تجددت الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الشرطة في مدينة القصرين وسط تونس التي تشهد اضطرابات أعقبت وفاة شاب عاطل في حين خرج المتظاهرون إلي الشوارع في العاصمة وعدد من المدن. وتجمع مئات الأشخاص أمام مقر الولاية للمطالبة بحلول لأزمة البطالة قبل أن يتوجهوا إلي وسط المدينة حيث أغلق عدد منهم الطرق وأحرقوا إطارات السيارات ورددوا «شغل.. حرية.. كرامة». واستخدمت قوات الشرطة القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين الذين كانوا يرشقون عناصرها بالحجارة وحاولوا اقتحام أحد أقسام للشرطة. وقال متحدث باسم وزارة الداخلية إن أحد أفراد الشرطة قتل في الاشتباكات التي استمرت حتي المساء رغم حظر التجول الذي أعلنته السلطات كما أصيب 8 من عناصر الشرطة في القصرين إلي جانب 11 آخرين في مدينة تالة المجاورة. وسعيا لتهدئة الاحتجاجات أعلنت الحكومة التونسية عن تشغيل أكثر من 6 آلاف عاطل في القصرين ورصد 135 مليون دينار (60 مليون يورو) لبناء ألف وحدة سكنية. من جانبه قال الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي إن الحكومة ورثت وضعا صعبا للغاية حيث يوجد 700 ألف عاطل عن العمل بينهم 250 ألف شاب يحملون شهادات معتبرا أنه «لا يمكن حل هذا النوع من المشكلات بتصريحات». ورغم نجاح الانتقال السياسي في تونس إلا أن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الهشة مازالت تمثل أكبر تحد للائتلاف الحاكم. واشتعلت الاضطرابات الأخيرة بعد وفاة الشاب رضا اليحياوي بصعقة كهربائية بعد تسلق عمود قرب مقر الوالي احتجاجا علي سحب اسمه من قائمة توظيف وهو ما أعاد ذكريات الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس الأسبق زين العابدين بن علي في2011 والتي بدأت باحتجاج علي انتحار البائع المتجول محمد البوعزيزي في سيدي بوزيد.