تعرفت علي المطرب والنجم العالمي »شارل ازنافور« عندما حضر إلي القاهرة بدعوة من الجالية الأرمينية لإقامة حفلين في القاهرةوالاسكندرية لصالح نادي »هومنتمن« الأرمني! وعند حضوره سجلت معه حلقة كاملة في برنامج »النادي الدولي« حكي فيها عن أصوله الأرمينية وهجرة والديه من أرمينيا إلي فرنسا وبداية شهرته في عالم الأغاني ثم في عدة أدوار سينمائية في السينما الفرنسية قبل ظهوره أيضاً في أدوار البطولة في عدد كبير من الأفلام الأمريكية!. وبعد أن سجلنا الحلقة طلب مني أن نذهب إلي أي مكان يستمع فيه إلي أغاني وموسيقي مصرية فأخذته إلي أرقي مكان في شارع الهرم في ذلك الوقت وهو كازينو الليل لصاحبته الفنانة الكبيرة شريفة فاضل التي كانت تقدم برنامجا فنيا كبيرا يضم محمد قنديل أحمد عدوية فيفي عبده أحمد غانم سحر حمدي وجلسنا في الطابق العلوي علي مائدة شريفة فاضل وزوجها علي زكي رحمه الله بحيث أننا من فوق نري كل ما يدور علي المسرح ولا يرانا أحد!! وتوالت فقرات البرنامج والنجم العالمي بجانبي مستمتع بالأغاني والموسيقي والرقص والطعام أيضاً فقد أمرت شريفة فاضل طباخ المحل بإعداد كوارع ومومبار وكرشة للضيف الزائر الذي أكل من كل الأصناف وهو في غاية السعادة.. ثم ظهرت شريفة فاضل في ختام البرنامج حوالي الثالثة صباحاً وأخذ رواد المكان يطلبون منها أغانيها الجميلة وهي تلبي طلباتهم و»النقطة« تنهال علي شريفة خاصة من الاخوة العرب.. وازداد حماس الضيف وسألني هل ممكن انه يرسل بعض النقود لصاحبة المكان ولكني أخبرته أنها هاتزعل جداً من هذا التصرف لأنه ضيفها. وعندما انتهت شريفة من الغناء صعدت لتجلس معنا وأحضرت له بناء علي طلبه شيشة تفاح وأخذ يردد مع شريفة بعض مقاطع من أغانيها »حارة السقايين« حتي أوصلته إلي الفندق وهو في غاية السعادة علي أن نلتقي مساء اليوم الثاني قبل سفرة لاحياء حفله الأول في الاسكندرية.. وفي اليوم الثاني أعددت له مفاجأة.. فقد طلبت الفنانة الكبيرة »وردة« ودعوتها لتقابل معي »شارل ازنافور« الذي كنت أعلم منها مدي اعجابها بأغانيه وكثيراً ما كانت تردد معي بعض مقاطع تلك الأغاني أثناء عملنا معاً في فيلم »حكايتي مع الزمان«!. ورحبت »وردة« بالفكرة جدا بل اصرت علي ان نذهب إلي منزلها وسوف تعد لنا عشاء فاخرا وهي فرصة ايضا لكي يلتقي بزوجها عبقري النغم بليغ حمدي!! ومررت علي ضيفي وعندما علم مني أننا سنذهب إلي منزل النجمة الكبيرة »وردة« أصر علي أن نمر علي محل »زهور« وقام بشراء سبت ورد كبير جدا تم ارسالة علي عنوان »وردة« وعندما وصلنا إلي شقتها استقبلتنا بالترحاب الكبير وبالفرنسية التي طبعا تجيدها.. وقامت بتعريف ضيوفها للفنان الكبير الكاتب الصحفي محمد بديع سربيه وحرمه الكاتب الصحفي وجدي قنديل وحرمه الاعلامي الكبير جلال معوض وحرمه النجمة ليلي فوزي ثم طبعا بليغ حمدي الذي أخذ يعزف علي عوده بعض اغانيه وجلس امامه علي الارض »شارل ازنافور« وهو يردد معه أو يحاول أن يشارك بالغناء بالعربي أشهر أغنياته »La Boheme« فقام شارل ازنافور وجلس علي البيانو واخذ يعزف اللحن ويغنيه معها.. ثم أخذ يعزف علي البيانو مقدمة اغنية »تخونوه« وبليغ يساعده بالعزف علي العود وكانت ليلة فنيه رائعة لا تنسي وطلب شارل ازنافور من بليغ حمدي اعداد دويتو يغنيه مع وردة بالفرنسية والعربية.. وهو للأسف حلم فني كبير لم يتحقق .. فقد سافر النجم الكبير وهو لا ينسي أحلي سهرات قضاها في مصر وعندما قابلته بعدها في باريس كان دائما يذكرني: ارجوك فكر »بلبل« بالاغنية اللي باحلم إني اعملها مع »وردة«. ومنذ ثلاثة أعوام حضر شارك ازنافور الي الاسكندرية وهو في عامه السابع والثمانين. ووقف علي مسرح سيد درويش في ليلة من ليالي مهرجان الاسكندرية الدولي للاغنية علي مدي ساعة ونصف غني وأبدع.. وعندما تذكر زيارته الاولي للقاهرة وذهابنا سويا إلي »كازينو الليل« ومنزل وردة وبليغ«.. طلب مني أن يأكل تلك الاكلة التي لم ينسها في حياته.. »كرشه وممبار« ولكني خوفا علي حياته وكبر سنه دعوته علي أكلة »سمك وجمبري وكابوريا« وبعدها همس لي »من فضلك ممكن واحد شيشه تفاح«.!!