان أهلنا في سيناء الذين قدموا -ومازالوا- أغلي التضحيات، وتحملوا علي مدي السنين أعباء المواجهة في الخطوط الأولي مع العدو.. سواء كان صهيونيا، أم كان يختفي وراء راية الاسلام زورا وبهتانا. التحية والتقدير لجنودنا البواسل وهم يخوضون حرب الدفاع عن الوطن ضد جحافل الإرهاب والتخلف. والتحية والتقدير لأهلنا في سيناء وهم يقفون في مقدمة الصفوف يواجهون الخطر ويقدمون كل التضحيات. والاعتذار لهم عن سفاهة بعض المتنطعين والمتسكعين علي شاشات التليفزيون الذين ينفذون - عن جهل أو غباء - ما يريده الأعداء!! أهلنا في سيناء - مثل جنودنا البواسل - يعرفون مكانتهم السامية في قلب الأمة وضمير الوطن. التحية لهم ولكل شهداء معركة التحرير الجديد لسيناء العزيزة.