أم كلثوم تستخرج جنيهات توفيق الحكيم للمجهود الحربى أم كلثوم تلبي النداء لجمع التبرعات والمشغولات الذهبية من القاهرة والمحافظات لمن سخر من فكرة التبرع بجنيه، ثمن رسالة " بنصبح علي مصر "، وردا علي من ادعي ان الأمم لا تبني بالتبرعات !،نذكرهم بكنوز التاريخ عندما كانت لدينا نخبة وطنية ونجوم يتجاوبون مع كل كلمة يكتبها كبار الكتاب، فتنطلق القافلة الوطنية تلبي النداء، نذكرهم بثلاث مقالات كتبها أمير الصحافة العربية محمد التابعي بجريدة الأخبار عقب نكسة 1967 مناديا فيها بالتبرع بالدبلة الذهب والجنيهات والقروش للمجهود الحربي وتبنت الفكر كوكب الشرق أم كلثوم ونزلت مع غيرها من كبار النجمات لجمع التبرعات . كتب التابعي المقالة الأولي بجريدة الأخبار "يحث الناس فيها علي التبرع بالدبلة الذهب والغوايش والاقراط وكافة انواع الحلي الثمينة للمجهود الحربي واعادة تسليح الجيش عقب نكسة يونيو 1967، لكي يتم تسييل هذا الذهب بعملات صعبة يشتري بها السلاح، واحدثت دعوته الكثير من ردود الافعال، فكتب المقال الثاني بعنوان " ولنا أسوة في رسول الله ".. يقول فيها : وهذه رسالة من فضيلة الأستاذ عبد الحكم سرور مدير الشئون العامة بالأزهر يعلق فيها علي الاقتراح بالتبرع بدبلة الزواج، يقول فيها : -بسم الله الرحمن الرحيم السيد الأستاذ فلان..سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، وبعد.. لقد قرأنا لكم اليوم في أخبار اليوم تحت عنوان ( الدبلة الذهب ) فكرة وطنية تفيض بالوطنية تجيء موائمة لما يجب أن يكون عليه الرجال مطلقا، ولما ينبغي أن تكون عليه النساء في فترة الجهاد في سبيل الله، أما بالنسبة للرجال فالتختم بالذهب حرام بنص الشريعة الإسلامية، فقد أمسك الرسول صلي الله عليه وسلم بقطعتين من الذهب والحرير فقال : هذان حلالان لنساء أمتي حرامان علي ذكورها.. وهذة فرصة ونحن في طريقنا إلي الله أن يتخلي الرجال والشباب عن هذه التقاليد البالية، ويكفي أن نستعيض عنها لمن شاء بدبلة الفضة ثم ما فائدتها بعد قوله تعالي : ( وأخذن منكم ميثاقا غليظا ) وهو الرباط القوي بين الرجل والمرآة، أما بالنسبة للنساء فهي فرصة تسهم فيها المرأة بشيء من مالها وهو إسهام خفيف ولكنه يؤدي إلي جمع خمسين أو ستين طنا كما تفضلتم بإيضاحه في كلمتكم توفر علينا حاجتنا إلي دول قد تستغل هذه الحاجة.. والرسول صلي الله عليه وسلم يقول : (عز المؤمن في استغنائه عن الناس)، وأي عزة من أن يكتفي اكتفاء ذاتيا !.. إن هذا القليل الذي يجمع الكثير والذي يحفظ مستوانا يجب ألا يعتبر الآن بدعا ولا تطوعا دائما، والجهاد فرض عين علي كل مسلم ومسلمة وكل عربي وعربية، يجعل هذا أيضا فرض عين لأنه إسهام في المعركة المستمرة، شوهد الرسول صلي الله عليه وسلم يوما وهو قلق مضطرب يدخل ويخرج ويبدو علي وجهه الألم الشديد وكان ذلك من اجل حاجة ألمت بالمسلمين ثم نادي بلالا فأمره بأن يؤذن فأذن في الناس ثم أقام الصلاة ثم خطب في الناس وقرأ عليهم ( يا أيها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون، ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون، لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون ).ثم قال : ليتصدق الرجل من دمائه، من درهمه، من ثوبه، من اتساع بره. إلي أن قال : ولو بشق تمرة، فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها بل قد عجزت ثم تتابع الناس حتي تجمع كومان من ثياب وطعام ومال فتهلل وجه النبي صلي الله عليه وسلم لما رأي من استجابة الناس لندائه في الملمات والشدائد، ولما أحس من تعاونهم لأمتهم ومن اجل واقعهم ومن اجل حياتهم حياة سعيدة، وهنا قال الرسول صلي الله عليه وسلم : -من سن سنة حسنة في الإسلام فله أجرها وأجر من عمل بها إلي يوم القيامة من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلي يوم القيامة لا ينقص من أوزارهم شيء ).و هكذا تري سيادتكم ونحن في معركة الحياة أو الموت مع عدو طائش ماجن وامة لا تعرف إلا العنصرية والمحاباة والتحيز لابد أن نقف أمامهم، وقفة بالمال والنفس والولد.. وما اقل ما تقدم بناء علي اقتراحكم فنجمع ما يعاوننا علي حياة كريمة.و الله يقول الحق وهو يهدي السبيل، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الاخبار - 25 / 6 / 1967 المقالة الثانية كتبها التابعي بعنوان " اقتراح الدبلة الذهب له تاريخ قديم"، موجها حديثه فيها لمن لا يعرف تاريخ إقتراح الدبلة الذهب، قائلا " وأقول أولا إنني تلقيت حتي اليوم أكثر من مائة خطاب وبرقية ومكالمة تليفونية من مواطنات ومواطنين يسألونني عن الجهة التي يمكن أن يسلموا إليها دبل الذهب والتبرعات الأخري من غوايش وأقراط وكرادين.. إلي آخره.وسكوت الحكومة حتي الآن أمر يحيرني ويحير الناس وكل ما ارجوه منها هو أن تعلن عن أسماء البنوك التي يمكن للمواطنات والمواطنين أن يودعوا لديها تبرعاتهم الذهبية.. ومن بين الحكايات المذكورة خطاب من المواطن السيد أبو العلا محمد إبراهيم وهو يتضمن نفس الاقتراح.هذا وقد جاءني من الأستاذ منصور جاب الله هذا الخطاب : -إن النداء النبيل الذي وجهتموه للمواطنين بالتبرع بخواتم الزواج والأقراط والأساور الذهبية من اجل المصلحة الوطنية العليا، له سابقة في وطننا المفدي، فقد ذكر البطل أحمد عرابي في مذكراته المخطوطة أنه حين انسحب بجيشه إلي كفر الدوار بعد ضرب الإسكندرية عام 1882، اقبل علي معسكره أفراد الشعب طواعية واختيارا يحملون إليه ما في بيوتهم من ذهب وما تتحلي به زوجاتهم وبناتهم من أساور ومصوغات.. ويقول عرابي إن الشعب المصري هو الذي تحمل وحده نفقات الثورة ضد الاحتلال البريطاني حيث كانت خزانة الحكومة المصرية خاوية لأن الإنجليز كانوا قد حملوا ما بها من ذهب وفضة ووضعوه في سفنهم الراسية في الإسكندرية حتي انتهت الحرب.ولا شك في أن المواطنين الذين بايعوا الزعيم البطل جمال عبد الناصر بالدم وحملوا علي اكفهم الأرواح فداء لهذا الوطن، لا يضنون علي هذا الوطن بالذهب لأنه عرض زائل وظل حائل وعارية مسترجعة ولو بعد حين. الأخبار-29 يونيه 1967 المقالة الثالثة يواصل محمد التابعي ما اثارته مسألة التبرع بالدبلة الذهب لصالح المجهود الحربي في مقال رابع بعنوان " تبرعات الذهب مكانها وزارة الخزانة"، يقول فيه " لا نريد أن تكون الدعوة للتبرع بالذهب مجرد فورة عاطفية.. بل نريد لها أن تكون واجبا مقدسا. وحينما دعوت المواطنين للتبرع بدبلة الزواج الذهبية والأقراط والغوايش والكرادين.. إنما دعوتهم لكي تشتري الدولة بهذا الذهب عملات أجنبية من أسواق سويسرا أو أسواق لبنان وكل دول لا يوجد فيها حظر علي دخول أو خروج العملات الأجنبية. وكنت أفهم أن هذا الذهب يودع لدي وزارة الخزانة، ولكني قرأت في أهرام أمس الأول الاثنين، أن هذا الذهب سوف يودع لحساب وزارة الشؤون الاجتماعية وللشراء بالعملات الأجنبية.هذة واحدة.. وألأخري أن مواطنا فاضلا من قليوب ولا أذكر أسمه نزولا علي رغبته قد تبرع هو وبناته التسع بذهب بلغ وزنه 267 جراما.. وهو أكبر تبرع قدمته أسرة واحدة.. وقد لاحظت قريبتي وأنا، أن السيدات والآنسات العربيات كن أكثر حماسة وإقبالا علي التبرع بالذهب من الرجال والشبان..و هذة كلمة من الشقيقات التسع المتبرعات.لا نريد أن تكون الدعوة إلي التبرع بالذهب مجرد فورة عاطفية تكتب عنها الصحافة بل نريد لهذة الدعوة أن تكون واجبا مقدسا يثبت فيه هذا الشعب أصالته وارتفاعه بمفهومه إلي مستوي الأحداث التي يمر بها وطننا في معركة الصبر. وإذا كان الشعب بأجمعه علي استعداد لبذل الروح والدم لتصفية العدوان الإمبريالي الصهيوني الغاشم فلا أقل اليوم من أن تكون الدعوة إلي التبرع بالذهب أساسا من أسس الكفاح والنضال يساهم بها الشعب في إعطاء الوطن حقا مكتسبا له من أبنائه.و لذلك فإننا بنات شقيقات تسع نتبرع بكل ما نملكه من مصاغ ويتبرع معنا والدنا بخاتمه الذي أهديناه إليه في مناسبة عزيزة علي نفوسنا جميعا. وكذلك يتبرع معنا أخونا الطفل الوحيد بما يملكه وهو خروف اشتراه بما جمعه في حصالته وإننا ونحن نقدم ذلك نشعر بأننا نرد ذرة من دين هذا الوطن الغالي علينا ونتمني لو قدر لنا أن نستشهد جميعا حتي تتطهر أرضنا الحبيبة من دنس الباغين بإذن الله، والله علي ما نقول شهيد." الأخبار - 12 / 7 /1967