يستعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتشكيل حكومة يهيمن عليها بشكل مطلق بعد فوز حزبه "العدالة والتنمية" في الانتخابات التشريعية المبكرة, مما انعكس إيجابا علي أسواق المال لكنه أثار القلق والمخاوف لدي المعارضة في مقابل فرح وأمل لدي أنصاره. وخلافا لكل التوقعات حقق حزب العدالة والتنمية فوزا كبيرا في الانتخابات بحصوله علي 49.4% من الأصوات ليستعيد بذلك الأغلبية المطلقة أي 316 من مقاعد البرلمان البالغ عددها 550 مقعدا, بحسب النتائج النهائية غير الرسمية. واحتفل أردوغان رمزيا أمس بنجاحه عبر الصلاة في مسجد أيوب في اسطنبول كما كان يفعل السلاطين الجدد في السلطنة العثمانية. وقال في ختام زيارته "تبينت رغبة الأمة في الاستقرار". وخاطب رئيس الدولة منتقديه وخصوصا الصحافة الدولية بحثهم علي احترام حكم الصناديق. وانعكست هذه الأجواء علي المستثمرين أمس مع إعلان عودة حكم الحزب الواحد. وسجلت البورصة والليرة التركية ارتفاعا كبيرا مقابل الدولار الأمريكي واليورو. لكن المعارضة عبرت عن قلق متزايد من عودة أردوغان بقوة إلي حكم الحزب الواحد وانتقدت نزعته "السلطوية" مجددا. وجاء عنوان صحيفة "جمهوريت" رأس حربة منتقدي النظام التركي أمس أنه "انتصار للخوف". وحذر رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليشدار أوغلو من انه "لا أحد يجب أن يعتبر نفسه فوق القانون" داعيا السلطة إلي "احترام سلطة القانون". من جانبه, وصف رئيس حزب الشعوب الديمقراطية الكردي صلاح الدين ديمرطاش الانتخابات بأنها "ظالمة" جرت تحت تهديد "الجهاديين", لكنه وعد بمواصلة نضاله "من أجل عملية السلام" بين أنقرة ومتمردي حزب العمال الكردستاني. وانتقد حملات الدعاية الانتخابية, مؤكدا علي عدم وجود العدالة والمساواة, خاصة بعد "القتل الجماعي الذي راح ضحيته 102 من أبنائنا", مشيرا إلي أن "الحزب الحاكم استخدم كافة إمكانيات الدولة لإنجاح حملته, فضلا عن شن حملة شرسة ضد حزبنا لإبقائه تحت الحد النسبي 10%". وفي بروكسل, قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوربي فيديريكا موجيريني في بيان مقتضب إن "انتخابات تركيا التي شهدت نسبة مشاركة مرتفعة أكدت مجددا التزام الشعب التركي القوي في العملية الديمقراطية". وأضافت أن "الاتحاد الأوربي سيعمل مع الحكومة المقبلة بهدف تحسين الشراكة مع تركيا ومواصلة الدفع قدما بتعاوننا في كل المجالات بما فيه مصلحة كل المواطنين". ومع أزمة الهجرة, يريد الاتحاد الأوربي أن تستقبل أنقرة مزيدا من اللاجئين وان تعزز رقابتها علي الحدود مقابل تقديم مساعدات اكبر إليها واستئناف محادثات ترشحيها للانضمام إلي الاتحاد الأوربي وتسهيل منح مواطنيها تأشيرات دخول.