بقلم : رفعت رشاد أعرف كثيرا من بني آدم لديهم استعداد لدفع أي ثمن لنيل منصب ما أو تحقيق مكسب ما . وربما يكون ما يتكالب عليه ابن آدم هذا لا يساوي قيمة الثمن المدفوع، لكنه يتدني لدرجة أن يكذب مثلا أو يكرر اعتذاره عن مواقف سابقة أو يغير جلده لكي يتلون حسب البيئة المطلوب الوجود فيها. نماذج بني آدم من هذا النوع كثيرون وعاشوا ويعيشون في كل العصور. هم يفلسفون سلوكهم ويبررونه للناس علي أنه نوع من الذكاء غير العادي الذي يجعلهم متميزين ويفوقون أقرانهم حتي لو تحقق لهم ما تحقق بطريقة لا أخلاقية. في الفترة الحالية تتوالي وتتابع الأحداث بكثافة لدرجة تفوق القدرة علي متابعتها، خاصة لإجراء انتخابات الرئاسة التي كشفت عن حقيقة معدن بعض المرشحين الذين تنطبق عليهم المواصفات المكتوبة في الفقرة السابقة . من أجل الفوز في الانتخابات كذب بعض المرشحين . أحدهم أثار ضجة وحشد أنصاره الملتحين وادعي أن والدته لا تحمل الجنسية الأمريكية وخدع أنصاره كاذبا أنه سيكشف كل الحقائق أمام الرأي العام وطعن في نزاهة اللجنة العليا للانتخابات وهدد الأمن القومي بوجود أنصاره في محيط منطقة وزارة الدفاع وهي أخطر نقطة استراتيجية في مصر . الغريب أنه بعد أن قام رجالنا رجال الجيش بتطهير المنطقة من العبثيين الموتورين الذين يهددون أم مصر خفتت الأصوات ولم نجد أيا منهم يصرخ في الفضائيات أن الجيش مسئول عن الدماء التي سالت في العباسية وربما لا يعرف العامة أن دماء الضحايا لم تسل بسلاح الجيش وإنما بسلاح جاء من غزة، بسلاح حملته أيد آثمة هي نفسها التي أسالت الدماء في ميدان التحرير في يناير وفبراير 2011 . اختفي الأسود واختفي معهم مرشحهم الهصور الذي لم يكن يهمه إلا الترشح لرئاسة الجمهورية معتقدا أنه سيفوز وهو إذا كان يحلم بذلك فإن فوزه كان كابوسا علي مصر . كذب المرشح بشأن والدته رغم لحيته الكثة، كذب لأمر دنيوي رغم أنه يؤمن بأن المنصب لا يعطي لمن يطلبه !! كذب وعرض مواطنين أبرياء سواء كانوا من أنصاره أو آخرين للخطر وعرض الأمن القومي للخطر أيضا برعونة لا مثيل لها . مرشح آخر كذب في كل وسائل الإعلام التي سألته : هل بايعت المرشد؟. تنصل وراوغ وحاور وناور وفي النهاية أظهر له خصومه كتابه عن الحركات الإسلامية الذي تضمن علي لسانه أنه بايع المرشد !! . لماذا كذب المرشح المحترم ؟ وكيف يواصل أنصاره احترامهم له رغم ما عرفوه عنه ؟ كيف يتعامل مع مواطنين صدقوه وصدقوا أنه خرج من عباءة الجماعة وفي نفس الوقت لم يستطع تبرير بيعته ولم يستطع التنصل منها ولم يستطع أن يعطي صورة صادقة لاستقلاليته إذا فاز وانفصاله عن تاريخه في الجماعة ؟! . بعضهم مستعد لسداد أي ثمن، المهم الفوز، وبعضهم وصلت به الفجاجة والأنانية أن يعلن أنه لو فاز أحمد شفيق فسيخرجون للتحرير!! لماذا ؟ لا أعرف إجابة محترمة علي السؤال! ولا أعرف كيف يصرخ هؤلاء بالديمقراطية ليل نهار بينما عندما تطرق الديمقراطية أبوابهم يظهرون علي حقيقتهم القبيحة ويعلنون غير خجلين أنه لو فاز المرشح الفلاني سيخرجون للتحرير !!! يا للبجاحة !! لماذا إذن لا يخرج آخرون من أنصار هذا المرشح أو ذاك للتحرير والعتبة ورمسيس والعباسية وكل الميادين إذا فزت سيادتك أيها الأرعن!! . أي مرشح أنت الذي يحتكر لنفسه الحق ويؤثر نفسه علي الآخرين؟. أقول لكم أن هناك مرشحين محترمين لا يلوكون سيرة الآخرين بالسالب ولا يخوضون في التفاهات ولا يؤثرون أنفسهم وهؤلاء هم الأحق بالفوز ووقتها لن يجد الذين أدمنوا ميدان التحرير الفرصة لكي يبقوا في الميدان لأن المحترمين من أبناء هذا الشعب سيبصقون عليهم لكذبهم وادعائهم وظهورهم بصورة غير ما هم عليها في الحقيقة والواقع. هؤلاء لا هدف لهم إلا نيل اللقب الرفيع ولسان حالهم يقول : نجحني.. شكرا .