كان الأخ محمد بدران رئيس حزب مستقبل وطن الذي كان مفاجأة المرحلةالأولي للانتخابات صريحا للغاية، وهو يضع أمور حزبه علي بلاطة أمام من سمعوه وهو يتحدث في أحد البرامج التليفزيونية الشهيرة. قال الأخ بدران إن تمويل حزبه يأتي أساسا من رجال أعمال كبار علي رأسهم صاحب مصانع الحديد «أبو هشيمة» ورجلا الأعمال عامر وكامل أبو علي ! وقال الأخ بدران إن الحزب «الشبابي» اضطر للاستعانة بالعواجيز ورجال الأعمال لأن لعبة الانتخابات تحتاج لذلك، ولان المجتمع لم يتغير.. فلماذا تطالبون حزبا ناشئا بأن يتغير، وأن يلعب بغير قوانين الانتخابات السائدة؟ الصراحة راحة كما يقولون ، وقد كان الأخ بدران صريحا للغاية حتي وهو يعلن أن حزبه الذي أشيع أن أجهزة الدولة تدعمه بقوة ، يعارض ما تردد عن ترشيح الرئيس السابق عدلي منصور لرئاسة مجلس النواب، كما يعارض استمرار المهندس شريف اسماعيل رئيسا للحكومة «رغم تلميح الرئيس السيسي لإمكانية استمراره» وأن الحزب الناشئ قبل شهور لديه ترشيحات لكل المناصب الرئيسية عقب الانتخابات!! من الناحية القانونية .. فإن ما يهمنا أن تكون أموال رجال الاعمال التي تدفقت علي الحزب تحت الرقابة القانونية وبدون مخالفة للقواعد والقوانين!! أما من الناحية السياسية.. فقد تحدثنا عنها بالأمس، ولكن الجديد هنا هو ما قاله الأخ بدران بأن لا شيء تغير، ولذلك فإن اللعبة الانتخابية تتم بنفس الشروط التي كانت سائدة قبل الثورة!! قد يكون صحيحا ألا شيء قد تغير.. ولكن أليست مهمتنا جميعا بدءا من الرئيس السيسي وحتي أصغرمواطن أن نسعي للتغيير، وأن نلتزم بما أعلنه الرئيس السيسي نفسه بأنه لا عودة للماضي ولا تصالح مع الفساد ولا مع الفاشية الدينية ، وأن الانحياز للفقراء هو «البوصلة» التي ينبغي أن نهتدي بها جميعا، وليس التحالف مع من نهبوا المال العام ومن أشاعوا الفساد، ومن وضعوا السلطة في خدمة «البيزنس» الذي أودي بمصر إلي أزمتها الراهنة؟! وبعيدا عن أحزاب انتهي دورها، وقيادات كان لابد أن تترك مواقعها من زمن.. فإن الحاجة ماسة إلي حزب حقيقي يمثل جموع العمال والفلاحين وكل الذين يتطلعون لتغيير حقيقي بعين العدالة الاجتماعية ويثبت أركان الحرية التي انتزعناها بتضحيات غالية. الحاجة ماسة لحزب يضم كل قوي اليسار والوسط المستنير يدرك أن هذا الفراغ السياسي الذي نعيشه لا يمكن أن يدوم، ويؤكد أن عودة الوجه القبيح لسيطرة تحالف الفساد مع الثروة لا يمكن أن يتحقق. ويطلق الوجه الحقيقي لمصر التي اسقطت في ثورتين فسادا استشري ، ثم فاشية كادت تعيد مصر لظلام القرون الوسطي، والذي يعرف أن التغيير لابد منه، وأن المستقبل لا يمكن تركه لصراع الديناصورات علي الحكم والثروة علي حساب الفقراء الذين تزداد معاناتهم،والذين تحملوا ما يكفي من أعباء وانتظروا الخير مع الثورة.. وما زالوا ينتظرون!!