بعض الراغبين في الشهرة وجدوا ان أوسع باب للدخول اليها هو طعن كل ما هو مقدس ومحترم عند المسلمين فمن يحمينا من شرورهم؟ لماذا يستكثر علينا بعض المثقفين ان نتمسك بديننا وقيمه وثوابته ويصرون علي مواصلة حملات التشويه والتضليل بغير علم ظنا أن الدين ليس له من يحميه بل ويفتديه؟ ولماذا يرون في إهانة وتشويه معتقدات المسلمين المظهر الوحيد لحرية التعبير التي كفلها الدستور رغم ان الدستور نفسه ايضا أوجب احترام الشريعة الاسلامية وجعلها المصدر الرئيسي للتشريع؟ التساؤلات كثيرة جدا عن اسباب الجرأة التي انتابت بعض المثقفين الآن لشن هجمات مستعرة لإهانة معتقدات المسلمين وبلغ الأمر بإحداهن أن تفتري علي القرآن الكريم وتدعي في سخرية مقززة أن كابوسا انتاب أبو الانبياء سيدنا إبراهيم بأنه يذبح ابنه ترتب عليه ان مليارات المسلمين مارسوا مناسك لا قيمة لها حسب زعمها.. هل هذا رأي يستحق أن احمي صاحبه؟ تصور أنها تتهم العائلة المسلمة علي مدار التاريخ بالسفه والجنون أمام عقلها هي وما توصلت اليه بفكرها الحر.. هل هذا نقد أم سفالة يجب ان تحاسب عليها؟! لاشك أن كل إنسان حر فيما يعتقده ولكن إذا خرج بآرائه الي العلن ونشرها بين الناس مستغلا اسمه وشهرته ومكانته ليؤثر بها في العامة فقد وجب حسابه ومراجعته بل وايقافه وعقابه اذا تجاوز الحد واعتدي علي حرمات غيره.. واتصور أن بعض الناس يهوي الآن هذا الخروج الصادم سعيا وراء الشهرة لانه يعلم مسبقا ما سيثيره بآرائه الشاذة والغريبة في نفوس الناس من ثورة ورفض فيذاع صيته ويدخل دائرة الاضواء وهذه أحط صورة من صور الشهرة ما يلبث صاحبها أن يدخل مذبلة التاريخ بما قدم.. وفي ظني أن قانون اذدراء الاديان الذي يطالب البعض بتعديله الأن لإتاحة فرص أوسع للعابثين هو قانون واجب الحماية والتدعيم.. فمن حقنا كمسلمين أن نطالب بحماية عقيدتنا من التشويه والإهانة والانتقاص الذي يتم من متعصبين متشددين كارهين للحق. المسألة ليست حماية حرية التعبير ولكن حماية كل ما هو مقدس ومعتبر ومحترم في العقيدة.. ومن الضروري هنا أن نوضح ان المقدس هو النص الشرعي وغير المقدس هو فهمي أنا لهذا النص فمن حقي التعبير عما فهمته ولكن دون إهانة وتجريح وخروج عن القيم.. وعندما يخرج أحدهم ويدعي ان «علم الحديث الشريف» ليس علما ولا يستحق أن يدرس وان كل من اشتغل به أفاقين ونصابون فهو يتهم المقدس والمعتبر عند عموم المسلمين وإن ادعي غير ذلك وعلينا حمايتهم من هذا الافك.. والمسلمون لا يسمحون أبدا بإهانة الانجيل ولا الديانة المسيحية.. والمصريون لا يقبلون إهانة دولتهم ولا مؤسساتها ولا رئيسها ولكن يقبلون النقد والرأي الآخر. دون اسفاف ولا تجريح. لقد زادت مؤخرا حمي التطاول والترصد لهدم ثوابت الدين.. هناك جرأة شديدة لم تكن موجودة في المجتمع.. من قبل يجب ردعها فهذا ليس نقدا ولا حرية تعبير واجبة الاحترام وإنما هو اعتداء أثيم علي ما يحترمه ويقدسه ملايين المسلمين في كل مكان.. ومازلت اتذكر ما فعله الدكتور طه حسين في كتاب الادب الجاهلي عندما انتقد قصة أهل الكهف متهما النص القرآني بالقصور.. وكيف واجه المجتمع هذا الاعتداء علي عقيدتهم لدرجة اتهامه بالكفر. وكان أولي بطه حسين وقتها ان يتهم فهمه هو للنص القرآني المنزّل.. والفارق بين الاتهامين عظيم. نعم من حقي كإنسان أن احمي عقيدتي من المعتدين الذين يبغونها عوجا.. والقانون بيننا اليوم.. والله يفصل بيننا غدا.