صفحة جديدة ومجيدة يكتبها جنودنا البواسل علي ارض سيناء الغالية، كان واضحا في الايام السابقة أن هناك محاولة لتشتيت الانتباه في عمليات صغيرة مثل تلك التي وقعت في الغردقة، تمهيدا لعملية كبيرة حاولت عصابات الارهاب ان تقوم بها في شمال سيناء فكان مصيرها ان واجهت اسوأ مصير علي يد رجال قواتنا المسلحة الذين سقط منهم في هذه المعركة أربعة شهداء أبطال كتبوا بدمائهم سطورا مجيدة تضاف الي ماسجله شهداء سبقوهم في التضحية والفداء من أجل الوطن. وفي نفس الوقت الذي تقوم فيه قواتنا المسلحة باستكمال تطهير سيناء مما تبقي فيها من عناصر الارهاب، تبقي الأعين مفتوحة علي مايجري في ليبيا علي الجانب الآخر من حدودنا حيث تحتشد عصابات الدواعش في محاولة للاستيلاء علي منطقة «الهلال البترولي» التي تضم الجزء الاكبر من الثروة البترولية الليبية، كما تحاول في نفس الوقت مد وجودها نحو الحدود مع مصر، ووضع نقاط ارتكاز وطرق لامدادات السلاح الي هناك. وقبل أيام طالبت ايطاليا بتحالف دولي لمواجهة تمدد «داعش» في ليبيا، وقالت ان التأخر في المواجهة ستكون آثاره كارثية، مع تدفق «الدواعش» بحثا عن مركز جديد لتواجدهم بعد اشتعال الموقف في سوريا ولبنان. ويشارك ايطاليا في موقفها عدد من الدول الاوربية خاصة المطلة علي البحر المتوسط لكن الامر مازال محل تشاور بينما التوغل الداعشي يزداد في ليبيا، والتنافس بينها وبين الجماعات التي مازالت منتمية ل «القاعدة» في الشمال الافريقي وفي مالي والصومال ونيجيريا، يعقد الموقف ويزيده خطورة. ثقتنا كاملة في أن قواتنا المسلحة قادرة علي قطع كل يد تحاول أن تمتد بالأذي الي مصر والمصير الذي لقيته عصابات الارهاب في سيناء، هو مصيرها في كل مكان تحاول ان تتسلل منه لتمس استقرار وأمن مصر وشعبها او تهز من اركان دولتها. علي الجانب الآخر فان التلاحم بين الشعب وجيشه هو صمام الامان، وادراك الجميع حجم المخاطر التي نواجهها أمر ضروري.. حتي ونحن نستكمل بناء دولتنا اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، ونرسخ قواعد العدالة والحرية. في كل ذلك علينا الا ننسي أننا في حالة حرب.. حرب ضد الارهاب ومن يدعمونه.. وحرب ضد التخلف الذي ورثناه.. وحرب لبناء الدولة الحديثة التي نريدها لابنائنا. رحم الله شهداءنا وحمي وطننا، وجعل من وحدتنا طريقا للانتصار علي كل التحديات.