«أى داعية فى التاريخ تعرَّض للهجوم، فالرسل والأنبياء عليهم السلام تعرَّضوا للهجوم».. هكذا أجاب د.سعد الدين إبراهيم على من سألوه عن مصير مبادرته المستهجنة للصلح مع جماعة الإخوان الإرهابية بعد أن كشف وزير الداخلية عن تورط الجماعة وجناحها العسكرى بغزة )حماس( فى اغتيال النائب العام السابق المستشار هشام بركات!!. وبهذا التصريح، أضاف سعد إلى أوصافه اللولبية العديدة لقبًا جديدًا هو «الداعية» الذى يتلقى الهجوم تلو الآخر بصبر، وعلينا منذ الآن أن نناديه «مولانا سعد»، وهى تسمية تليق بمسعاه لإخراج جماعة الإخوان- المتمسحة زورًا بالدين- من مأزقها التاريخى بعد أن لفظها الشعب المصرى بلا رجعة. )1( دعوة د.سعد للمصالحة مع الإخوان ولقاؤه قياداتها الهاربة بتركيا ليسا مستغربين؛ فالدكتور اللولبى كان قد أيدَّ فى أغسطس الماضى مبادرة وزير الخارجية القطرى السابق للمصالحة بين الدولة والإخوان!! باعتباره «عرّاب» العلاقة بين أمريكا والإخوان من ناحية، ولعلاقته الوثيقة بالنظام القطرى من ناحية أخرى. ولما فشلت المبادرة كمثيلاتها، أراد سعد أن يحييها مرة أخرى ولكنه اختار على ما يبدو التوقيت الخاطئ؛ فتورُّط الجماعة فى اغتيال المستشار بركات، وتوصية مجلس النواب الأمريكى الأخيرة بإدراجها كمنظمة إرهابية، يجعلان مهمة سعد مستحيلة عمليًا؛ إذ بات كمن «يحرث فى ماء البحر»!!. )2( تنطبق على د.سعد مقولة حكيمة لأستاذنا الراحل محمد حسنين هيكل تقول: «أى إنسان يشعر بالغربة وهو بين الناس معناه أنه فقد الصلة بهم»، وسعد بات ملفوظًا من الجميع، فهو فى نظر الشعب–الذى يريد أن ينزل له ليعرض عليه المصالحة مع الإخوان- سفير «الشيطان الأمريكى» وعرّاب العلاقة الحرام بين الإخوان والأمريكان، فضلًا عن كونه أحد رموز «التمويل الأجنبى» المرفوض- جملةً وتفصيلاً- للدكاكين المسماة بالمنظمات الحقوقية!! )3( فى نوفمبر 2014م وفى مقال شهير بإحدى الصحف المستقلة، روى كاتبنا الكبير أحمد الجمال واقعةً شهيرة عن د.سعد مفادها أنه عُقد مؤتمر جمع نخبةً من القوميين المصريين والعرب بالقاهرة فى ندوة بعنوان «الناصرية والمستقبل». وقدَّم سعد ورقة بحثية، عقَّب عليها «فيلسوف العروبة» الراحل د.عصمت سيف الدولة موجهًا كلامه إلى سعد قائلًا وبحسم: «بعد أن قرأت ما كتبته أقول لك الآن إنك يا سعد الدين إبراهيم عميل حقير للمخابرات المركزية الأمريكية بعد أن ظننا أنك جئت إضافةً للفكر والحركة القومية»!!. وهنا علا وجوه الحاضرين الوجوم والصمت الرهيب، وتقبَّل سعد الأمرَ بضحكته الصفراوية المميزة، والتى لم تفارقه حتى الآن، كما لم تفارقه أبدًا تهمة «الأمركة»!!