كم أتمني أن تكون هناك جدية في اجتماع وزراء الخارجية العرب للوصول الي صيغة فاعلة في مواجهة المؤامرات التي تستهدف الأمن والسيادة. اننا لسنا في حاجة الي قرارات انشائية لمعالجة أمورنا المصيرية ولكننا في حاجة الي قرارات فاعلة لنحافظ علي مصالحنا وامننا القومي كعرب. لقد شاءت الاقدار أن تنكشف أطماع وطموحات اردوغان- تركيا المتخفي تحت عباءة الاسلام. هذه النزعة العدوانية كانت وراء عدوانه المتعمد علي سيادة العراق وارباك جنوده ليكونوا بجانب تنظيم داعش الحليف. انه لم يستطع اخفاء نزعة العثمانية العدوانية والهيمنة باستخدام الكذب والخداع والتضليل سعياً الي احياء الماضي القائم علي التوسع والسيطرة والهيمنة. علي هذا المنوال فإن ما يفضح حقيقة انقلابه علي أمن واستقرار سوريا بعد كل مظاهر التقارب والود والصداقة التي كانت تربطه بالنظام السوري الحاكم الذي يقوده بشار الاسد. كانت وسيلته في ذلك اتباع استراتيجية جماعة الارهاب الإخواني الذين تسلطوا علي ثورة 25 يناير واتخذوا منها مظلة للوصول الي غايتهم بالاستيلاء علي مقدرات مصر. علي هدي ما قام به هذا الكيان الاخواني الارهابي الذي ينتمي اليه فكراً وانحرافاً عمل علي احتواء غضبة الشعب السوري علي حكم بشار الاسد لتحقيق هذه الغاية. لجأ الي الاغداق علي الجماعات المسلحة السورية بالسلاح والمال الي جانب توفير المأوي وفتح الحدود المشتركة مع سوريا لدخول المسلحين المرتزقة الممولين خارجياً. اعتقد ان هذا المخطط سيسمح له بالاستيلاء علي اجزاء من شمال سوريا ليلتحق بمنطقة الاسكندرونة التي سبق وتم ضمها إلي تركيا. تضمن هذا المخطط العدواني الحصول علي غطاء دولي يسمح باقامة منطقة عازلة وحظر الطيران علي هذا الشمال السوري الذي تم تسكينه بعناصر من أصل تركي (التركمان). هذا المخطط الاردوغاني استهدف بشكل اساسي تمزيق دولة سوريا العربية وتقسيمها وقدم الرعاية والدعم لتسهيل دخول «داعش» إلي سوريا وتمكنه من الاستيلاء علي منطقة الرقة والاستقرار فيها للانطلاق إلي مناطق اخري. في هذا الاطار كانت تعليماته واضحة بأن تكون تركيا المعبر الرئيسي بل الوحيد لعبور المرزتقة المسلحين الذين اصبحوا يشكلون الجانب الاكبر من التنظيم العامل في سوريا. لهذا السبب ولشعوره بأن التدخل الروسي الواسع ضد التنظيمات الارهابية في سوريا قضي علي أحلامه في هذا البلد العربي أقدم علي جريمته الارهابية باسقاط القاذفة الروسية علي الحدود السورية - التركية . ان ما ساهم في اكتمال هذه الجريمة ان موسكو لم تأخذ حذرها وهو ما دعا بوتين الي القول بأنه تلقي طعنة تركية من الخلف. هذا الحادث الغادر أوقع اردوغان في شر أعماله بمزيد من المساندة العسكرية الروسية لنظام بشار شملت أنظمة صاروخية توفر الردع والحماية لحدود سوريا الشمالية المستهدفة. لم تقتصر اطماع هذا التركي «الموتور» علي سوريا وإنما امتدت وبشكل عدواني فج الي اراضي دولة العراق. تمثل ذلك في الاعتداء علي سيادة هذا البلد بارسال قواته الي قرب مدينة الموصل الواقعة تحت احتلال حليفه «داعش». بالطبع فأن هذه التحركات المجنونة لا يمكن ان تكون بعيده من توجهات الولاياتالمتحدة رغم ما تم إعلانه عن المطالبة بانسحاب القوات التركية. أنه بهذا التدخل العسكري في العراق يعمل علي استكمال المخطط الامريكي التآمري لتدمير وتقسيم العراق وضمان ان يكون له نصيب في هذه الكعكة. في هذا الشأن العراقي الذي يعاني من اخطار الارهاب «الداعشي».. فإن ما يجري من صراع مسلح علي أرضه لم يكن سوي نتاج وتدبير السياسة الامريكية المرسومة. هذه المؤامرة التي بدأت بعملية الغزو والاحتلال ثم الانسحاب بعد اشعال نيران الحرب الطائفية التي كانت وراء ظهور تنظيم «داعش». ان تسليم الاحتلال الامريكي مقاليد السلطة للشيعة العراقيين والعمل علي اقصاء وتهميش للعراقيين السنة كان امراً مدبراً . عاش العراق منذ ذلك الوقت فريسة لنيران الصدامات الطائفية المسلحة. كل هذه الحقائق كشفت للجميع أن «أردوغان» الذي يدّعي انتماءه الاسلامي يقف وراء كل ما أصاب الامة العربية من كوارث.. ليس هذا فحسب بل انه عمد الي توظيف انتهازيته لخدمة اطماعه وعدائه للعرب والاسلام. في هذا الشأن يمكن القول انه ومن خلال رعايته للارهاب قد ساهم بشكل كبير في تشويه صورة الاسلام.. لم تكن مؤامرة اللاجئين السوريين المقتحمين للحدود الاوروبية انطلاقاً من تركيا سوي إحدي حلقات نشر الكراهية ضد العرب والمسلمين في كل اوروبا. اننا مازلنا نقول ان البقية سوف تأتي إلي أن يخلصنا الله من أمثال هذا الاردوغان.