أثارت زيارة قام بها عدد من أعضاء مجلس النواب البحريني إلي سوريا، التقطوا خلالها صورا تذكارية خلال لقاءاتهم ومؤتمراتهم مع أفراد من الجيش السوري الحر، جدلا كبيرا في العاصمة البحرينية، ورغم اضطرار وزارة الخارجية البحرينية لإصدار بيان رسمي تؤكد فيه أن هؤلاء النواب لا يمثلون إلا أنفسهم ، إلا أن الجدال لا يزال مستمرا، بصورة لا يستطيع أن يفهمهما إلا من يعرف البحرين جيدا، وتركيبته السكانية والطائفية. لماذا قام هذا الجدل الكبير ؟ولماذا اعتبر البعض أن قيام هؤلاء النواب بمثل هذه الزيارة والإعلان عنها، بمثابة خطوة سياسية تدعو لمزيد من التوتر الداخلي في البحرين؟. في البداية تجدر الإشارة إلي أن النواب البحرينيين الذين قاموا بالزيارة من جمعية "الأصالة" والتي تضم السلفيين في البحرين. وبالنسبة للبحرينيين يختلف الرأي حول ما يحدث في سوريا، فالبحرينيون السنة يؤيدون الثورة هناك بالقول والبذل، ولهذا تمتلئ الشوارع والمساجد السنية بإعلانات تحض علي التبرع لمساعدة السوريين ، أما بالنسبة لكثير من أبناء الطائفة الشيعية فالأمر يختلف، لأنهم يؤيدون النظام العلوي بشار الأسد العلوي والذي تدعمه إيران سياسيا وعسكريا. والسنة يرون أن نهاية بشار الأسد تعني إضعافا شديدا لحزب الله ونفوذه وهو ماسيؤدي بتأثيرات سلبية علي تحركات الشيعة في المنطقة الشرقية بالسعودية والبحرين. ولهذا أثارت الزيارة انتقادات كبيرة من جانب الكثيرين من شيعة البحرين، الذين انتقدوا قيام نواب بحرينيين بهذه الزيارة وقالوا إن هؤلاء النواب وضعوا الحكومة في موقف حرج، لأنهم دخلوا سوريا بصورة غير شرعية، وأعلنوا موقفا مخالفا لموقفها الرسمي من الأزمة السورية ، حيث تدعم حكومة البحرين مساعي الجامعة العربية في حل المشكلة، وقالوا: إن الحكومة التزمت الصمت تجاه هذه الزيارة فهل كانت ستفعل ذلك لو أن مواطنين شيعة سافروا ووقفوا مع الجانب الآخر ؟! لهذا وجدت وزارة الخارجية البحرينية إنه من الضروري أن تصدر بيانا رسميا، في محاولة لحسم الجدل، وقالت الوزارة في البيان إن دخول نواب بحرينيين إلي الأراضي السورية، "جاء دون علم أو تنسيق مسبق مع وزارة الخارجية، أو التقدم بطلب إذن أو إخطار للقيام بتلك الزيارة". وقال بيان الوزارة: "من منطلق حرص مملكة البحرين علي سلامة جميع مواطنيها في الخارج، تهيب بالمواطنين والمسئولين في المملكة تحاشي القيام بزيارة أو دخول مناطق الصراعات والنزاعات المسلحة". ومن جهته قال عبد الحليم مراد وهو أحد النواب الذين شاركوا في الزيارة، علي صفحته عبر موقع التواصل الاجتماعي"تويتر": "تكفلنا بثلاثة مستشفيات ميدانية وقدمنا تبرعات أهل البحرين للجيش السوري الحر". وأضاف مراد: "كان لقاؤنا مع قائد صقور الشام من داخل سوريا حيث تصادف والحمد لله اليوم 17 رمضان تاريخ معركة بدر الكبري.. دخلنا للأراضي السورية أرض الشام المباركة ونحن في ضيافة الجيش السوري الحر." وتابع مراد قائلا: "تعمدنا الدخول بأنفسنا لتوصيل مساعدات أهل البحرين باليد لتجهيز المجاهدين من إخواننا بالجيش الحر." أما النائب أحمد الساعاتي، رئيس كتلة البحرين في مجلس النواب البحريني إن"المشاركين في تلك الزيارة يمثلون جمعيتهم وأنفسهم وليس البرلمان البحريني أو الحكومة، وهو موقف واضح منذ بدء الحركة الاحتجاجية المطالبة بالديمقراطية في سوريا". وأضاف أن "موقفنا مختلف حيث أننا نحترم سيادة الدول وعدم التدخل في شؤون الدول الأخري، لاسيما ان البحرين والحكومة السورية لديهما علاقات دبلوماسية الآن، وإذا ما كان هناك دعم إنساني يجب ان يذهب للشعب السوري، وليس لطرف علي حساب آخر".