يعاني العالم من أزمة في الطاقة أصبح البحث عن حل لها هماً يؤرق البشرية، خاصة أن الجزء الأكبر من مصادر الطاقة التي يعتمد عليها الانسان في الصناعة والتدفئة وتشغيل وسائل المواصلات وغيرها هي كلها من الطاقة الناضبة أي التي ستفني في يوم من الأيام.. في ظل هذه الأزمة والمستقبل المجهول لمصادر الطاقة استطاع مهندس الكمبيوتر وليد فرغلي بمشاركة صديقه المهندس وائل عبد الفتاح سرحان من اختراع محرك يعمل بضغط الهيدروليك دون الحاجة الي وقود، إضافة الي العديد من الاختراعات التي ترتكز فكرتها الاساسية علي الاستغناء عن الطاقة التقليدية.. الغريب في الامر أن تفكيرهما خارج الصندوق كان سببا في عدم الاعتراف باختراعهما مما اضطرهما الي تسجيل براءة الاختراع في الخارج.. تفاصيل الاختراعات العديدة والعقبات التي واجهتهما وأحلامهما نتعرف عليها في حوارنا مع المهندس وليد فرغلي. قمت وزميلك المهندس وائل سرحان بابتكار العديد من المخترعات.. فكيف كانت بداية لقائكما؟ البداية كانت مند عام 2003 حين استطعت اختراع محرك توربيني يعمل بالهواء المضغوط ولكنني وجدت ان الهواء قوة ضعيفة وأن تشغيل محرك بقوة الهواء يحتاج الي ضواغط عملاقة الحجم وغالية الثمن لتشغيل هذه المحركات لكي تنافس محركات الاحتراق الداخلي الموجودة حاليا، كما نحتاج الي محطات لشحن الهواء كل مرة بعد نفاد الهواء الموجود في المحرك وهذا أمر صعب ومكلف، وحين ذهبت الي أكاديمية البحث العلمي لتسجيل براءة الاختراع تعرفت علي المهندس وائل عبد الفتاح سرحان الذي كان يقدم بحثا في نفس المجال لكن بنظام هيدروليكي، وبعد حديث طويل وجدنا ان أفكارنا متقاربة فاتفقنا علي الاشتراك في عمل مشروع متكامل يشمل النظامين معا وقمنا بتصميم متميز وعرضه علي معظم المراكز البحثية والمعارض فلقي ترحيبا وانبهارا من لجان التحكيم وحصلنا علي شهادات تقدير من وزارة الزراعة في مؤتمر لبحوث المياه والطاقة والميدالية الذهبية في مؤتمر «مصر تخترع» بجامعة بني سويف وشهادة تكريم من جامعة الدول العربية ووصلنا الي نهائيات مسابقة «القاهرة تبتكر». ثورة حقيقية نود إلقاء الضوء علي المشروع الرئيسي الذي تعاونتما في العمل عليه.؟. قمنا بعمل جلسات مشتركة للتوصل الي الشكل النهائي للمشروع، وبعد تعديل وتطوير توصلنا الي اختراع يعد ثورة حقيقية ستقلب موازين الطاقة، وهو عبارة عن ضاغط هيدروليكي يعمل بطاقة مجانية ويوفر هواء مضغوطا بأي كمية نحتاجها وأي ضغط نريده وطورنا المحرك لكي يعمل بالنظامين معا ويقوم ايضا هذا الضاغط بضغط زيت هيدروليك بقوة ضغط عالية جدا مما يجعل المحرك قدرته تفوق قدرة وقوة محركات الاحتراق الداخلي الموجودة بجميع السيارات ووسائل النقل المختلفة وجميع المعدات التي تعمل بالوقود او محركات الكهرباء حيث ان قوة الضغط التي تنشأ من الانفجار في محرك الاحتراق الداخلي اقل بكثير من قوة محركنا ونستطيع ان نعدل ونطور بها كما نريد، وهذا المحرك يعد الاول من نوعه الذي يعمل بنظامي الهواء المضغوط والهيدروليك وهو اقل في الحجم والوزن من المحرك التقليدي.. فهذا المحرك مبني علي نظرية استخلاص الطاقة من مضاعفات القدرة الميكانيكية فقمنا بالتلاعب بالضغط العالي الكامن وهو المعروف ب «ما فوق التكامل» Over-Unity (أي كمية الطاقة الخارجة أكثر من كمية الطاقة الداخلة، أي أكثر من 100%) ويسمي «الطاقة الحرة/المجانية» Free Energy دون الحاجة الي أي مصدر من مصادر الطاقة من وقود او كهرباء ولا ينتج عنها اي اضرار للبيئة وبهذا النوع الجديد من الطاقة وصلنا لعزم 315 حصانا و4000 لفة /الدقيقة. وهذا المحرك تم تصنيعه بمجهوداتنا الذاتية والآن يعمل بكفاءة عالية جدا وتمت تجربته علي العديد من الآلات. وماذا عن الاختراعات الأخري التي تعاونتما في تنفيذها؟ لدينا العديد من الاختراعات الاخري، معظمها يعتمد علي فكرة العمل بدون الحاجة الي وقود، منها فكرة تشغيل السفن بطاقة الامواج دون الحاجة الي وقود نهائيا وهذه الفكرة تم تسجيلها في أكاديمية البحث العلمي وفي انتظار الحصول علي براءة الاختراع..واختراع آخر تم تسجيله في اكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا وهو عبارة عن دراجة هيدروليكية للمعوقين وكبار السن تعمل بدون وقود او كهرباء مما يتيح السير بها لمسافات طويلة وتصل سرعتها الي 120كيلو/ الساعة كحد اقصي وهي مجهزة باجهزة أمان ضد الصدمات لكي توفر الأمان الكامل للسائق وتستطيع حمل العديد من الاغراض. أيضا من ابتكاراتنا محطة كهرباء تعمل بطاقة مجانية وتنتج 1 ميجا وحجمها لا يتعدي 3 أمتار مربعة فقط. ومحطة تحلية مياه الشرب بدون وقود تعمل بنظام مختلف تماما عن اي نظام متوافر حاليا. ومن اختراعاتنا التي تنتظر من يتبناها توليد الكهرباء عن طريق المطبات وذلك بالاستفادة من التكدس المروري وتصميم مطبات هابطة بدون أي تأثير علي السيارات نهائيا وتقوم هذه المطبات بتشغيل نفسها اتوماتيكيا في حالة بطء حركة السير مما ينتج طاقة دائمة في محطات توليد الكهرباء الخاصة بهذه المطبات وكل 8 مطبات تنتج 1 ميجا من الكهرباء مما يوفر الطاقة الكهربائية للمحلات والمنازل والشوارع. ولدينا فكرة اسانسير يعمل بدون كهرباء او وقود. طاقة مجانية هذا العدد من الاختراعات يمكن - لو تم تطبيقه - أن يغير وجه الحياة في مصر.. كيف ذلك؟ هذه الابتكارات تبعث برسالة لكل من يريد التقدم من خلال طاقة مجانية ونظيفة بدون تلوث نهائيا وبدون التقيد باسعار النفط او الدولار، من خلال أفكارنا هذه نستطيع وبعون الله تحويل جميع السيارات لكي تعمل بدون وقود نهائيا ويتم فقط تغيير زيت الهيدروليك كل 3 سنوات بقيمة 16 جنيها للتر فقط. أيضا يمكننا انتاج كهرباء مجانية ودائمة ومستمرة بدون اي تكلفة وتبدأ قدرة اصغر مولد من 50 كيلو وات علما باننا نستطيع تشغيل اكبر محطات الكهرباء بدون اي مصروفات وتكون بقوة المحطات النووية وبذلك تستطيع جميع المصانع كثيفة الاستهلاك للطاقة مثل مصانع الحديد والاسمنت والطوب والاسمدة واكثر من 80% من المصانع ان تعمل وتنتج منتجها بسعر اقل من النصف لمجانية الطاقة وهذا ينعكس علي المستهلك. أيضا يمكننا المساهمة في سحب المياه الجوفية بأي اعماق وتوفير الكهرباء لتحليتها وتكون صالحة للشرب لسد الاحتياج من مياه وتكون أفضل بكثير من المياه التي نشربها الآن والتي أصبحت عبارة عن مياه صرف صحي وسببت انتشار الامراض من فيروسات الكبد والفشل الكلوي التي انتشرت بين نسبة كبيرة جدا من أبناء مصر. وبذلك يكون تم حل 70 % من مشاكل مصر من الطاقة والكهرباء والمياه وزيادة الرقعة السكنية في المناطق الصحراوية بدون تحميل الدولة اعباء البنية التحتية.. مع كل هذه الابتكارات والافكار الرائعة كيف كان استقبال الجهات العلمية والبحثية لها؟ إن الجهات الرسمية في مصر لا تعترف بأي تقنية ثورية بعيدا عن القوانين المتعارف عليها حتي ولو كانت هذه التقنية من خارج الصندوق أو يمكن أن تحدث انقلابا كاملا في المناهج العلمية أو البنية الاقتصادية للبلاد، فقد تقدمنا لاحدي اكبر جامعات مصر بمشروع المحرك الهيدروليكي للمساهمة باختباره فتم رفض طلبنا بحجة أن المحرك لا يخضع لقوانين الطاقة الفيزيائية السائدة لذلك فإنهم لا يعترفون به رغم انه يعمل بدون اي مصدر خارجي للطاقة ودائم الحركة. والادهي من ذلك أن مكتب براءات الاختراع رفض منح براءة اختراع للمحرك لنفس الاسباب فاضطررنا الي الحصول علي براءة اختراع من الخارج من خلال مكتب براءات الاختراع الدولي (pct). شك وريبة وما تفسيرك لهذا الرفض والتجاهل لمشروعكم من قبل هذه الجهات وغيرها؟ هذا الإهمال من قبل الجهات الرسمية وحرمان هذا الابتكار من الدعم والتمويل أمر يدعو للشك والرّيبة، والتفسير الوحيد لهذا أن الأقوياء لا يريدون انتشار مثل هذه الاختراعات حتي لا تؤثر علي مصالحهم حتي لو كان ذلك علي حساب الوطن والانسانية ومستقبلها، وبالتالي تنعكس إرادتهم ورغباتهم في المؤسسات التعليمية وكذلك القوانين الحكومية وحتي الثقافة العامة، حيث حرصوا علي أن يصوروا موضوع الطاقة الحرة علي انه ضرب من الخيال وشركات الطاقة العالمية المتعددة الجنسيات ترفض تمويل أي بحث يتناول الطاقة الحرة، لأن ذلك سوف يؤثر علي مصالحها فهي تريد ان تتحكم في الطاقة وتفرض اسعارها كما تشاء لتنهار دول وتستمر دول في الفقر والمعاناة لقلة موارد الطاقة عندها وتستمر في جهل وبدائية حتي لا تفكر لحظة في التقدم وتظل تحت رحمة التكنولوجيا التي يتحكمون بها والتي تصلنا بعد مئات السنين والتي توشك علي الفناء. ما الصعوبات التي تري أنها تعوق احلامك وأحلام شباب المخترعين في مصر؟ أهم هذه الصعوبات هي الانانية حيث يسعي الجميع لتحقيق مصالح شخصية او عمل شو اعلامي لنفسه فقط وليس خدمة المصلحة العامة أو خدمة للوطن أو السعي للنهوض به وإنما كلها شعارات رنانة فقط يرفعونها دون أن يكون لها أي صدي في افعالهم.