« يستميت العرّاب في إنجاز التكليف الأخير، يتحمل إهانات بالغة، لا يحفل كثيراً بالاتهامات، بارد الأعصاب». يموت الزمار، يشيخ الدكتور سعد الدين إبراهيم، لا يكف عن اللعب بأصابعه، يعزف لحناً نشازاً، لحن المصالحة مع الإخوان، يتسلل إلي المصريين بفكرة أمريكية خبيثة، قبول الإخوان، وسماح، وعفا الله عما سلف. وراء الأكمة ما وراءها، العرّاب يستيقظ من سبات، يلعب أخطر أدواره، وربما آخر أدواره علي الساحة المصرية، وهن العظم وشاب الرأس، يمسك بتلابيب الدور، تكليفات الإدارة الأمريكية لا تقبل تسويفاً، تعني تنفيذاً.. يستميت العرّاب في إنجاز التكليف الأخير، يتحمل إهانات بالغة، لا يحفل كثيراً بالاتهامات، العرّاب بارد الأعصاب. العرّاب يلعب بمهارة علي حبل المصالحة، ترويج المصطلح وتشغيله في الأوساط الشعبية، تسويق المصطلح وتبضيعه بضاعة رخيصة بثمن بخس، يعلم الدكتور «سعد» أن المصالحة مصطلح مرفوض، لكنه يجول به في الشوارع السياسية الزلقة، يتسلل، ينقب كوة في حائط الرفض، يستزرع في أرض مالحة، يوطئ للمصالحة، ويمهد لما سيأتي، تمهيد المسرح صنعة. لا تسل عن مصلحة العرّاب في مصالحة مرفوضة، العرّاب له حسابات أخري، ومآرب أخري، يعرف أن المهمة مستحيلة، يعلم أنه حتما ولابد من الحساب، الإخوان حسابهم مع الشعب المصري عسير وثقيل، والدم مغرق أيدي من جلس إليهم العراب في « اسطنبول»، هل مثل هؤلاء ينتظر منهم خير؟.. العرّاب يتأبط شراً! المصالحة التي تتحدث عنها يا دكتور سعد ليست واردة علي قلوب هؤلاء المجرمين لتتبناها عنهم وتحمل وزرهم، أقسموا ليصرمُنَها مصبحين ولا يستثنون، هؤلاء قلوبهم كالحجارة وأشد قسوة، يرومون انتقاماً، ومفطورون علي الثأر، ويقتاتون القتل، الإخوان قتلوا اولادنا، وتتحدث عن المصالحة؟! مصالحة مع مَن؟.. مع جماعة خرجت علي وطن، مصالحة مع قتلة، محرضين، مكفراتية، هؤلاء استباحونا جميعاً، نساءً ورجالاً وشباباً، خرجوا علينا خروجة الأعداء، هم أعداء الداء، وأعلم أن الأوساط الشعبية التي تستهدفها ترفض صنيعكم، ولا تقبل من هؤلاء صلحاً، والمصالحة مرفوضة شعبياً، وجرب وستري، انزل إلي الشارع في المعادي جنب منزلك، واسأل البواب، هل تقبل المصالحة مع الإخوان؟.. سيستعيذ بالله من الشيطان الرجيم. برز الثعلب يوماً في ثياب الواعظين، برز العرّاب أخيراً في ثياب الداعين إلي حقن الدماء، وأنا رسول الإخوان إليكم، العرّاب يروم مصالحة، أتساوي بين جماعة وشعب، وبين جماعة ودولة، لا نحتاج مصالحة العرّاب، ولا يقبل من الإخوان شروط، إن عادوا مواطنين يرعوون للدستور والقانون أهلاً، أما إذا كانوا يستقوون ويطلبون وضعاً استثنائياً ويضعون الشروط، هيهات.. مهمة العرّاب يقينا مستحيلة !. حديث العرّاب، حديث الافك، مخاتل، يضع الإخوان في كفة والشعب في كفة، هل يستويان، هل الجماعة دولة فوق الدولة، فوق الدستور والقانون، كيف تقبل منهم العرّاب حديث المصالحة الكذوب، ضحك علي الدقون، العرّاب يجول ببضاعة فاسدة طلباً للمصالحة وكأنه لا وجود للدولة؟. الإخوان لا يعادون الدولة بل يعادون الشعب، وإحداث الفرقة بين الشعب والقيادة بحديث المصالحة، ملعوب مفضوح، ملاعيب شيحة لا تخيل علينا، حلوة حكاية شيوخ الجماعة يطلبون المصالحة، وشباب الجماعة رافض، العرّاب يضغط بعنف شباب الجماعة علينا لنقبل بصلح الشيوخ..هيهات !. معلوم الدكتور «سعد» عمل عرّاباً للتفاهمات بين الإخوان والأمريكان أيام مبارك وبعيداً عن الدولة، أخشي أن المصالحة تكليف من الأمريكان للعرّاب لإعادة الإخوان إلي المشهد المصري.