تأتي »اليوم« الذكري التاسعة لأحداث 11 سبتمبر الحزينة وسط أجواء مؤسفة نتيجة انكار وأعمال قلة من المتطرفين الأمريكيين قد تؤدي تداعياتها الي ما هو أخطر من أحداث 11 سبتمبر الا وهو فقدان الولاياتالمتحدة لعلاقاتها بالعالم العربي والاسلامي بسبب حمايتها الحمقاء لما تطلق عليه حق التعبير عن الرأي. ومن المقرر أن يشارك نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن في الاحتفال التقليدي بذكري 11 سبتمبر والذي يقام بموقع برجي مركز التجارة العالمي الذين انهارا وراح ضحيتهما حوالي ثلاثة آلاف شخص. ومن جهة أخري سيقوم الرئيس أوباما بالمشاركة في الاحتفال الذي يقام بالبنتاجون لنفس المناسبة حيث تعرض مبني وزارة الدفاع لهجوم ارهابي في نفس الوقت راح ضحيته عدة مئات.. أما ميشيل اوباما فستشارك أهالي ضحايا الطائرة الرابعة التي تم اسقاطها في ولاية بنسلفانيا قبل ان تتوجه الي واشنطن. ويستهل الاحتفال الحزين الرهيب الذي يقام في نيويورك بكلمات للتعزية والرجاء يلقيها ممثلو الاديان الثلاث: الاسلام والمسيحية واليهودية.. وذلك قبل ان تقف الولاياتالمتحدة كلها حداداً لمدة دقيقة علي ارواح الضحايا في الساعة التاسعة وعشرين دقيقة صباحاً وهي لحظة ارتطام اول طائرة ببرج مركز التجارة العالمي.. ثم تنطلق ابواق السيارات مرة واحدة أشبه بالعويل. ويلي ذلك قيام اهالي الضحايا بتلاوة اسماء من فقدوا في هذا الحدث ويلاحظ ان هناك اكثر من فرد ينتمون الي نفس العائلة بعض الأحيان. ومن المحزن ان نري اطفالا لم يعرفوا الاب او الام الذي راح ضحية الحادث حيث كانوا مازالوا في الاشهر الأولي من عمرهم قبل ان يختطف القدر عائل الأسرة او الأم.. وغالباً ما يقوم هؤلاء الاطفال بتلاوة اسم الفقيد وتوجيه رسالة قصيرة له امام المشاركين في الذكري. وبعد الانتهاء من تلاوة الأسماء والذي غالباً ما يستغرق حوالي الساعة والنصف وفي طريقهم الي مغادرة مكان الاحتفال يقوم اهالي الضحايا بالقاء الزهور في بركة اعدت لهذا الغرض وتعتبر نقطة متوسطة في ارتكاز البرجين. وتجدر الاشارة ان عمليات البحث عن بقايا الضحايا مازالت مستمرة علي الرغم من مرور تسع سنوات علي الحادث حيث تقوم السلطات الصحية بالبحث وسط اطنان من الركام الذي نقل من مكان الحادث للتعرف علي بقايا ضحايا لم يتم العثور علي اي اثر لهم وذلك باستخدام البصمة الوراثية. ويعتبر يوم 11 سبتمبر يوماً قومياً في الولاياتالمتحدة وفي هذا اليوم الذي حول تاريخ الولاياتالمتحدة وترك بصماته علي تاريخ العالم تقوم المدارس بشرح ما جري وتداعياته حتي لأطفال المدارس الابتدائية.. وقد قامت المدارس جميعاً بهذه العملية هذا العام منذ عدة أيام حيث يصادف 11 سبتمبر عطلة رسمية.. ويجدر بالاشارة ان هناك توجها الي اعداد منهج دراسي خاص لهذا الغرض. ومن جهة أخري تصادف ذكري 11 سبتمبر هذا العام اسبوع الاناقة في نيويورك حيث يقوم مصممو الازياء العالميون بتقديم كل جديد للربيع والصيف القادم.. وقد اعلن المسئولون عن الاسبوع قيام مصممي الازياء بعمل تي شيرت خاص لمناسبة 11 سبتمبر يقوم المشاهير بتوقيعه ويباع لصالح عملية بناء النصب التذكاري لضحايا الحادث. وعلي الرغم من الدعوة الي عدم تسييس احداث 11 سبتمبر فإن اعلان سارة بالين المرشحة لمنصب نائب الرئيس في انتخابات الرئاسة الماضية بالظهور في احتفال يقام بولاية الاسكا اليوم بصحبة الاعلامي المتطرف جلين تيك اثار تكهنات باحتمال اعلان تذكرة انتخابات رئاسية جديدة لعام 2102. واما عن المبني الجديد فقد تم ما وصل بناؤه حتي الآن الي 63 دوراً فقط لبرج واحد من بين ثلاثة أبراج يصل كل منها الي 601 ادوار وكان البناء قد تأخر عدة سنوات لخلاف بين مالك البرجين السابقين وهيئة الميناء التي تمتلك الأرض. وفي نيويورك فستكون هناك مظاهرة احتجاج علي عملية بناء مسجد ومركز اسلامي بالقرب من موقع حادث 11 سبتمبر يشارك فيها عدد من افراد اليمين المتطرف وهي مظاهرة سياسية تستهدف انتخابات التجديد النصفي لأعضاء الكونجرس.. ومن جهة أخري ستكون هناك مظاهرة مؤيدة لبناء المسجد يشارك فيها عدد كبير من المثقفين وابناء الديانات المختلفة مؤكدين ضرورة مراعاة حق حرية العقيدة.. ومن المتوقع ان تستمر المظاهرات المؤيدة والمعارضة لعدة اسابيع وحتي اجراء الانتخابات حتي يتم استخراج تصريح البناء باعتباره حقاً قانونياً مشروعاً.. ولكن هذا الحق قد يواجه بعض العقبات بعد ان ثارت تكهنات حول عملية تمويل البناء.. الا ان هذا لن يحول دون بناء المسجد والمركز الثقافي الاسلامي.