ظهر بكميات ضئيلة في بحيرة البردويل منذ خمس سنوات، ولكن هذا العام زادت كميات حصان أو فرس البحر في مياهها بصورة ملحوظة، وتسابق الصيادون إلي أماكن وجوده لصيد أكبر كمية ممكنة منه نظرا للمكاسب الكبيرة التي يحققونها لتلبية الطلب المتزايد عليه في الأسواق الخارجية. وكما يقول أحد الصيادين في شمال سيناء فتصل الكميات التي يتم صيدها يوميا إلي 700 كيلو من المناطق الضحلة في البحيرة، وبالتالي لا تحتاج إلي مجهود كبير في الحصول عليها، ورغم ان هذه بالكيلو إلا أن قيمتها كبيرة حيث يصل سعر تصديره إلي 1200 دولار، ويتم إدخاله في العديد من العلاجات الطبية المختلفة، وهو الأمر الذي يجعله فريسة للصيد الجائر ومعرضا للانقراض. وكما يقول د. محمد سالم ∩استاذ الثروة السمكية بكلية العلوم البيئية الزراعية⊇جامعة قناة السويس، فإن حصان البحر⊇من مخلوقات البحار الشديدة الغرابة، يعيش عادة في المياة الدافئة، يشبه رأسه ومقدمة فمه الحصان، ويسبح ببطء شديد في وضع عمودي، وللذكر كيس في بطنه يحمل فيه البيض حتي يفقس، ثم يخرج الصغار من فمه بعد اكتمال فترة الحضانة، وأسماك حصان البحر، تنطوي علي فوائد علاجية تتحدي الخيال ، تشمل علاج الربو وضعف الحيوية والارهاق والصلع ومقاومة الميكروبات وأمراض الجلد، وغير ذلك الكثير، ويرجع انتشار شهرته العلاجية إلي⊇معتقدات قديمة في الصين وكوريا وأندونيسيا ودول آسيوية أخري ، وهو ما ادي الي⊇ ⊇تزايد الاندفاع نحو صيده، وارتفاع سعره وزيادة معدلات صيده سنويا بمعدل 20 %، مما دفع العلماء الي البحث عن حل سريع لإنقاذ هذا المخلوق من الفناء . ويري الخبراء ان الحل ⊇في إقامة محمية له ، تجذب اليها الذكور الحاملة للبيض ، وبعد أن تخرج صغارها بالعشرات من فمها ، يقوم العلماء بحمايتها ، وتربيتها الي أن تنضج ، ثم تطلق مع الذكور في البحار، وبذلك تتكاثر أعدادها ، لضمان الحفاظ علي أنواعها ، مع عدم حرمان الصيادين من صيدها، وتستطيع هذه المحميات ، إطلاق مئات الآلاف من حصان البحر ⊇، في كل موسم للتزاوج وحمل الذكور للبيض . كما يوضح عالم البيئة المائية المعروف الدكتور عبدالله ابراهيم⊇سر الهجوم علي هذه السمكة الصغيرة ويقول ان ذلك يرجع إلي خليط من المعتقدات الشعبية والتحول العلمي الكبير نحو استخراج الادوية من الكائنات الطبيعية ومنها البحرية . فسمكة حصان البحر والمعروفة علميا باسم ∩الهيبوكامبيوس∪ وقعت تحت معتقدات شعبية في الشرق الاقصي والخليج العربي بانها منشط جنسي قوي وهو امر لم يثبت حتي الآن علميا،⊇الا ان تزايد الطلب عليها في الوقت الحالي مثل بقية اخواتها من نجوم وخيار وقنافذ البحر يرجع إلي استخدام شركات تصنيع الأدوية في الهندوالصين له لإنتاج أدوية لمعالجة الضعف الجنسي والاورام السرطانية وبعض الامراض المستعصية وقامت وفود من شركات ادوية هندية بزيارات لمعاهد ومراكز البحوث البحرية والمائية في مصر وعرضوا علي الباحثين التعاون معهم لشراء هذه الاسماك مجففة او مطحونة لاستخدامها في تصنيع الادوية الطبيعية الجديدة، الا ان هؤلاء الباحثين رفضوا العروض الآسيوية وقرروا اجراء هذه البحوث بأنفسهم ،وفي نفس الوقت طالبوا بحظر تصدير هذه الاسماك او الكائنات البحرية لهذه الدول الا ان هناك تجارة غير مشروعة تجري بين السماسرة والصيادين في هذه المناطق لاصطياد هذه الكائنات البحرية وتجميعها وتسليمها طازجة لهؤلاء التجار الذين يقومون بتجفيفها ووضعها في اكياس وعرضها للبيع في الاسواق الدولية، موضحا أن حصان البحر يحتاج الي 15 كيلو طازجا علي الاقل.