لم يكن رئيس جهاز الأمن العام الاسرائيلي «شاباك» الأسبق يوڤال ديسكن أقل مراهقة من أولئك، الذين يتقاعدون عن الخدمة الأمنية، وينفصلون عن زوجاتهم؛ فرغم أنه أنجب من زوجته «إتي» سبعة أولاد، إلا أنه وبشكل مفاجئ انفصل عنها، وبنفس الأسلوب المباغت، قرر الإقامة بمفرده في مستوطنة مجاورة، لتلك التي عاش فيها حياته الأسرية؛ وإذا كان ذلك طبيعياً، فالمثير في الأمر أن الرجل البالغ من العمر 59 عاماً، ظهر خلال الآونة الأخيرة، كما لو كان في العشرين من عمره، حينما رصدته عيون المقربين منه، وأصابع يده تعانق أصابع فتاة، لا تتجاوز من العمر 30 عاماً، ويدور بها في كل مكان، ما حدا بالأوساط الصحفية في تل أبيب إلي تبادل الهمزات واللمزات علي رجل الأمن الصارم، وأفردت صحيفة معاريف العبرية مساحة واسعة، للتهكم علي «العجوز المتصابي». وفي معرض حديثها عن القضية، تساءلت الصحفية الإسرائيلية «ليئورا جولدنبرج شيطرين»: هل يعتزم يوڤال ديسكن الزواج بعد انفصاله عن أم أولاده؟ أم أنه يعاني وحدة، فرضت عليه إنعاش حياته العاطفية مجدداً؟ وكيف يتعامل في ظل هذه الظروف مع أبنائه السبعة؟، وفي حين لم تضع شيطرين إجابات لتلك الأسئلة، قالت إن الأيام وحدها ستكشف كل تفاصيل هذه القصة المثيرة. ربما لا تبدو تلك العلاقة غريبة، إذا دار الحديث عن شخص آخر غير ديسكن، فالأخير وخلال خدمته الأمنية، كان معروفاً بشخصيته الحادة، التي ترفض الظهور في الأماكن العامة بشكل لافت، فكان حريصاً علي الابتعاد عن عيون الكاميرات، فضلاً عن إبعاد حياته الخاصة عن عالم النميمة في إسرائيل، ولعل ذلك هو ما فرض علي تصرفه الأخير العديد من علامات الاستفهام. أفكاره وأيديولوچياته الأمنية السياسية العنيفة، كان لها بالغ الأثر في انطباعات من يعرفه ومن لا يعرفه، فلم يهادن يوڤال ديسكن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، وشن ضده انتقادات لاذعة غير مرة، وطالت انتقاداته كرجل أمن لأحزاب اليمين المتطرف، حينما قال: «إن أحزاب الوسط تترك الساحة خالية لأولئك الذين يعرضون أمن إسرائيل للخطر»، ووصلت انتقاداته إلي ذروتها خلال عمله مستشاراً خاصاً لرئيس جهاز الموساد الأسبق مئير داجان عام 2003، كما كان من أبرز المعارضين لفكرة تفعيل الخيار العسكري الاسرائيلي ضد البرنامج النووي الإيراني.