العالم كله تقريبا مهموم بأزمة اللاجئين وما يكابدونه من معاناة تفوق الاحتمال، لكن تضارب الرؤي بشأن ايجاد سبل لحل الأزمة يكشف في الوقت ذاته عن مواقف عنصرية لبعض الدول منطلقة من أحقاد تاريخية ودينية وعرقية، فقد قال وزير الهجرة اليوناني يانيس موزالاس إن الاتحاد الأوروبي عليه منع الدول الأعضاء من انتقاء من تقبله من اللاجئين في إطار برنامجه لإعادة التوطين وإلا سيتحول الأمر إلي سوق مخزية للبشر. وأضاف في مقابلة مع وكالة رويترز إن اليونان تواجه مشاكل في تحديد أي من اللاجئين ترسلهم لأي دول لأن البلاد التي تستقبلهم وضعت «معايير عرقية» وحث موزالاس الاتحاد الأوروبي علي فرض حصص صارمة «وإلا سيتحول إلي سوق للبشر وهو أمر ليس من حق أوروبا». وكان الاتحاد الأوروبي أقر خطة لتوزيع 160 الف لاجئ علي دول الاتحاد وأبدت بعض الدول مثل سلوفاكيا وقبرص تفضيلها للاجئين المسيحيين وقالت المجر إن تدفق عدد كبير من المهاجرين المسلمين يهدد «القيم المسيحية» لأوروبا. من جهة أخري تظاهر آلاف الاستراليين أمس تنديدا بسياسة بلادهم المتشددة حيال الهجرة في حين أشار أطباء إلي احتجاز غير إنساني للأطفال داخل مراكز إيواء اللاجئين، في حين أعلنت الأممالمتحدة والبنك الدولي وبنك التنمية الإسلامي عن دعم مالي لم تحدد قيمته لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تشهد تدفق مهاجرين من خلال إصدار سندات جديدة لمساعدة المشردين ودعم عمليات الإعمار في المنطقة. وقال جيم يونج كيم رئيس البنك الدولي بعد اجتماع عقد خلال الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي في بيرو إن «من مسئوليتنا الجماعية أن ندعم منطقة الشرق الأوسط في هذه الفترة الدقيقة وهو ما يتطلب موارد كبيرة».