طقوس الشيعة فى ذكرى استشهاد الإمام الحسين وصلت غرب إفريقيا هناك اسباب كثيرة لعبت دورا في انتقال المد الشيعي إلي افريقيا منها الحراك الثوري الذي شهدته القارة في الآونة الأخيرة، كذلك كان لتقسيم السودان أهمية كبري في تكثيف الجهود، والعمل علي إعادة ترتيب الأوراق، إضافة إلي ذلك فإن حالة الفقر المدقع التي شهدتها القارة وستشهدها خلال السنوات القادمة-مكنت الزحف الشيعي من التمدد والانتشار عبر الضغط المادي والمعونات. يضاف إلي ذلك ان الشخصية الإفريقية شخصية سهلة القياد، تقبل كل شيء وأي فكرة إذا ما وُجد الداعي لها، ولفهم العقلية الشيعة لهذه التركيبة، سعوا منذ سنين عدة للزحف نحو القارة السمراء، والدعوة إلي مذهب الرفض تحت دعاوي محبة أهل البيت وموالاة علي رضي الله عنه. وبجانب ذلك تحرص إيران علي الزحف نحو إفريقيا للرغبة في تحقيق مزايا اقتصادية عبر الاستثمار هناك.كما أن إفريقيا بها مخزون هائل من النفط والغاز والفحم واليورانيوم -تثير شهية أي دولة لديها نية في لعب دور إقليمي ودولي- إلي جانب ذلك فإن إيران تسعي مثل إسرائيل والصين وغيرهما من الدول إلي استقطاب عدد كبير من الأصوات في الأممالمتحدة التي توفرها دول إفريقيا. كما أن للتصوف دورا في هذا الزحف، فإيران الشيعية تعرف قوة الاتجاه الصوفي ومدي انتشاره في بلدان افريقيا، ومن ثم تسعي لنشر أفكارها من خلال هذا الغطاء في عدد من الدول كالسودان والمغرب.. هناك مؤشرات متعددة تؤكد تزايد أعداد الشيعة السودانيين، فعلي الرغم من عدم وجود إحصائيات رسمية دقيقة لأعدادهم في السودان؛ إلا أن التقديرات غير الرسمية تُشير إلي وجود ما بين 10 و12 ألف شيعي. وطبقًا لتقديرات أخري غير رسمية أيضًا وصل عددهم إلي 130 ألفًا عام 2013، حيث يضم هذا التمدد فئات تُعتبر متعلمة ومثقفة إلي حد بعيد. ايضا انتشار الحسينيات الشيعية، حيث وصل عددها إلي ما يقرب من 15 حسينية، وفقًا لتقديرات غير رسمية، ذلك فضلا عن سيطرة الشيعة علي عدد من المساجد والزوايا في مختلف أرجاء الدولة. في الوقت نفسه لم يعد الوجود الشيعي في السودان يقتصر علي منطقة جغرافية بعينها، بل امتد ليشمل العديد من المناطق أبرزها مناطق واسعة من العاصمة الخرطوم وشرق النيل والنيل الأبيض وكردفان، وهو ما يؤكد وجود نية لدي الشيعة لعدم التمركز في منطقة واحدة، والتوسع بشكل أفقي، في إشارة إلي زيادة عددهم ورغم ان السودان اوقف فجأة التمدد الشيعي في سبتمبر قبل الماضي بعد الفتور التدريجي في العلاقات بين البلدين ثم قرار غلق المراكز الثقافية والحسينيات... فانتهي بذلك شهر العسل مع طهران الذي بدأ منذ التسعينيات مع تشديد الحصار الأمريكي، ووصل لحدّ التعاون العسكري والسماح بافتتاح عشرات المراكز الثقافية الإيرانية والحسينيات التي أثارت تحفظ علماء السودان وهو قرار له علاقة بتحسن علاقات السودان مع المحور المصري السعودي الخليجي