* يسأل فيصل الغامدي من الكويت: ما حكم الإسلام في استخدام الرجل خاتم الذهب الدبلة؟ ** الإجابة: الإسلام دين الفطرة أنزله الله ليوجهها في طريقها الصحيح ولذلك جاءت أحكامه متفقة مع مقتضياتها ملبية لحاجاتها ومن الأمور الواضحة بديهيا أن لكل من الرجل والمرأة خصائص فطرية تستلزم اختلاف أحوالهما نفسياً وجسمياً واجتماعياً ولذلك حرم الإسلام علي كل منهما أن يتلبس بخصائص الجنس الآخر كما نجده في قوله عليه أفضل الصلاة واتم التسليم: "لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال" لأن في ذلك خروجاً علي الفطرة واصطداماً بنواميس الحياة واعتداء علي خصائص الغير ولا ريب أن الرجل الباقي علي سلامة الفطرة تأبي عليه شهامة الرجولة أن يتحلي بالذهب لمخالفة ذلك سمات الرجولة وخشونة الذكورة وملاءمته لليونة الأنوثة وغنجها ونجد من صحائف السنة النبوية ما لا يدع لأحد للتردد في قبول هذا الحكم وكثيراً منها جاء نصاً في الخاتم وإليك نماذج من ذلك تستبصر في سبيل المعرفة: روي الإمام الربيع رحمه الله عن الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال: "نهاني رسول الله صلي الله عليه وسلم عن لبس القسي وعن لبس المعصفرة وعن خاتم الذهب وعن قراءة القرآن في الركوع والسجود" وقال حديث حسن صحيح. اخرج البخاري ومسلم والنسائي عن أبي هريرة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم نهي عن خاتم الذهب وفي رواية النسائي أن النبي صلي الله عليه وسلم نهاني عن تختم الذهب. روي الترمذي عن عمران ابن حصين رضي الله عنه قال: "نهي رسول الله صلي الله عليه وسلم عن التختم بالذهب". روي مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلي الله عليه وسلم رأي خاتماً من ذهب في يد رجل فنزعه وطرحه وقال: "يعمد أحدكم إلي جمرة من نار فيطرحها في يده" فقيل للرجل بعدما ذهب رسول الله صلي الله عليه وسلم خذ خاتمك انتفع به فلقال لا والله لا آخذه أبداً وقد طرحه رسول الله صلي الله عليه وسلم. روي النسائي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رجلاً قدم من نجران إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم وفي يده خاتم من ذهب فاعرض عنه رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال: "إنك جئتني وفي يدك جمرة من نار". روي النسائي عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رجلاً كان جالساً عند النبي صلي الله عليه وسلم وعليه خاتم من ذهب وفي يد النبي صلي الله عليه وسلم مخصرة فضرب بها أصبع الرجل فقال مالي يا رسول الله قال: "ألا تطرح هذا الذي في أصبعك" فأخذه الرجل فرمي به فرآه النبي صلي الله عليه وسلم بعد ذلك فقال: "وما فعلت بالخاتم؟ قال رميت به قال: ما بهذا أمرتك إنما أمرتك أن تبيعه فتستعين بثمنه"..ومهما قيل في الحديث فأنه يعتضد بغيره من الصحاح. روي النسائي عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه أن البني صلي الله عليه وسلم أبصر في يده خاتماً من ذهب فجعل يقرعه بقضيب معه فلما غفل النبي صلي الله عليه وسلم ألقاه قال: "ما أرانا إلا قد أوجعناك أو أغرمناك". إن هذه الرويات كافية لمن كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد في ردعه عن التختم بالذهب واستعماله "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضي الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً" وإذا ثبت أن خاتم الذهب حرام علي الرجل هذه النصوص القاطعة فإن الدبلة تتضاعف حرمتها لما فيها من تقليد المشركين والتأسي بهم وذلك ما لا يصدر إلا من مرضي القلوب الذين تزلزلت نفوسهم وتقلص إيمانهم فإن التشبه بهم ترجمة عملية عما وقر في قلوب هؤلاء المتشبهين من إكبارهم والإعجاب بعاداتهم وحب الانخراط في سلكهم وذلك عين موالاة الكفار التي حذر الله منها عباده المؤمنين. وهل أدلكم علي أصل الدبلة؟ إن أصلها خرافة رومانية ساذجة. فقد كان الرومان يعتقدون أن الباس الرجل والمرأة والعكس إبان الخطبة خاتم حديد في البنصر اليسري له أثر في حفظ المودة بينهما لما يعتقدون من الصلة بين البنصر اليسري والقلب فكأنهما بذلك يأسر كل منهما قلب صاحبه.. ثم تطورت هذه العادة في أوروبا فأصبح الذهب بدلاً من الحديد وقد فتن بها كثير من مرضي القلوب في بلاد الإسلام.. وأصبحت من عناوين التقدم وشارات الرقي وما هي لعمري إلا من دلائل التأخر وما بال المسلمين والأوهام التي أفرزتها الجاهلية الرومانية القديمة وورثتها الجاهلية الأوروبية الحديثة؟ وقد أثبت الواقع بطلانها. فكم من زواج كان معه تبادل الدبلة بين الزوجين حال الخطبة وانقلب إلي مصدر شقاء لهما وظلا يصطليان حر مشاكل لا تنتهي وشقاق لا يطاق. وما أكثر السعادة التي صاحبت حياة كثير من الأزواج مع عدم اتباع هذه العادة الجاهلية. ليت شعري إلي متي يظل المحسوبون علي الإسلام أذناباً للآخرين يقلدونهم في جميع توافه العادات وسفاسف الأمور؟ هذا وطريقة أكثر الناس اليوم في التختم مخالفة لهدي رسول الله صلي الله عليه وسلم فهم يتختمون في البنصراتباعاً لعادات الآخرين وهدي رسول الله صلي الله عليه وسلم بخلاف ذلك فالروايات تدل علي أنه كان يتختم في الخنصر وروي مسلم عن علي كرم الله وجهه قال نهاني رسول الله أن أجعل خاتمي في هذه أو التي تليها وأشار إلي الوسطي والتي تليها ونحوه عند أبي داود والنسائي والترمذي فلينتبه المسلم لهذه الدقائق وليحذر.