أخيراً وبعد سنوات من الجدل حسم مسئولو هيئة قناة السويس مصير تمثال فرديناند ديليسبس المهندس الفرنسي صاحب مشروع حفر القناة. وقررت نقل التمثال من مخازن ورش الترسانة البحرية ببورفؤاد إلي مبني الهيئة بالإسماعيلية. تمهيداً لوضعه بالمتحف العالمي الذي ستقيمه هيئة القناة قريباً ليكون مزاراً للأفواج السياحية خاصة القادمة من فرنسا. وذلك بعد اتفاق الفريق مهاب مميش رئيس قناة السويس كان قد اتفق مع الحكومة علي إقامة ذلك المتحف الأثري النادر بالإسماعيلية. ومن المنتظر أن يضم المتحف العديد من المخطوطات والخرائط والمكاتبات النادرة بين الحكومة المصرية والمهندس الفرنسي ديليسبس. ومجموعة من التماثيل واللوحات الفنية النادرة التي رسمها كبار فنانو العالم في ذلك العصر. ومنها لوحة الاحتفال الأسطوري الشهير الذي دعا إليه الخديو إسماعيل "حاكم مصر آنذاك" عام 1869 ملوك وإمبراطورات دول العالم لافتتاح القناة للملاحة الدولية. وبدء عبور السفن بها شرقاً وغرباً بأقل تكلفة وأقل وقت. وتحكي معروضات ذلك المتحف ذكريات حفر قناة السويس وتنفيذ ذلك المشروع العبقري بموافقة خديو مصر آنذاك. والذي بدأ أول ضربة معول فيه في 25 أبريل عام 1859 واستمر لمدة 10 سنوات.. إلي جانب أعمال التطوير والتعميق والتوسعة التي قامت بها الحكومة المصرية لتطوير القناة منذ افتتاحها وحتي الآن. وجدير بالذكر أن أبطال المقاومة الشعبية في بورسعيد خلال العدوان الثلاثي علي مصر قد أنزلوا تمثال ديليسبس البرونزي بطول 9 أمتار من فوق القاعدة التي بنيت له خصيصاً بالمدخل الشمالي للقناة بارتفاع 11 متراً. مما اعتبره أبطال المقاومة الشعبية في بورسعيد.. منذ ذلك التاريخ وحتي الآن.. رمزاً يذكِّرهم بالاحتلال الأجنبي للبلاد وتسخيره لأبناء الوطن وقمعه لحرياتهم واستقلاهم.