آلاف الخيول والجمال تواجه شبح الموت جوعا في نزلة السمان بمنطقة الهرم.. وفي الأقصر وأسوان! أصحابها يسمونهم »الخيالة والجمالة« وتضمهم رابطة أصحاب الدواب التي تجمع كل صاحب حصان أو جمل أو حمار! نشاطهم مرتبط بالسياحة.. وأي زائر للمناطق الأثرية لابد أن يتجول فيها راكب الخيل والجمال.. ويلتقط معها الصور التذكارية! لكن مع ثورة يناير وتراجع السياحة.. ثم الانفلات الأمني بدأت معاناة أصحاب المهنة من انخفاض الدخل.. والعجز عن اطعام الخيول والجمال.. والاضطرار لعرضها للبيع أو تركها للموت جوعا! الحاج علام عاشور عضو رابطة أصحاب الدواب بالمنطقة السياحية بالهرم يقول بدأت معاناتنا منذ قيام ثورة يناير وانحصار السياحة بل واختفاء الزائرين للهرم بسبب الانفلات الأمني.. أصبح كل صاحب جمل أو حصان لا يستطيع الانفاق عليه بسبب زيادة سعر مواد العلف والتي تصل إلي 90 جنيها يوميا.. فكيف يمكن تدبيرها وليس هناك سائح الآن يزور الهرم. هكذا لم نجد نحن الخيالة حلا إلا ترك هذه الخيول تموت جوعا وكذلك الجمال والحمير. اختفاء الزراعات وأضاف: لقد مرت مصر بأحداث كثيرة تراجعت فيها السياحة كان أشهرها عقب 67.. ولكن كانت معظم المناطق في الهرم ونزلة السمان.. تحيط بها المزارع من كل مكان فلم يكن هناك مشكلة اطلاقا في أكل هذه الخيول والجمال.. لأن هذه المزارع كانت توفر الطعام اللازم وبأسعار زهيدة.. ولكن الآن بعد زحف المباني وتحويل كل مزارع الهرم إلي كتل خرسانية.. لم يعد هناك وسيلة لاطعام هذه الخيول الا بشراء البراسيم والجرادة - والخضرة بشكل عام من قري بعيدة في ضواحي الجيزة. كذلك باقي الاعلاف سواء كانت ذرة.. أو غيرها لقد وصل شعر جوال التبن 150 جنيها فكيف يمكن تدبير هذه المبالغ مع انحسار السياحة؟ ارتفاع تكلفة الطعام ان تكلفة إطعام الحصان الواحد الآن تزيد عن 120 جنيها خاصة في شهور الشتاء التي يأكل فيها الحصان أو الجمل كثيرا ويحتاج الي رعاية طبية لا يستطيع أحد توفيرها الآن. وبحجة الانفلات الأمني أغلقوا المنطقة السياحية أو ما يسمي بحرم الهرم وأبوالهول.. فلم يعد هناك مكان للحركة السياحية أمام أصحاب الخيول والجمال. لقد تركناها جميعا تواجه الموت بعد أن عجزنا عن اطعامها.. أو بيعها.. لأن البيع توقف مع تراجع السياحة لمصر ولم يعد أحد يرغب في شراء حصان جديد أو جمل ليعول هم اطعامه في وقت يعجز فيه عن تدبير الأكل لأولاده . جمعية الرفق بالحصان يضيف أحمد شحاتة طرطور رئيس مجلس ادارة رابطة أصحاب الدواب بمنطقة الهرم.. هذه أول مرة يواجه فيها الخيالة والجمال مثل هذه الأزمة لان الأزمات السابقة كانت مؤقتة ولا تستمر سوي أسابيع تعود بعدها السياحة. أضاف: اننا الآن نسعي لانشاء جمعية جديدة بدلا من الرابطة لنستطيع من خلالها الحصول علي الدعم سواء من وزارة الزراعة أو السياحة أو الطب البيطري لنتمكن من الانفاق علي هذه الثروة من الخيول والجمال. وفي الأقصر واسوان.. تتكرر مشكلة عدم القدرة علي إطعام خيول وجمال السياحة.. كما يقول حسن حجاج رئيس رابطة الخيول بالاقصر حيث يوجد الآن ألف حصان تواجه شبح الموت بعد العجز أيضا علي إطعامها ومطاردة مجلس المدينة لأصحابها الذين يعملون داخل مدينة الأقصر.. لقد قمنا بوقفات احتجاجية عديدة.. ورغم ذلك مازالت مشكلة عجز أصحاب الخيول عن اطعامها قائمة ولا توجد مساعدات من الجهات المسئولة والخوف أن تموت تلك الخيول والجمال قبل عودة السياحة!