البرنامج او المسلسل الفلاني يحصد اعلي نسبة مشاهدة في رمضان.. خبر صغير ربما صادفك في جريدة او علي موقع اليكتروني في مثل هذه الايام من كل عام.. انتبه انه موسم الاستفتاءات وقياسات نسبة المشاهدة والتي تعد الترمومتر الحقيقي لمؤشر الاعلانات في اي قناة ولكن ما مدي مصداقية هذه الاستفتاءات؟ وهل تعبر بشكل حقيقي وموضوعي عن توجهات المشاهد ولماذا لا توجد جهة مسئولة عن اجراء هذه القياسات بحيادية ومصداقية بعيدا عن تأثيرات ومصالح القنوات سواء الخاصة او الحكومية؟ هل تعرف ان سوق الاعلانات في مصر لا يوجه بالشكل الدقيق نظرا لعدم دقة الاستفتاءات التي تجريها شركات الابحاث؟ اسئلة كثيرة طرحها المنتج طارق الجنايني احد اهم صناع البرامج الرمضانية وأحد وكلاء الاعلان المهمين في رؤيته لما يدور في سوق الاستفتاءات حيث يقول: البحث الوحيد الذي يمكنني ان اثق به هو ما تجريه الشركات الكبري لمعرفة نسبة مشاهدة اعلاناتها وفي اي قناة وهو عرف تجريه بعض الشركات مثل التي تعمل في مجال الاتصالات مثلا حيث تجري مسحا علي عملائها لتعرف منهم علي اي قناة يشاهدون اعلاناتها وعلي خاصة ان منتج السلعة ليس له اي مصلحة سوي عرض سلعته في افضل توقيت ومكان . ويضيف الجنايني: ما يحدث حاليا مثير للضحك فهناك استفتاءات تمنح برامج لقب الاعلي بالرغم من اتفاق الجمهور والوسط الاعلامي علي انها لا تستحق وانا اعتمد مثلا علي »اليوتيوب« لمعرفة مدي الاقبال علي العمل من خلال مرات نسبة المشاهدة الموجودة بجوار العمل علي الصفحة الاليكترونية وللعلم لا يوجد عمل او برنامج تظل نسبة مشاهدته واحدة في كل حلقاته فعندما انتجت برنامج »التجربة« في العام الماضي كانت حلقة هيفاء وهبي مثلا اعلي من حلقات اخري وهذا منطقي اما ان يكون عمل هو الاعلي مشاهدة في كل حلقاته فهذا ليس صحيحا. ويطرح الجنايني الحل من خلال تكنولوجيا جديدة تستخدم في الخارج لقياس نسبة المشاهدة وهي »peoples meter« حيث يقول: تسمح هذه التكنولوجيا بقياس نسبة المشاهدة بشكل لحظي بل تحدد هل قام المشاهد بالتحويل من قناة لقناة في لحظة محددة ام لا وعلي هذا الاساس تقاس النسب وبدقة ونحن في امس الحاجة لهذه التكنولوجيا خاصة ان سوق الاعلان ضخ هذا العام ما يقرب من 053 مليون جنيه اعتقد ان اغلبها لم تكن في محلها واري ان سعر الجهاز مهما كان سيوفر علي المعلنين كل هذه الخسائر والافضل ان تتولي وزارة الاعلام هذه المهمة بالتعاون مع المعلنين بعيدا عن بعض الوكالات الاعلانية التي توجه المنتج وفقا لمصالحها واعتقد ان الوزارة ستفصل بين دورها كجهاز خدمي تابع للدولة وبين التليفزيون الحكومي وستمنح ارقاما دقيقة للمعلنين اذا استعانت بهذه التكنولوجيا. ويري البرت شفيق رئيس قناة OnTv ان بعض الاستفتاءات لا تتسم بالدقة لانها تجري استطلاعاتها دون النظر لحجم توزيع العمل وتسويق علي اكثر من قناة فهناك مسلسل يعرض علي خمس سنوات واخر علي قناتين لذلك فلا يجوز ان نضعهما في مقارنة بل يجب تحديد اكثر قناة يشاهد خلالها ولكن الكوميدي ان يخرج استفتاء ما ويمنح مسلسل لقب الاعلي في نسبة المشاهدة وهو يعرض علي قناة واحدة امام مسلسل اخر يعرض علي خمس قنوات مثلا! ويضيف البرت: الوكالات الاعلانية تعبث ببعض الاستفتاءات وتوجهها وفقا لمصالحها مع شركات الابحاث والتي تتلقي تمويلا حاليا منها سواء بشكل مباشر او غير مباشر وتدخل بعض المحطات في اللعبة فتصبح المسألة شبكة معقدة تضلل المشاهد والمعلن الذي ينفق امواله في غير محلها والحل هنا بوجود جهة محايدة سواء رسمية او خاصة تنشئها الشركات الكبري المهتمة بالاعلان عن منتجاتها ومن خلال هذا الكيان يمكننا الحصول علي معلومات دقيقة وصحيحة بعيدا عن المصالح.