ورغم كل النجاحات التي تحققت خلال المؤتمر الا ان مجتمع الاعمال مازال يشعر بالخوف نتيجة لفقدان الثقة بينه وبين الحكومات السابقة قصة نجاح جديدة ابطالها فريق عمل متكامل من مؤسسة اخبار اليوم بقيادة الكاتب الصحفي ياسر رزق رئيس مجلس الادارة ورئيس تحرير جريدة الاخبار..الحدث هو مؤتمر اخبار اليوم الاقتصادي الثاني والذي أقيم علي مدار يومين بفندق الماسة بمشاركة رئيس الحكومة وعدد كبير من الوزراء وحوالي 1500رجل اعمال يمثلون مختلف قطاعات الانتاج..الحدث من وجهة نظري هو الأكبر علي الساحة الاقتصادية.. ورغم ان عمر المؤتمر لا يتعدي العامين الا أنه بفضل التخطيط الجيد والاخلاص في العمل استطاع ان ينتزع الصدارة من فعاليات اقتصادية كبيرة كانت ولا تزال تعقد سنويا..نجاح المؤتمر لا يتمثل في الزخم والحضور الكبير واهتمام الحكومة فقط ولكنه جاء من خلال رؤية واضحة حددها القائمون علي المؤتمر والنجاح في تحويله من كلام إلي افعال..المؤتمر قدم اكبر خدمة للحكومة الجديدة برئاسة المهندس شريف اسماعيل لأنه نجح في تجميع مشاكل مصر الاقتصادية في مكان واحد وتم طرحها بشفافية كاملة من خلال 11جلسة عمل نجح المشاركون فيها من الخبراء ورجال الاعمال في تحديد أولويات المرحلة القادمة وعرضوا المشاكل الحقيقية التي أدت إلي تراجع الصادرات وتوقف الاستثمارات في جميع القطاعات.. الجديد في مؤتمر هذا العام ان الحكومة جلست علي مقعد المستمعين واستوعبت جيدا كل ما يقال وأدركت تماما أنه بدون حل المشاكل وتفعيل الحوار المستمر مع القطاع الخاص لم ولن تتحقق الاستراتيجية والدليل علي ذلك ان الوزير المحترم اشرف العربي وزير التخطيط أعلن في ختام المؤتمر ان رئيس الوزراء كلّف أعضاء الحكومة بضرورة وضع مقررات مؤتمر اخبار اليوم الاقتصادي ضمن استراتيجية الحكومة التي ستعرض علي مجلس الشعب الجديد.. ورغم كل النجاحات التي تحققت خلال المؤتمر الا ان مجتمع الاعمال مازال يشعر بالخوف نتيجة لفقدان الثقة بينه وبين الحكومات السابقة وهو ما اكتشفته من خلال بعض المكالمات التي دارت بيني وبين عدد كبير من رجال الاعمال.. البعض يري أنه يجب ان تضم لجنة المتابعة الدائمة للمؤتمر مجموعات من رجال الاعمال ليكونوا علي تواصل مستمر مع الحكومة والبعض الاخر يري أنه يجب تحديد وقت زمني لإنهاء المشاكل وان تكون الدولة هي الآمن لتنفيذ المطالَب حتي لو تغيرت الحكومات مثلما يحدث في جميع دول العالم..المؤتمر كشف ان هناك مشاريع كبري تحققت بالفعل علي ارض الواقع ولكن فشل الحكومة في تسويقها اعلاميا جعل المواطن لايشعر بها..وكشف ايضا ان الصناعة المصرية في خطر حقيقي لان القائمين عليها يسمعون ولا يستجيبون مما أدي إلي إغلاق بعض المصانع وتشريد العمالة رغم ان الحلول كانت بسيطة جدا ولكنها في حاجة إلي مسئول قوي قادر علي اتخاذ القرار..ايضا ملفات الزراعة والنقل والطاقة واللوجستيات والسياحة والمسئولية المجتمعية والسياسات النقدية كلها قطاعات تعاني من المشاكل ولكن لها حلول سريعة وعاجلة قادرة علي تعديل المسار وتحويل المشاكل إلي إنجازات..مطلوب اتخاذ قرارات سريعة وعاجلة للخروج من خانة الأزمات لأننا اكتشفنا ان هناك مشاكل وان الحكومة معترفة بهذه المشاكل وتبقي المسئولية علي متخذي القرار لأنهم وحدهم القادرون علي تحويل الأحلام إلي واقع..لو صدقت النوايا بين الجميع من الممكن ان تحل جميع المشاكل في فترات زمنية قصيرة ولكن لو استمرت الحكومة تجلس علي مقعد المستمع ويكون رد فعلها كلمة حاضر بدون تحويل القرارات إلي واقع ملموس سنجد أنفسنا نعرض في الدورة الثالثة للمؤتمر نفس المشاكل وما يستجد عليها وستُقطع الثقة بيننا وبين الحكومة وبين القطاع الخاص..النجاح الذي تحقق في المؤتمر جاء نتيجة لاحترام الرأي والفكر والاستجابة وسرعة اتخاذ القرار والاهم من ذلك صدق النوايا وانكار الذات..كل الشكر لشركاء المؤتمر الذين شاركوا بالوقت والجهد للخروج بالحدث بهذه الصورة المشرفة واخص بالشكر الوزير اسامة صالح والدكتور سامي عبد العزيز والسفير ياسر النجار الذين شعرنا انهم من أبناء مؤسسة اخبار اليوم حيث كانوا حريصين علي بذل كل الجهد للخروج بالمؤتمر بالصورة التي تليق باخبار اليوم..وتهنئة خاصة لجميع العاملين بالمؤسسة لان الجميع ساهم كل في موقعه بجد واخلاص للوصول إلي طريق النجاح..ما تحقق يتطلب منا العمل من الان للاعداد الجيد للدورة الثالثة موعدنا اكتوبر القادم في نفس المكان لو كان في العمر بقية..وتحيا مصر.