هو بالقطع التجمع الدولي الاضخم والاعلي مستوي علي الاطلاق، الباحث عن وسيلة فعالة لانقاذ البشرية من الكارثة المحققة التي يندفع اليها العالم بكل قوة، اذا ما استمر في السير علي الطريق الانتحاري الذي يمضي فيه الان باصرار وحماقة شديدين. ورغم ذلك هناك دول وشعوب كثيرة وخاصة في العالم النامي، الذي نحن منه، لا تدرك اهمية هذا التجمع ولا تلقي بالا اليه ولا تشغل نفسها بما يجري فيه وما سيتم بحثه ومناقشته خلاله. هذا التجمع الدولي الضخم يلتقي في «قمة المناخ» التي تنعقد في العاصمة الفرنسية باريس اليوم، بحضور عدد هائل من زعماء العالم، يضم رؤساء الدول والملوك والامراء ورؤساء الحكومات في 150 دولة من الدول الاعضاء بالامم المتحدة،...، وبينهم مصر التي تترأس لجنة المناخ بالاتحاد الافريقي، ويتولي الرئيس السيسي رئاسة لجنة رؤساء الدول والحكومات الافارقة، وبذلك فهو يمثل افريقيا في هذا التجمع وليس مصر فقط. وحتي ندرك الاهمية البالغة لهذه القمة، علينا ان نعرف اولا انها تبحث في مواجهة الخطر الذي تتعرض له البشرية حاليا، والذي سيتضاعف خلال المستقبل القريب جدا، حيث بدأت ملامحة وارهاصاته بل وبوادره المخيفة تلوح في الافق واخذت تدق علينا الابواب بالفعل الآن. هذا الخطر يحمل في طياته تهديدات حقيقية نراها ونلمسها الان في المتغيرات الجسيمة في المناخ التي طرأت علي اجزاء كبيرة ومناطق عديدة من كرتنا الارضية، والمتمثلة في ظاهرة الاحتباس الحراري والتلوث الذي اصبح يغلق جميع الاجواء المحيطة بنا ويسمم مصادر المياه والغذاء والهواء ايضا. والاخطار تتزايد ولا تتوقف في ظل استمرار الممارسات الضارة والسيئة بالبيئة التي تقوم بها الدول الصناعية الكبري طوال السنوات والحقب الماضية وحتي الان، والتي تسببت في تدمير الطبيعة النقية وجعلت البيئة غير صالحة للحياة، بما احدثته من ضرر بالغ بالتربة والمياه والهواء والمناخ بصفة عامة. والتهديدات بمصير سييء للبشرية تتعاظم في ظل زيادة انبعاث الغازات السامة مثل اول وثاني اكسيد الكربون، وهو ما ادي الي تدمير الغابات واتساع التصحر وارتفاع نسبة الاحتباس الحراري، وزيادة منسوب المياه في البحار والمحيطات، وما يحمله ذلك من اخطار غمر اراض ودول عديدة بالمياه وغرقها بالبحر. «والحديث متواصل»