تتجه أنظار جماهير كرة القدم المصرية اليوم والثلاثاء القادم إلي المواجهتين المصيريتين مع نيجيريا ضمن منافسات الجولتين الثالثة والرابعة من تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2017 المقامة بالجابون.. ويعد هذان اللقاءان «عنق الزجاجة» لمنتخبنا الوطني وبكل تأكيد ستساهم نتيجتهما في تغيير أوضاع الفراعنة، حيث إننا إذا حققنا نتيجة إيجابية سنضمن بشكل كبير الوصول لأمم أفريقيا بالإضافة إلي أنها ستزيد فرص مصر في حصد مركز متقدم في تصنيف الفيفا والذي بدوره سيساهم في وصولنا للتصنيف الأول الأفريقي والذي سيجعلنا نبتعد عن مواجهة الكبار في تصفيات المونديال. واستطلعت «الأخبار» آراء بعض الخبراء ونجوم الكرة القدامي لمعرفة كيف يتعامل منتخبنا جيداً مع هذه المواجهة.. والتعليمات التي تمكننا من تحقيق الفوز.. إلي جانب معرفة جوانب القوة والضعف في منتخبنا. من جانبه أكد ربيع ياسين كابتن الأهلي ومدرب منتخب الشباب السابق أن الالتزام والتركيز هما كلمة السر في هذه المباراة.. مشيراً إلي ان المنتخب قادر علي أن يحقق نتيجة إيجابية في الأراضي النيجيرية، ولكن في حالة واحدة فقط إذا نجح هيكتور كوبر المدير الفني للفريق في إعداد لاعبيه جيداً لهذه المواجهة علي المستوي الفني والنفسي وقدرته علي قراءة المنافس جيداً ووضع التكتيك والخطة المناسبة لهذه المواجهة. وأضاف: إن الشكل الخططي الذي سيعتمد عليه كوبر سيختلف في المباراتين، حيث سيعتمد في المباراة الأولي علي إغلاق المساحات علي لاعبي نيجيريا والاعتماد علي الهجمات المرتدة بقيادة محمد صلاح الذي من المتوقع أن يكون أقوي أسلحة الفراعنة وأن يشكل خطورة كبيرة علي مرمي النسور.. أما المباراة الثانية فلن تختلف كثيراً عن الأولي من حيث التأمين الدفاعي ولكن مع بعض الزيادة في الجوانب الهجومية. متوقعاً أن كوبر لن يجازف في المباراتين، خصوصاً أنه لا يبحث علي الفوز أكثر ما هو يبحث عن عدم الخسارة، خصوصا أنه متفوق علي المنتخب النيجيري بفارق نقطتين في ترتيب المجموعة وهو ما يعطي أفضلية وأريحية للمنتخب الوطني. وأوضح ياسين أن مثل هذه المباريات قد تحسمها المهارات الفردية للاعبين.. فدائما تاريخ الكرة المصرية يشير إلي أن قدرات اللاعبين أنهت العديد من المباريات، فمن الممكن أن تساهم سرعة صلاح أو تسديدات النني أو السعيد أو مهارة رمضان أو قوة كوكا أن تحول كرة من لاشيء إلي هدف محقق. وأضاف أن تحقيق الفوز علي نيجيريا في ملعبها سيصنع الفارق بكل تأكيد في مباراة العودة بالقاهرة. وفي سياق متصل أوضح طارق يحيي نجم الزمالك السابق والمدير الفني لطلائع الجيش أن كرة القدم دائما ما تحمل المفاجآت وكل شيء فيها وارد.. مضيفاً يجب أن يعرف اللاعبون أن التاريخ دائما في صفوف منتخبنا عندما يواجه نيجيريا و»كعبنا عالي» عليهم، ولكن في ذات الوقت يجب الا نعتمد فقط علي تاريخنا وان لا نتعامل مع المباراة باستهتار وبدون جدية والتزام. وأضاف أنه يجب ألا يخاطر كوبر في مباراة الذهاب ويعتمد علي التوازن في منتصف الملعب.. مؤكدا علي أن منتخب النسور من المنتخبات القوية والتي تلعب كرة جيدة بالإضافة إلي أنها ستكون متسلحة بعاملي الأرض والجمهور. وأضاف يحيي أن مباراة العودة لن تقل فيها خطورة الهجوم النيجيري عن اللقاء الأول كما يتوقع الجميع ولكن علي العكس تماما فالنسور سوف يكونوا أكثر شراسة عندما نستضيفهم علي ملعبنا، وخصوصاً اذا انتهت المباراة الأولي بفوزهم لأن ثقتهم وطموحهم حينها سيكون عالياً وسيبذلون كل ما في وسعهم لتحقيق نتيجة إيجابية في مصر حتي يضمنوا البقاء في المركز الأول التي ستمنحهم بطاقة التأهل لأمم افريقيا مباشرة. ومن جانبه أكد محمد حلمي، مدرب الزمالك السابق، أن المنتخب لم يظهر بالمستوي المطلوب منه في الفترات السابقة ولم نر أي فكر فني أو لمحات تكتيكية من المدير الفني الأرجنتيني حتي الأن تدل علي قدرته، انما اعتمد المنتخب علي المهارات الفردية للاعبيه مثل صلاح وكوكا الذان ساهما بشكل كبير في حصد أول ستة نقاط أمام تشاد وتنزانيا في أول جولتين بالتصفيات.. مشيراً إلي أن اللقاءات السابقة التي خاضها كوبر، سواء الرسمية أو الودية لم تكن علي المستوي الفني المطلوب الذي نستطيع أن نحكم فيها علي أدائه، إنما مواجهة نيجيريا ليست مثل سابقيها فهي نقطة البداية الحقيقية لكوبر، والتي من خلالها نستطيع الحكم عليه. وأشار إلي أن ظروف المباراة تصب في مصلحتنا، حيث إن المنافس النيجيري يمر بفترة مليئة بالتخبطات وعدم الاستقرار الفني. أما بخصوص نقاط القوة والضعف فقد أكد حلمي أن قلب الدفاع هو ما يحتاج مجهودا اضافيا من كوبر حتي يقلل من أخطائه حيث أن ربيعة وحجازي وبالرغم من مستواهما الجيد الا انهما ينقصهما الكثير من الخبرة وقد يمثلان نقطة ضعف كبيرة للمنتخب.. وأضاف إن المحترفين الخمسة وخاصة «صلاح والنني وكوكا» سيكونون الكفة الراجحة للمنتخب. ومن جانبه قال مجدي عبدالغني كابتن الأهلي والمنتخب السابق: إن مواجهتي نيجيريا هما بكل تأكيد أهم اللقاءات التي سيخوضها المنتخب في الفترة الحالية لأنها وبكل تأكيد ستحسم وبشكل كبير الصراع علي المركز الأول في المجموعة.. مشيراً إلي أن الجماهير تطالب وتتمني أن يكون الفوز حليفنا في هذه المواجهة الهامة التي ستؤهلنا إلي نهائيات كأس الأمم التي غاب عنها منتخبنا لثلاث دورات متتالية. وأشار إلي أن اختيارات كوبر والاستعدادات الأخيرة للمنتخب لا تعطي إيحاء بالاطمئنان أو الثقة في الفريق.. مؤكدا أن هذه الاستعدادات لا تليق بمباراة قوية وحاسمة كهذه المواجهة. فكان من المفترض أن يكون هناك فترة إعداد أطول وأقوي من هذه الفترة إلي جانب انه كان يجب اقامة مباريات ودية قوية قبل هذا المحك. وأضاف أنه بصرف النظر عن قوة أو ضعف نيجيريا إلا أن هناك بعض العوامل التي ستساند النسور في موقعة الذهاب أهمها عاملا الأرض والجمهور، بالإضافة إلي المناخ الأفريقي والرطوبة الشديدة التي سوف تؤثر علي أداء المنتخب. ووجه عبدالغني نصيحة إلي كوبر قائلا: «مهمتك الأولي.. أنك تصل بفريقك لأن يكون تركيزه عاليا طوال المباراة». وأضاف: إن كوبر عليه أن يعد لاعبيه نفسيا حتي لا يتأثروا بنتيجة الذهاب ايا كانت سواء بالإيجاب أو بالسلب. طارق نور