اعتاد السادة المسئولون في بلدنا علي سياسة إطفاء الحرائق ، ينتظرون حتي تقع الكارثة ثم يهرعون لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ! لكن أن يصل الأمر إلي غض البصر عن خطر داهم يهدد كيان الوطن ، وانتظار وقوع مخطط إرهابي يغتال رجال مصر الشرفاء ، حتي يشعر المسئولون بالكارثة ويبدأوا التحرك ! فإن ذلك - بالتأكيد- يشير إلي أن الدولة المصرية تغط في سبات عميق ، وأننا نعيش بالفعل سنوات من الهوان لم نشهدها من قبل!! لقد أذهلتني تصريحات اللواء مراد موافي مدير جهاز المخابرات - المقال - والتي اعترف فيها بأنه كان يملك معلومات تفصيلية حول الهجوم الإجرامي الذي راح ضحيته 17 شهيدا من أبناء القوات المسلحة الصامدين علي الحدود المصرية ، لكنه لم يتحرك لأن سيادته لم يتصور أن يقتل مسلم أخاه المسلم ساعة الإفطار في رمضان !! بالله عليكم هل هذا كلام يقوله رجل مخابرات يجلس علي قمة أخطر جهاز أمني في الدولة ؟!!ما هذا الاستخفاف والتبريرات الساذجة ؟! وهل هؤلاء المجرمون يا سيادة اللواء يعرفون أخوة أو إسلاما أو حرمة شهر كريم ؟! إن دماء الشهداء في رقبتك يا سيادة الجنرال أنت وكل من شارك معك في إخفاء معلومات هذا المخطط الإجرامي ، ولم يعبأ بتلك الأرواح الطاهرة التي راحت ضحية إهمالك وتقصيرك في واجبك الوطني! إن الجريمة التي ارتكبها سيادة "الجنرال" في حق بلده ، وفي حق شهداء الوطن تستوجب محاكمته عسكريا بتهمة "الخيانة العظمي "، فإذا لم يكن ما فعله هذا الرجل جريمة خيانة عظمي .. ماذا يمكن أن نسميه؟! والغريب حقا أن أحد شيوخ قبائل شمال سيناء ، قد أكد علي أنهم قاموا بإبلاغ الاستخبارات المصرية قبل نحو شهر ، بمشاهدتهم تدريبات لعناصر إرهابية بجنوب رفح ، يشتبه أن تكون من باكستان والسودان والصومال وغزة ، ومع ذلك ظل الجميع في سباتهم العميق ولم يتحرك أحد ، حتي بعد قيام هذه العناصر بقتل جنديين أثناء تناولهما الإفطار بمنطقة الشيخ زويد مؤخرا ! ليس هذا فحسب بل ان جهاز المخابرات الإسرائيلية " الموساد" قام برصد اتصالات وتحركات لعناصر إرهابية فوق معبر كرم أبو سالم ، وقدم للمخابرات المصرية تلك المعلومات علي طبق من فضة ، وسلمها قائمة بأسماء 9 إرهابيين يتبعون جماعة التوحيد والجهاد ، ومع ذلك لم تتحرك الأجهزة المصرية لرصد الخطر القادم عبر الحدود ولم تضع أي سيناريوهات لمواجهته !! في حين قامت إسرائيل بتحذير رعاياها وحشدت قواتها قبل الحادث بساعات !! والحق أقول إن ما يحدث طوال الشهور الماضية يؤكد أننا حقا نعيش "غيبوبة" من العيار الثقيل ، فخط الغاز الطبيعي تم تفجيره 15 مرة ، وتعرضت الأكمنة الأمنية للهجوم المسلح 28 مرة ، ومع ذلك يخرج علينا سيادة المحافظ - حفظه الله وأدام عليه نعمة الصدق - لينفي وجود أي خلايا إرهابية أو تنظيمات جهادية أو جماعات تكفيرية !! يارجل يا طيب حرام عليك .. كفانا سياسة كله تمام التي أفسدت حياتنا ، لقد أصبحت سيناء "قندهار" المصرية ، وتحول 1200 نفق تحت الأرض إلي مرتع للعناصر الخارجية التي تحمل الخراب والدمار ، هؤلاء الذين صنعوا من جبل "الحلال" جبل "حرام" مليئا بصنوف الإرهاب المسلح! لقد آن الأوان لاستئصال الورم الخبيث الذي ينمو علي أرض سيناء ، قبل أن نفيق لنجد من استأصل هذا الجزء الغالي من أرض الوطن !!