أشهر قليلة وتكمل مصر مدة رئاستها الحالية لحركة عدم الانحياز والتي استغرقت 3 سنوات بدأت عام 2009 وسوف تشهد شرم الشيخ الاسبوع القادم اخر مؤتمر وزاري للحركة برئاسة مصر تمهيدا لنقل الرئاسة الي ايران خلال القمة التي ستعقد في طهران أغسطس القادم. ولا شك أن انعقاد هذا المؤتمر الاربعاء والخميس القادمين في هذه المرحلة يعد أكبرحدث دولي علي هذا المستوي يضم وزراء خارجية وممثلي 120 دولة الي جانب 29 من المراقبين وممثلي المنظمات الدولية كالأمم المتحدة والاتحاد الافريقي ومنظمة المؤتمر الاسلامي, سيؤكد قدرة مصر علي استضافة مثل هذه الاحداث المهمة بعد الثورة ويؤكد انها قادرة علي توفير الامن لضيوفها والاضطلاع بمسؤلياتها الدولية. ويقول السفير عمرو رمضان نائب مساعد وزير الخارجية لعدم الانحياز والتعاون الاسلامي والوكالات الدولية المتخصصة أن مصر سوف تستعرض في المؤتمر كافة التحركات الدبلوماسية التي قامت بها خلال هذه الرئاسة ودورها في العمل علي دعم دور الحركة وتنسيق المواقف بين دولها والعمل في جو من الشفافية ,موضحا أن اهتمام مصر بالحركة ليس نظريا فمصر من الدول المؤسسة لها وتلعب دورا نشيطا من خلال مندوبها الدائم بالأمم المتحدة في نيويورك لتسيير دفة الحركة والمطالبة بدور ودعم أكبر لها في اطار التعاون بين دول الجنوب وبعضها البعض مشيرا الي ان المؤتمر سيتناول أيضا المطالبة بالدعم السياسي والاقتصادي للتغيرات الديمقراطية في بعض دول الحركة كمصر وتونس. ومن المنتظر أن يتناول الاجتماع أربعة محاور هي المسائل العالمية وتشمل الموضوعات المطروحة علي اجندة الاممالمتحدة ووكالة الطاقة الذرية وموضوعات السياسة الاقليمية مثل الصراعات والنزاعات في الشرق الاوسط و عملية السلام والقضايا الافريقية والوضع في افغانستان والعراق وقضايا اسيا وامريكا اللاتينية والمحور الثالث يتعلق بمسائل التنمية والتي تضم الموضوعات الاقتصادية والازمة المالية والتجارة الدولية وتوقف مفاوضات الدوحة للنظام التجاري والامن الغذائي والتعاون بين دول الجنوب وقضايا البيئة والتصحر والطاقة واخيرا الموضوعات الاجتماعية وعلي راسها حقوق الانسان ودور المرأة والمساعدات الانسانية وموضوعات الصحة والاتجار بالبشر والمخدرات ومحاربة الفساد. ويبقي ان نشير ان حركة عدم الانحياز انشئت بمبادرة من زعماء مصر ويوغسلافيا والهند عبد الناصر و تيتو ونهرو وتعد ثاني اكبر تجمع في العالم بعد الاممالمتحدة. وقد تأسست ابان انهيار النظام الاستعماري، ونضال شعوب أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وغيرها من المناطق في العالم من أجل الاستقلال، وفي ذروة الحرب الباردة. حيث تركزت جهود الحركة في عملية تصفية الاستعمار، وعلي مدارتاريخها، لعبت حركة دول عدم الانحياز دورًا أساسيًا في الحفاظ علي السلم والأمن الدوليين. ويعتبر المؤرخون أن مؤتمر باندونج الأفرو-آسيوي عام 1955 هو الحدث السابق مباشرة علي قيام حركة عدم الانحياز.