سلطنة عمان ليست دولة غنية بمواردها البترولية والغاز مثل باقي دول الخليج العربي.. ولكنها غنية بأبنائها وسواحلها الممتدة أكثر من 1200 كيلو وتاريخها الممتد في أعماق التاريخ.. وشعبها صاحب حضارة.. بدأ عصرا من النهضة المستمرة والمتواصلة منذ تولي جلالة السلطان قابوس الحكم عام 1970. لذا لم يكن غريبا ان يصدر كتاب «قابوس سلطان أم صاحب رسالة؟» للزميل الكاتب الصحفي عاصم رشوان الذي عاصر هذه النهضة علي مدي 28 عاما قضاها في السلطنة مديرا لمكتب جريدة الخليج الإماراتية فهو داخل المنظومة وأيضا علي هامشها رصد بدقة خطوات النهضة ولمسها عن كثب وأيضا كل ما قام به السلطان قابوس في هذه الاعوام التي عاصرت جزءاً منها في السلطة علي مدي 8 سنوات من خلال عملي في جريدة عمان اليومية. بالفعل لا يمكن القول ان السلطان قابوس مجرد حاكم لدولة خرجت من ظلام الماضي القريب إلي نور الحاضر علي مدي 45 عاما احتفظت خلاله السلطنة بمعدل تنمية مرتفع جعلها الأفضل في تقرير التنمية البشرية للأمم المتحدة. ورسالة السلطان لم تكن فقط البناء والتنمية ولكن الاهتمام الأكبر بالثقافة والفنون والتنمية الاجتماعية وشعور المواطن بالرضا عما يحصل عليه من خدمات وتطور مستمر وارتفاع معدلات التعليم والثورة التكنولوجية وفتح مجالات واسعة للإعلام والتوعية والنهوض بالمرأة والشباب بجانب ثورة زراعية وصناعية وجذب الاستثمارات الخارجية ومعالم سياحية فريدة. لقد أعاد السلطان لدولته حضارة حديثة تمتد جذورها من حضارات الماضي مستخدما الحكمة في إدارة شئون البلاد وتحقيق استقرارها وعلاقاتها المتميزة والمتوازنة مع جيرانها ومحيطها العربي والعالم الخارجي. كل التحية للشعب العماني المحافظ علي نهضته ونموه وتطوره والمساند لقائده ودولته التي تحتفظ بعلاقات متميزة مع مصر علي مدي السنوات وواصلت علاقاتها عندما قطع العرب علاقاتهم بمصر عقب كامب ديفيد لذا لا يشعر المصري بغربة في سلطنة عمان.