هل يعود تمثال ديليسبس الى قاعدته فى مدخل القناه الشرقى ؟ رغم أن التمثال غاب عن اثار قاعدته إلا ان أهالي بورسعيد اجيالا وراء أجيال لا تزال تسمي المنطقة باسم صاحبه، ففي هذه المنطقة يتواعدون ويطلقون عليها اسم «منطقة ديليسبس» أو «رصيف ديليسبس»، كما حافظوا حتي الآن علي تجمعهم في هذا المكان الذي هو ملتقي أبناء المدينة الباسلة سواء من الاسر أو العشاق الباحثين عن اجواء من الهدوء والرومانسية عند مدخل القناة الشرقي وعلي صفحة مياهها الساحرة، في حين يرقد التمثال في مخازن الترسانة البحرية بهيئة قناة السويس. صاحب التمثال هو المهندس الفرنسي فيرديناند ديليسبس صاحب فكرة انشاء قناة السويس الذي اشرف علي حفرها في عام 1859 حتي تم افتتاحها للملاحة العالمية في 25 نوفمبر 1869 وتم وضع تمثال له في مدخل القناة الشمالي وقام الفدائيون أثناء العدوان الثلاثي علي بورسعيد عام 1956 بتفجير قاعدة التمثال واسقاط ديليسبس باعتبار فرنسا إحدي دول العدوان الثلاثي علي مصر ومرت السنوات وفي ثمانينيات القرن الماضي ومع تحسن العلاقات بين مصر وفرنسا بدأت فكرة اعادة التمثال لقاعدته تخرج إلي النور وتم طرح عروض فرنسية لتحويل المنطقة المحيطة بالتمثال علي شاطئ القناة والبحر المتوسط إلي منطقة سياحية عالمية بحيث تتولي فرنسا تسويقها علي مدار العام وقامت الدنيا وقتها ولم تهدأ حتي الآن بين فريق يؤيد عودة التمثال إلي قاعدته باعتباره رمزاً تاريخياً مرتبطا بالقناة فلن يمحو احد اسم ديليسبس من تاريخ قناة السويس وبصرف النظر عن مواقفه العدوانية ضد مصر منذ حفر القناة وحتي ثورة عرابي. ويعترض في المقابل فريق اخر بشدة علي اعادة التمثال لرمز من رموز الاستعمار ويعبر عن هذا الفريق الناشط السياسي البدري فرغلي الذي يري ان عودة تمثال ديليسبس الي قاعدته هو تجسيد وتكريم لرمز من الرموز التي اساءت للشعب المصري سواء من حيث استخدام السخرة والتعذيب في حفر القناة أو لكونه خان الحركة الوطنية في مصر أيام ثورة عرابي وسمح للاسطول الانجليزي بدخول القناة بالرغم من وعوده للوطنيين بغير ذلك، ويصفه البدري بأنه رمز لكل معاني الإساءة للشعب المصري ولا يمكن القبول بتخليد هذا الرمز واعادته لقاعدته. أما المهندس هاني صالح من رابطة احباء بورسعيد فيري ان التاريخ لا يمكن تغييره شئنا أم ابينا، فقد ارتبطت قناة السويس بديليسبس صاحب الفكر ومنفذ المشروع ويقول إن ما يهمنا هو الفائدة التي ستعود علي بورسعيد من تنشيط حركة السياحة الخارجية لها والتي ستتبناها فرنسا ويذكر أن الشطارة ان نستغل الفرص لصالح الوطن حتي لو جاءت من خلال أشخاص غادرة أو جهات اساءت لنا في يوم من الأيام.