الحياة والموت قد تختلف العقائد في معناهما بحسب خلفية وثقافة وعقيدة وفكر الأشخاص ولكن الحقيقة التي لن يختلف عليها الكل هوأن الموت هو النهاية،وكل العلم والبحث وان تفنن في تخليق الأشياء لم يتطرق لمحاولة احياء الموتي، فمهما طالت أنفاسنا لابد ان يأتي عليها يوم لتنقطع و يندثر الجسد وتبقي الذكري.. وكم من ذكري تحملها أنفسنا لكل من ذهب أصحابها وبقيت إما لتضيف لنا أو تؤرقنا !! وان كانت الذكري هي الشيء الوحيد الباقي والممتد، فلم لا يكون ما يبقي هو أجمل ما فينا .. وقد جاء في الأثر أنه اذا كان ابن آدم في سياق الموت، بعث الله إليه خمسة من الملائكة: أما الملك الأول، فيأتيه وروحه في الحلقوم، فيناديه: يا ابن آدم، أين بدنك القوي؟ ما أضعفه اليوم؟ أين لسانك الفصيح؟ ما أسكته اليوم؟ أين أهلك وقرابتك؟ ما أوحشك منهم اليوم!. ويأتيه الملك الثاني اذا قبض روحه، ونشر عليه الكفن، فيناديه: يا ابن آدم، أين ما أعددت من الغني للفقر؟ أين ما أعددت من الخراب للعمران؟ أين ما أعددت من الأنس للوحشة؟. ويأتيه الملك الثالث اذا حمل علي الأعناق، فيناديه: يا ابن آدم، اليوم تسافر سفرا بعيدا لم تسافر سفرا أبعد منه، اليوم تزور قوما لم تزرهم قبل هذا قط، اليوم تدخل مدخلا ضيقا لم تدخل أضيق منه، فطوبي لك ان فزت برضوان الله، وويل لك ان رجعت بسخط الله. ويأتيه الملك الرابع اذا ألحد في قبره فيناديه: يا ابن آدم، بالأمس كنت علي ظهرها ماشيا، واليوم صرت في بطنها مضطجعا. بالأمس كنت علي ظهرها ضاحكا، واليوم أصبحت في بطنها باكيا. بالأمس كنت علي ظهرها مذنبا، واليوم أمسيت في بطنها نادما. ويأتيه الملك الخامس اذا سويّ عليه التراب، وانصرف عنه الأهل والجيران والأصحاب، فيناديه: يا ابن آدم، دفنوك وتركوك، ولو أقاموا عندك ما نفعوك.! جمعت المال وتركته لغيرك ! اليوم تصير اما لجنة عالية، أو إلي نار حامية.