حيثيات «الإدارية العليا» لإلغاء الانتخابات بدائرة الدقي    وزيرتا التنمية المحلية والتضامن ومحافظ الغربية يتفقدون محطة طنطا لإنتاج البيض    تعرف على مشروع تطوير منظومة الصرف الصحي بمدينة دهب بتكلفة 400 مليون جنيه    نائب محافظ الجيزة وسكرتير عام المحافظة يتابعان تنفيذ الخطة الاستثمارية وملف تقنين أراضي الدولة    إما الاستسلام أو الاعتقال.. حماس تكشف سبب رفضها لمقترحات الاحتلال حول التعامل مع عناصر المقاومة في أنفاق رفح    الجامعة العربية تحتفى باليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطينى    شبكة بي بي سي: هل بدأ ليفربول حياة جديدة بدون محمد صلاح؟    إبراهيم حسن يكشف برنامج إعداد منتخب مصر لأمم أفريقيا 2025    وادى دجلة يواجه الطلائع ومودرن سبورت وديا خلال التوقف الدولى    الأهلي أمام اختبار صعب.. تفاصيل مصير أليو ديانج قبل الانتقالات الشتوية    أحمد موسى: حماية الطفل المصري يحمي مستقبل مصر    حكم قضائي يلزم محافظة الجيزة بالموافقة على استكمال مشروع سكني بالدقي    خطوات تسجيل البيانات في استمارة الصف الثالث الإعدادي والأوراق المطلوبة    الثقافة تُكرم خالد جلال في احتفالية بالمسرح القومي بحضور نجوم الفن.. الأربعاء    مبادرة تستحق الاهتمام    مدير وحدة الدراسات بالمتحدة: إلغاء انتخابات النواب في 30 دائرة سابقة تاريخية    انطلاق فعاليات «المواجهة والتجوال» في الشرقية وكفر الشيخ والغربية غدًا    جامعة دمنهور تطلق مبادرة "جيل بلا تبغ" لتعزيز الوعي الصحي ومكافحة التدخين    أسباب زيادة دهون البطن أسرع من باقى الجسم    مصطفى محمد بديلا في تشكيل نانت لمواجهة ليون في الدوري الفرنسي    رئيس الوزراء يبحث مع "أنجلوجولد أشانتي" خطط زيادة إنتاج منجم السكري ودعم قطاع الذهب    هل تجوز الصدقة على الأقارب غير المقتدرين؟.. أمين الفتوى يجيب    "وزير الصحة" يرفض بشكل قاطع فرض رسوم كشف على مرضى نفقة الدولة والتأمين بمستشفى جوستاف روسي مصر    محافظ جنوب سيناء يشيد بنجاح بطولة أفريقيا المفتوحة للبليارد الصيني    أمينة الفتوى: الوظيفة التي تشترط خلع الحجاب ليست باب رزق    وزير العدل يعتمد حركة ترقيات كُبرى    «بيت جن» المقاومة عنوان الوطنية    بعد تجارب التشغيل التجريبي.. موعد تشغيل مونوريل العاصمة الإدارية    عبد المعز: الإيمان الحقّ حين يتحوّل من أُمنيات إلى أفعال    استعدادًا لمواجهة أخرى مع إسرائيل.. إيران تتجه لشراء مقاتلات وصواريخ متطورة    دور الجامعات في القضاء على العنف الرقمي.. ندوة بكلية علوم الرياضة بالمنصورة    الإحصاء: 3.1% زيادة في عدد حالات الطلاق عام 2024    الصحة العالمية: تطعيم الأنفلونزا يمنع شدة المرض ودخول المستشفى    الرئيس السيسي يوجه بالعمل على زيادة الاستثمارات الخاصة لدفع النمو والتنمية    وزير التعليم يفاجئ مدارس دمياط ويشيد بانضباطها    من أول يناير 2026.. رفع الحدين الأدنى والأقصى لأجر الاشتراك التأميني | إنفوجراف    وزير الخارجية يسلم رسالة خطية من الرئيس السيسي إلى نظيره الباكستاني    رئيس الوزراء يتابع الموقف التنفيذي لتطوير المناطق المحيطة بهضبة الأهرامات    إعلان الكشوف الأولية لمرشحي نقابة المحامين بشمال القليوبية    موعد شهر رمضان 2026 فلكيًا.. 80 يومًا تفصلنا عن أول أيامه    وزير الثقافة يهنئ الكاتبة سلوى بكر لحصولها على جائزة البريكس الأدبية    رئيس جامعة القاهرة يستقبل وفد جودة التعليم لاعتماد المعهد القومي للأورام    الإسماعيلية تستضيف بطولة الرماية للجامعات    وزير الإسكان يتابع تجهيزات واستعدادات فصل الشتاء والتعامل مع الأمطار بالمدن الجديدة    دانيلو: عمتي توفت ليلة نهائي كوبا ليبرتادوريس.. وكنت ألعب بمساعدة من الله    ضبط 846 مخالفة مرورية بأسوان خلال حملات أسبوع    تيسير للمواطنين كبار السن والمرضى.. الجوازات والهجرة تسرع إنهاء الإجراءات    مصطفى غريب: كنت بسرق القصب وابن الأبلة شهرتى فى المدرسة    شرارة الحرب فى الكاريبى.. أمريكا اللاتينية بين مطرقة واشنطن وسندان فنزويلا    صندوق التنمية الحضرية : جراج متعدد الطوابق لخدمة زوار القاهرة التاريخية    وزير الخارجية يلتقي أعضاء الجالية المصرية بإسلام آباد    صراع الصدارة يشتعل.. روما يختبر قوته أمام نابولي بالدوري الإيطالي    إطلاق قافلة زاد العزة ال83 إلى غزة بنحو 10 آلاف و500 طن مساعدات إنسانية    اتحاد الأطباء العرب يكشف تفاصيل دعم الأطفال ذوي الإعاقة    تعليم القاهرة تعلن خطة شاملة لحماية الطلاب من فيروسات الشتاء.. وتشدد على إجراءات وقائية صارمة    مواقيت الصلاه اليوم الأحد 30نوفمبر 2025 فى محافظة المنيا.... اعرف مواعيد صلاتك بدقه    وزير الدفاع يشهد تنفيذ المرحلة الرئيسية للتدريب المشترك « ميدوزا - 14»    مركز المناخ يعلن بدء الشتاء.. الليلة الماضية تسجل أدنى حرارة منذ الموسم الماضى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



'عين العرب' تفضح حقيقة المخطط الأمريكي التركي ضد سوريا!!

داعش تحتل 40 % وتركيا تشترط وأمريكا تقول: الأمر لا يقلقنا.. المدينة تنتظر المذبحة وأردوغان يقتل المتظاهرين في مدن الجنوب ثلاثة شروط تطرحها تركيا للتدخل البري: 1 إسقاط النظام السوري 2 فرض حظر جوي 3 إقامة منطقة عازلة علي الحدود بين لحظة وأخري، باتت مدينة 'عين العرب' السورية واسمها بالكردية 'كوباني' علي وشك السقوط، بعد حصار للمدينة بدأ منذ السادس عشر من سبتمبر 2014.. مضت الأيام ثقيلة، انتظر سكان المدينة تدخل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم، إلا أن ذلك لم يحرك ساكنا، بل كان من نتيجته هروب أكثر من مائتي ألف من سكانها إلي منطقة الحدود التركية السورية. ومدينة 'عين العرب' التابعة لمحافظة حلب في الشمال السوري تقع علي بعد نحو ميل واحد من الحدود التركية السورية حيث تضم حولها نحو 365 قرية، نزح أغلب سكانها إلي مناطق الحدود.. لقد قيل منذ البداية إن مقاتلي التنظيم الارهابي 'داعش' استهدفوا هذه المدينة وقراها بهدف الاستيلاء علي المنفذ الحدودي الهام مع تركيا، وذلك لمنع مقاتلي المعارضة الذين تدعمهم تركيا من تلقي المعونات اللوجستية، وبحيث تبقي داعش وحدها المسيطرة علي المناطق التي تمكنت المعارضة السورية من الاستيلاء عليها في أوقات سابقة.. وهناك وجهة نظر أخري تقول إن اتفاقا جري بين داعش وحكومة أردوغان يقضي بترك 'داعش' تنفذ مخططها للقضاء علي الأكراد وإخضاعهم لسيطرتها خاصة بعد أن لاحت في الأفق مؤخرا محاولات لإقامة دولة كردية علي الحدود مع تركيا، يمكن أن تشكل لها صداعًا مزمنًا خاصة وأن غالبية الأكراد البالغ تعدادهم نحو 30 مليونا موجودون داخل الأراضي التركية.. ومنذ بداية الهجوم علي هذه المدينة التراثية التاريخية انطلقت المناشدات تحذر من خطورة مذبحة قادمة سوف يدفع فيها سكان المدينة من الأكراد وغيرهم ثمنًا فادحًا، إلا أن العالم التزم الصمت، دون أي تحرك قوي وفاعل يضع حدًا لهذه الهجمة وعلامات الاستفهام المثارة حولها. وفي الوقت الذي حاصرت فيه قوات داعش المدينة، وتمكنت من السيطرة علي نحو 40 % منها بعد أن زحفت إلي شرق المدينة، وتقدمت نحوها من جهتي الجنوب والغرب وصولا إلي وسطها، لم يحرك التحالف الدولي ساكنا، سوي ضربات للطيران متقطعة وغير مجدية، الأمر الذي لم يحل دون تقدم مقاتلي التنظيم.. لقد أقر البرلمان التركي بأغلبية كبيرة مشروع قرار حكومي يجيز للجيش تنفيذ عمليات عسكرية ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق، ويسمح للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد هذا التنظيم باستخدام الأراضي التركية والقواعد العسكرية في أي عمليات عسكرية محتملة، وكان يمكن أن يمثل ذلك فرصة لتدخل القوات التركية ضد محاولات 'داعش' للسيطرة علي 'عين العرب' وانقاذ مئات الآلاف من سكانها الأكراد، إلا أن ذلك لم يحدث، وكأنه جاء ليزيد علامات الاستفهام تعقيدًا.. لقد شهدت العديد من مدن جنوب شرق تركيا، 'ماردين وشرناق وبطمان' وغيرها مظاهرات عارمة نظمتها أحزاب وقوي كردية مطالبة تركيا بالتدخل لإنقاذ الأكراد أو السماح لهم بعبور الحدود، إلا أن قوات الأمن التركية تصدت للمتظاهرين وقتلت العشرات منهم، واستخدمت كل أساليب العنف والقوة لردعهم، كما أعلنت الحكومة حظر التجول في ست ولايات تركية شهدت هذه المظاهرات. وعندما وجه حزب العمال الكردستاني الدعوة إلي مقاتليه' بالتوجه إلي مدينة 'عين العرب' تحركت القوات التركية لتحول دون وصول المقاتلين لإنقاذ المدينة المحاصرة، مما دعا عبد الله أوجلان زعيم الحزب والمسجون في تركيا إلي التهديد بإلغاء اتفاقية السلام بين حزب العمال الكردستاني والحكومة التركية والغريب في الأمر أنه ومع تقدم تنظيم داعش للاستيلاء علي المزيد من أراضي منطقة عين العرب 'كوباني'، لم يكن هناك في المقابل رد عملي يذكر لمواجهة محاولات التنظيم للاستيلاء علي المدينة السورية التاريخية. لقد صرح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في 9 أكتوبر 2014 بأن تقدم مسلحي تنظيم 'الدولة داعش' في بلدة 'عين العرب' الحدودية السورية يمثل مأساة لكنه لن يثني الولايات المتحدة وحلفاءها عن مواصلة استراتيجيتهم في المنطقة علي الأمد الطويل. وقال كيري في تصريحات صحفية في 'بوسطن' كوباني مأساة لأنها تجسد شرور داعش، لكن ذلك لا علاقة له بالاستراتيجية أو الإجراءات الكاملة لما يحدث ردًا علي داعش. وقال كيري لم يبق أمامنا سوي بضعة أسابيع لبناء التحالف ومازال يجري توزيع المهام، والهدف الرئيس لهذا المجهود وهو إتاحة المجال للعراق حتي تكتمل حكومته ويبدأ الهجوم المضاد حتي يمكن حرمان مسلحي التنظيم من القيادة والسيطرة ومراكز الإمداد والتدريب وهذا هو ما يجري. وبشر 'كيري' العالم باحتمالية استيلاء داعش علي المزيد من الأراضي عندما قال 'إن بلدات أخري علي الأرجح ضعيفة أمام تقدم تنظيم 'داعش' بينما الجهود التي تقودها الولايات المتحدة في المنطقة سوف تستغرق أسابيع وأشهر لتعمل'!! وهكذا يكشف كيري مجددًا عن أن التحالف الدولي لن يستطيع التصدي لوقف استيلاء داعش علي مدينة 'عين العرب' أو غيرها من المدن، لأنه يركز فقط علي حرمان داعش من مراكز القيادة والسيطرة ومراكز الإمداد والتدريب.. متجاهلاً أن تغلغل داعش واحتلالها للمزيد من المدن والأراضي إنما يصعب من مهمة دحر هذا التنظيم، وهو ما يدفع إلي طرح المزيد من علامات الاستفهام حول أسباب نشأة هذا التحالف الدولي من الأساس؟!! لقد سعت واشنطن إلي تحميل تركيا المسئولية الكاملة عن تردي الأوضاع في مدينة 'عين العرب' السورية، ليس فقط لإبراء ساحتها أمام الرأي العام في الداخل والخارج، وإنما أيضًا بهدف إحراج أردوغان أمام الأكراد الذين راحت مدنهم وقراهم تسقط الواحدة تلو الأخري بيد تنظيم 'داعش'!! لقد قالت 'النيويورك تايمز' إن البيت الأبيض يشعر بمزيد من الإحباط إزاء عدم تحرك تركيا للتصدي لتنظيم داعش ومنع مدينة 'عين العرب' الواقعة علي الحدود التركية السورية من الوقوع في أيدي التنظيم الإرهابي. ونقلت الصحيفة عن مسئول كبير بالإدارة الأمريكية انتقاداته للحكومة التركية بشأن تقاعسها عن منع وقوع مذبحة علي بعد أقل من ميل واحد من حدودها، مضيفًا أنه علي الرغم من اشتعال المأساة الإنسانية في سوريا لايزال الأتراك يخترعون الأسباب لعدم التحرك لمنع وقوع مأساة إنسانية أخري. وقال مسئول أمريكي كبير لقناة 'سي.إن.إن' الأمريكية يوم الأربعاء 8 أكتوبر 2014، إن مدينة عين العرب السورية 'كوباني' التي تخوض قوات كردية فيها مواجهات قاسية منذ ثلاثة أسابيع، ستسقط في يد المهاجمين من عناصر داعش، ولكنه رأي أن ذلك لا يقلق أمريكا كثيرًا لأن مهمتها في سوريا ليست حماية المدن والبلدات!! وقال المسئول الأمريكي ل 'سي.إن.إن' كوباني ستسقط بيد داعش، ولكن هذا ليس مصدر قلق كبير لأمريكا، رغم أن ذلك سيسمح للتنظيم بالسيطرة علي كامل الأراضي الممتدة بين 'عاصمة خلافة' التنظيم والحدود التركية والتي تبعد عنها أكثر من مائة كيلو متر. وذكر المسئول الأمريكي 'أن هدف الولايات المتحدة من مواجهة التنظيم في سوريا ليس الحفاظ علي المدن والبلدات من خطر الوقوع بقبضة المسلحين، بل القضاء علي قادة التنظيم ومنشآته النفطية وبنيته التحتية بما يشل قدرته علي العمل وخاصة في العراق'. لقد تساءل البعض عن الأسباب التي تحول دون تدخل تركيا المباشر لإنقاذ منطقة 'عين العرب' رغم الضغوط التي قيل إن التحالف الدولي مارسها ضدها. وهنا يمكن القول إن التحرك التركي، لا يستهدف إطلاقًا دخول الحرب ضد 'داعش'، خاصة أن كثيرًا من المعلومات تكشف يومًا بعد يوم الدور الرئيسي والمركزي للحكومة التركية في صناعة 'داعش' لاستخدامها لتحقيق أهداف مشتركة بعضها متعلق بالمصالح التركية والآخر مرتبط بالخطة الاستراتيجية للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط. لقد حددت تركيا استراتيجيتها في التدخل العسكري المباشر وفقًا للتفويض الممنوح لها من البرلمان بثلاثة شروط أساسية: الأول.. هو أن تتضمن حملة التحالف الدولي هدفًا رئيسيًا وهو إسقاط النظام السوري جنبًا إلي جنب مع مواجهة التنظيمات الإرهابية ولا تختلف واشنطن كثيرًا مع ضرورة أن تتضمن أهداف الحملة إسقاط نظام الأسد، حيث صرح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بأن الحملة التي تخوضها الولايات المتحدة ضد تنظيم 'داعش' المتطرف لا تسهم في بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم. وقال كيري في مقال نشرته صحيفة 'بوسطن جلوب' في نهاية شهر سبتمبر 2014، نحن لسنا في الجانب ذاته الذي يقف فيه الأسد، فهو في الواقع العامل الذي اجتذب مقاتلين أجانب من عشرات البلدان إلي سوريا قدموا للقتال مع تنظيم 'داعش'. وكرر كيري القول إن الرئيس الأسد فقد منذ وقت طويل كل شرعية للبقاء في الحكم وهذا يعني باختصار أن الحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة تستهدف أيضًا إسقاط نظام بشار الأسد أو دفعه إلي إقامة دويلة علوية تحت قيادته في منطقة 'اللاذقية' علي شاطئ البحر المتوسط. الشرط الثاني.. هو إقامة منطقة حظر جوي في سوريا، حيث طالبت بها تركيا علانية، وقال رئيس الوزراء التركي داود أوغلو 'لنفترض أننا قضينا علي داعش وهذا أمر صعب لكننا سنفعله ففي اليوم التالي سيشن النظام السوري غارات علي حلب أو علي غيرها من المدن، الأمر الذي سيؤدي بكل تأكيد إلي أزمة إنسانية، لذلك يبقي مطلبنا هو فرض منطقة حظر جوي'. وقال 'نريد منطقة آمنة بجوار حدودنا وإلا فإن هذا الحِمل سيظل معلقًا في عنق تركيا وغيرها من دول الجوار. أما الشرط الثالث.. فهو ما صرح به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالقول 'إنه بحث مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما وحلفاء من حلف شمال الأطلسي خلال قمة الحلف في مطلع سبتمبر 2014 'إقامة منطقة عازلة علي الحدود مع سوريا والعراق'، وهو أمر يمثل تطورًا خطيرًا يهدد الأمن القومي لكل من سوريا والعراق. وقد أثارت هذه التحركات الغضب الروسي مجددًا، حيث ذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها أن وزير الخارجية الروسي 'لافروف' أبلغ نظيره الأمريكي جون كيري في اتصال هاتفي بينهما بضرورة الالتزام التام بلوائح الأمم المتحدة وأعراف القانون الدولي والاحترام غير المشروط للسيادة السورية خلال انجاز خطط التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يشمل استخدام القوة ضد مواقع 'داعش'. وقال البيان 'إن 'لافروف' بحث مع كيري التحركات الدولية لمحاربة تنظيم 'داعش' مشددًا علي ضرورة تنسيق هذه التحركات من دون أي معايير مزدوجة'. وتهدف تركيا من وراء المنطقة العازلة إلي فرض حظر علي الطيران السوري وبعمق 30 كيلو مترًا، بزعم حماية اللاجئين الفارين من سوريا وتدريب القوات البرية للمتمردين السوريين الذين يلقون دعمًا تركيًا أمريكيًا بهدف إسقاط النظام السوري. واشنطن كان موقفها حذرًا تجاه مطلب تركيا بإقامة منطقة عازلة علي الحدود مع سوريا، إذ رأت أنه لا حاجة الآن لهذه المنطقة العازلة، بينما رأت فرنسا ضرورة الموافقة علي هذه المنطقة. أيا كان الأمر وأمام التساؤلات العديدة التي طرحت حول الموقف الأمريكي تحديدًا مما يجري في 'عين العرب' المهددة بالسقوط في يد داعش بين لحظة وأخري، عقدت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية 'جنيفر بساكي' يوم الخميس 9 أكتوبر مؤتمرًا ردت فيه المسئولة الأمريكية علي التساؤلات المطروحة حول أسباب عدم التدخل الدولي لانقاذ مدينة عين العرب 'كوباني' بالقول 'نحن لا نريد لأي دولة علي الاطلاق أن تحل أزمة 'عين العرب' أو أن تأخذ علي عاتقها مهمة مواجهة تهديد 'داعش' بمفردها! وأضافت: 'بالتأكيد لتركيا دور يمكنها أن تقوم به، لكننا نريد أن نتحدث عن نواياهم وما يريدون فعله'. وقالت 'إن الولايات المتحدة الأمريكية، لم تطلب من أي دولة أخري أي شيء، ولم تقم بتوزيع مهام، ولكن لا شك أن تركيا في وضع يجعلها قادرة علي المساهمة بشكل جيد للغاية في التحالف الدولي ذي المشاركة الواسعة، وذلك من خلال التعاون العسكري ووقف تمويل الإرهابيين ومكافحة تدفق المحاربين الأجانب'. إذن فقط تلك هي المهام التي تحدثت عنها الناطقة باسم الخارجية الأمريكية في مواجهة زحف داعش علي مدينة 'عين العرب'، وهي كلها مهام لا توقف العدوان ولا سيطرة داعش علي المدينة والقري التابعة لها والبدء في تنفيذ مذبحة كبري ضد سكانها وأغلبيتهم من
الأكراد. وقد أبدي كثير من المراقبين دهشتهم في هذا الوقت من موقف التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ورفضة مواجهة زحف داعش لاحتلال 'عين العرب'، وترك المدينة محاصرة قبل السقوط الأخير لعدة أسابيع، حيث لم يرصد توجيه أي ضربات جادة أو محاولات حقيقية لإنهاء هذا الحصار أو الحيلولة دون سقوط 'عين العرب'. وقد تجاهلت الولايات المتحدة عن عمد تحذيرات المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلي سوريا 'ستيفان دي ميستورا' والذي حذر من حدوث مذبحة بحق آلاف المدنيين حال وقوع مدينة عين العرب 'كوباني' السورية المتاخمة لتركيا في يد مقاتلي داعش. وفي نفس الوقت الذي انشغل فيه العالم بما يجري في 'عين العرب' دون تدخل جاد وحقيقي كانت الأوضاع في محافظة الأنبار غرب العراق تزداد تدهورًا، وقد أعلن مسئولون بوزارة الدفاع الأمريكية يوم السبت 11 أكتوبر 2014 أن القوات العراقية الموالية للحكومة في وضع 'هش' في غرب البلاد ولكنها لا تزال تقاتل أمام تنظيم 'داعش'. وقال أحد المسئولين الأمريكيين الكبار في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية 'إن الجيش العراقي يتعرض لضغط متزايد في هذه المنطقة، غير أن الاهتمام الدولي يتجه أكثر نحو شمال سوريا ومدينة 'كوباني' الحدودية مع تركيا. وقال المسئول الأمريكي إن الوضع 'هش' في الأنبار وأن القوات العراقية مازالت غير فعالة وفي حاجة ماسة إلي التدريب. وكشف المسئول الأمريكي النقاب عن أن 'غرب العراق هو مصدر القلق، وأن الجيش العراقي قد شن عددًا من الهجمات علي أعضاء التنظيم ولكنه فشل، وقال إن الجيش العراقي جهز لعملية واسعة ضد داعش ولكنه توقف بعد تقدمه كيلو متر واحد إلي الأمام'. وهكذا تتكشف حقيقة المخطط الأمريكي التركي في كل من سوريا والعراق وهو ما يعزز كافة الأطروحات السابقة التي تحدثت عن خطة مشتركة تستخدم فيها 'داعش' لتحقيق أهداف إقليمية ودولية في المنطقة، أولها اسقاط نظام الرئيس بشار الأسد وإعادة رسم خارطة المنطقة مجددًا.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.