في صحراء مصر الغربية ينمو «الترفاس» علي مياه الامطار الغزيرة، ويعتبر من اغلي النباتات الفطرية في العالم وهو معروف باسم «الفقع» في الجزيرة العربية ويحرص الامراء علي تناوله وتقديمه كهدية ثمينة لضيوفهم ويعد من أغلي الاطباق التي تقدمها المطاعم العالمية ويصل سعر الكيلو جرام الواحد منه الي 300 جنيه في مصر بينما يباع في السعودية بثلاثمائة ريال ونظرا لاهميته تقام له البورصات في اوروبا حيث يتراوح سعره بين 200 و250 دولارا للكيلو ورغم مكانته العالمية فان غالبية المصريين لا يعرفون ما هو فطر «الترفاس» غير ان ابناء البادية في صحراء مطروح يعلمون طبيعته ويعملون في بيعه واغلب زبائنهم من الامراء العرب الذين يتوافدون عليهم بحثا عنه.. ويوضح الدكتور احمد القط مدير مركز التنمية المستدامة ان الترفاس نبات فطري يشبه البطاطس في الشكل والحجم وينمو في صحراء مطروح علي الامطار الغزيرة ونظرا لندرته يقطع اهل البادية مسافات كبيرة وطويلة في عمق الصحراء بحثا عنه. ويحرص من يعرفون قيمته الغذائية العالية علي شرائه والبحث عن مناطق نموه، حيث كان معروفا منذ قديم الزمان وكان اهم الاطباق علي موائد حكام الدولة الرومانية والاغريقية.. ويضيف الحاج راغب عبدالكريم «70 سنة» نموه مرتبط بميعاد نزول المطر بغزارة في الفترة من 15 سبتمبر الي 15 اكتوبر. واشار الي ان الترفاس ينتشر بالحدود الغربية بين مصر وليبيا علي بعد حوالي 50 كيلو مترا جنوب مدينتي السلوم وسيدي براني، ويوجد منه انواع عديدة مثل الزبيدي وهو افضلها وأغلاها والنوع الاحمر المعروف بالخلاسي ونوع ثالث يسمي الاشهب. وأكد ان رحلة جمع الترفاس تمتد لاكثر من 6 ايام ويوضح ان المنقاش يستخدم لجمعه وهو عبارة عن عامود حديدي له مقبض محكم وفي نهايته طرف مسنون بحيث يستخدم في الحفر بالرمال دون تجريح الثمرة لتخرج سليمة واضاف ان الثمرة تنبت علي بعد 15 او 25 سنتيمترا تحت سطح الارض وكلما اكتمل نموه شق الارض ليظهر 20٪ منه ويمكن طهي الترفاس مشويا بالملح والتوابل أو محمرا بالزبد اما اهل البادية فيقومون بطهيه بالارز مع اللبن المالح ويقولون عنه باللهجة البدوية الطعمة للزبدة والشكيرة للترفاس. وقيمة الترفاس الغذائية تكمن في كونه مقويا طبيعيا للرجال ويستخدم في علاج بعض امراض العيون. مطروح - مدحت نصار