« (1)أحد الإعلاميين بيقول الرئيس قاعد مع شركة سيمينز وسايب اسكندرية..دي حاجة صعبة قوي..ميصحش كده..ميصحش كده..احنا بنتجاوز كل حاجة..ايه ده..ميصحش كده..يقولك الرئيس سايب اسكندرية وقاعد كده.ايد ده..ايه الشغل ده» كلمات قالها الرئيس السيسي نصا في إطار خطابه في الندوة التثقيفية الشهرية للقوات المسلحة، غضب الرئيس من انتقاد الإعلامي لكارثة الإسكندرية، وغضب الرئيس من رفض الإعلامي لجلوس الرئيس مع رئيس تنفيذي لإحدي الشركات العالمية، من حق الإعلامي أن ينتقد مادام لم يتجاوز، ومن حقي كصحفي أن أصف هذا الانتقاد بأنه أضعف الإيمان. (2) يكمل الرئيس بالنص : «.. والله الأمر ده لا يليق.. والله هذا الأمر لا يليق ياجماعة..ما يصحش نعمل كده في بعض..انتوا بتعذبوني ان انا جيت وقفت هنا ولا ايه..انا بكلمكم بجد يعني انتوا بتعذبوني ان انا جيت وقفت هنا..ايه ده» ما عاش ولا كان اللي يعذبك ياريس.. التعذيب اللي نعرفه ممكن يبقي في السجون، وارد يبقي في أقسام الشرطة، أو في طوابير العيش، واحتمال يكون بسبب الجوع والغلاء..لكن يجب أن يعلم الرئيس أن أصغر مواطن قرر المشاركة طواعية في عمل عام في أصغر نقابة وجب عليه أن يتحمل النقد، ويظل الحاكم المنتخب في أي دولة ديمقراطية خادما لشعبه الذي أتي به إلي سدة الحكم، من حق الشعوب أن تغضب من الحاكم وتنتقده. (3) يكمل الرئيس بالنص: «..انا بحس ان الناس لا هي عارفة ولا هي فاهمة..ولا أي حاجة في الدنيا..بس قدامي ميكرفون بتكلم فيه..او جورنال بكتب فيه..الدولة هتضيع مننا كده..بالطريقة دي احنا بننشر جهل وعدم وعي بين الناس..انتوا بتقولوا كل حاجة فيها كارثة..طب هوا القطاع ده مفيش فيه كارثة ولا ايه». الدولة بتضيع فعلا وقطاع الإعلام به كارثة، إعلاميون محسوبون علي الرئيس تجدهم دائما خلفه في الزيارات الخارجية وفي كل الفعاليات التي تنظمها مؤسسة الرئاسة، يخرجون علينا يوميا بتسريبات وتسجيلات تنتهك الحرمات، يوزعون الاتهامات لكل صوت معارض بلا أدلة ويمنحون صكوك الوطنية، يخالفون القانون وينتهكون الدستور، ولأنه بمنطق لا صوت يعلو فوق صوت المعركة تم تغييب أصوات المعارضين، حتي من ينتهجون منهج الإصلاح من الداخل نالهم حظهم من التخوين..»اللي حضر العفريت يصرفه ياريس». (4) يكمل الرئيس بالنص: «..هوا انت إكمن حضرتك قدام منك كلام عايز تقوله تقوم تعمل كده في بلدك ولا ايه..لا خلي بالكو..خلي بالكم لأن انتم..ده مش لصالحنا..انا مش زعلان والله ولا حاجة..انما عايز اقلكم مش ده الصح..والمرة الجاية انا هشكي للشعب المصري منكم». صحيح أن الشكوي لغير الله مذلة، ولكن لمن يشتكي الشعب ؟ ولمن يلجأ كل صاحب مظلمة؟ صحيح أن الإعلام يمر بمرحلة صعبة، الصوت واحد، والنقد أصبح خيانة، والمعارضة متهمة بلا أي دليل علي تبني أجندات، إلا أن الإعلام سيظل معبرا عن الشعوب وناقلا لهمومهم ومشاكلهم مهما كان الثمن. (1)