أعلن المجلس الرئاسي الليبي أمس تشكيل حكومة وفاق وطني جديدة برئاسة فايز السراج تهدف إلي توحيد الفصائل المتحاربة في البلاد بموجب اتفاق الصخيرات الذي تم توقيعه في ديسمبر الماضي برعاية الأممالمتحدة. ووقع سبعة فقط من أعضاء المجلس الرئاسي التسعة علي الوثيقة التي تعين 32 وزيرا بينهم إبراهيم البرغي وزيرا للدفاع ومروان او سريول وزيرا للخارجية. وكان المجلس ومقره تونس قد أرجأ الإعلان عن التشكيل الحكومي 48 ساعة وسط تقارير عن خلافات بشأن توزيع الحقائب الوزارية. وسترسل التشكيلة المقترحة إلي البرلمان في طبرق شرقي ليبيا الذي يمثل وحده السلطة التشريعية في البلاد طبقا لاتفاق الصخيرات. وأمام البرلمان 10 أيام فقط للموافقة علي التشكيلة المقترحة أو رفضها وفي هذه الحالة سيكون علي المجلس الرئاسي - نظريا - أن يشكل حكومة جديدة. من جانبه رحب رئيس بعثة الأممالمتحدة في ليبيا مارتن كوبلر بتشكيل حكومة الوفاق وهنأ في تغريدة علي تويتر الشعب الليبي ورئاسة مجلس الوزراء علي تشكيل الحكومة وحث مجلس النواب علي الاجتماع سريعا ومنح الثقة للحكومة. وتأمل القوي الغربية أن تتمكن الحكومة الجديدة من تحقيق الاستقرار ومواجهة تنظيم داعش الذي يسيطر علي مدينة سرت ويسعي للتمدد في المناطق المحيطة بها الغنية بالنفط. وتمزقت ليبيا بدرجة كبيرة منذ سقوط حكم معمر القذافي عام 2011. وتشهد منذ صيف عام 2014 نزاعا علي الحكم بين حكومة وبرلمان يعترف بهما المجتمع الدولي في شرق البلاد من جهة وحكومة وبرلمان يديران العاصمة طرابلس بمساندة تحالف جماعات مسلحة تحت مسمي فجر ليبيا ولا يحظيان باعتراف المجتمع الدولي من جهة أخري. من جهة أخري قال وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان في وقت سابق إن الشرق الأوسط برمته في أزمة حاليا وأن أي تدخل عسكري فرنسي لا يمكن أن يتم بدون «موافقة المجتمعات المحلية» وفي حديث غير مباشر عن ليبيا لم يستبعد الوزير تقديم مساعدة عسكرية لهذا البلد بعد تشكيل الحكومة.