وسط غابات الأسمنت الملقبة بالأبراج السكنية فقدت المدن ارتباطها بالطبيعة، وتاه سكانها بين الزحام والضوضاء والتلوث، لكن هناك من قاموا ذلك بالبحث عن اللون الأخضر الذي أصبح عملة نادرة، أدرك الفلاحون في بعض قري الفيوم هذه الحقيقة فقرروا استثمار حقولهم في تدشين نمط جديد من السياحة هو «سياحة المزارع». حيث فتحوا مزارعهم لاستقبال أبناء المدن الراغبين في زيارة الطبيعة وقضاء يوم في أحضانها، وتناول الوجبات الريفية الطازجة كالفطير المشلتت والقشدة والبط، لا يقتصر الأمر علي ذلك بل يمتد الي إتاحة الفرصة لممارسة عمليات الزراعة المختلفة لمن يرغبون في ذلك ولم يعد غريبا ان نري شابا يمسك بالفأس او فتاة تخوض مغامرة طلوع النخل! كما فتح الفلاحون أبواب بيوتهم لمن يريدون تجربة السكن الريفي. ويؤكد حاتم اللواج عضو هيئة تنشيط السياحة بالمحافظة ان ما يحدث هو أحدث الصيحات في عالم السياحة، وقد اجتذب الكثير من المواطنين العاديين والسياسيين والممثلين.. وأوضح انه يفتح الباب أمام سياحات نهاية الاسبوع، ويحقق للفلاحين عائدا اضافيا ويساهم في توفير فرص عمل جديدة، ويطالب بتنمية سياحة المزارع.. وتدريب شباب القري عليها، بحيث يشرفون علي جولات بين أشجار الموالح في مركز يوسف الصديق، والمانجو في أبشواي، او النباتات العطرية في إطسا الي جانب مصنع البلح في سنورس. الفيوم - محمود عمر