ما أروع هذا الرجل.. إنه أحد بقايا الزمن الجميل.. الكابتن طارق سليم ها هو يمسح الغبار عن القيم النبيلة وهو يتحامل علي نفسه ويذهب بكرسيه المتحرك إلي منزل اسرة الكابتن حمادة إمام ليقدم واجب العزاء في واحد من هذا الزمن.. كان من الممكن أن يشهد جانبا من الجنازة أو دخول سرادق العزاء لبعض الوقت لكنه أراد بتلقائية أن يقدم درسا في الاخلاق وروح المحبة التي كانت سائدة بين أبناء القطبين ومن حسن حظي أنني عشت بعضا من هذا الوقت وشاهدت حوارات ساخرة بين القطبين الراحلين جورج سعد وطلبة صقر وكلاهما من كبار مشجعي الناديين كانت مقصورة ستاد القاهرة تملؤها البهجة في لقاءات القمة وكانت اشبه بالفرح أو المهرجانات وكان جمهور الكرة يذهب للملاعب للاستمتاع وليس للخناقات والالفاظ البذيئة ناهيك عن استخدام الصواريخ والشماريخ وغيرها.. كان آخر مظهر حضاري شهدته ملاعبنا في نهائيات كأس الأمم الافريقية عام 2006 يوم أن كانت المدرجات كرنفالات للالوان واعلام مصر التي حملتها الاسر المصرية وكانت سببا مباشراً في الفوز بالبطولة .. الحديث عن الكابتن حمادة يحتاج لمجلدات بما قدمه من حب وعطاء بلا حدود وكان نموذجا في الاخلاق والروح الرياضية.. ولا يختلف اثنان في مصر علي دماثة خلقه وهو إحدي اشجار المواهب القليلة في مصر فهو ابن الراحل الكبير يحيي الحرية إمام حارس الزمالك والمنتخب الوطني السابق وهو أبو الموهوب الخلوق حازم إمام.. وربما ظلت الشجرة في حالة اثمار عبر الاحفاد الذين يولدون من اصلاب هذه الشجرة.. حمادة لم يكن لاعب كرة موهوباً فقط ولكن كان أحد ابناء المؤسسة العسكرية المنضبطة جدا وهو زوج لاستاذة جامعية هي د. ماجي الحلواني.. وأب لحازم واشرف.. تغمده الله بواسع رحمته وعوضنا فيه خيرا .