أن الشعب قام بثورة 30 يونيو لاسترداد ثورته في 25 يناير وليس لاستعادة نظام مبارك كما هو حادث الآن وصل بنا الحال بعد ثورتين عظيمتين في 25 يناير 2011م، وفي 30 يونيو 2013م، إلي أن عشنا نفس ظروف تكوين برلمان 2010م المزيف والمزور الذي قاد لثورة 25 يناير 2011م، ورغم ثبوت التزوير لم يحاسب أحد سياسياً أو تنفيذيا أو ممن قبلوا علي أنفسهم أن يكونوا نوابا مزورين. فقد قامت ثورة 25 يناير 2011م لإسقاط نظام مبارك بعد (30) سنة مستمرة فيحكم البلاد خربتها عصابته ونهبتها مافيا مبارك، وهربت الأموال خارج الوطن وسرقت أراضي الشعب وتهربت من الضرائب بتواطؤ الحكومة ووزير ماليتها العميل لأمريكا وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي (بطرس غالي) ومعه وزير الاستثمار الذي خرب القطاع العام وباعه بأبخس الاثمان (محمود محيي الدين) الذي يتطلع للقاء الرئيس السيسي حسبما نشرت إحدي الجرائد الخاصة الممولة من مافيا مبارك!!. ثم قامت ثورة 30 يونيو 2013 م لاسقاط نظام مرسي وجماعة الإخوان الذين سطوا علي الثورة (25 يناير). ونصبوا أنفسهم ثواراً وما هم كذلك، وصوروا للعالم أنهم رأسها وحماتها رغم أنهم أتوا للسلطة عبر صفقة المثلث الشيطاني (أمريكا - الإخوان - المجلس العسكري)، وهو الذي كتبته في العديد من المقالات بنفس الاسم!!، وبالتالي فإن ثورة 30 يونيو جاءت لإزاحة فصيل حاول سرقة الثورة الأولي، فثار الشعب، لاسقاط هذا الفصيل والعودة إلي ثورة 25 يناير، وليس للسطو عليها هي الأخري من عصابة مبارك التي دمرت البلاد وشفطت كل خيراتها وتركت الشعب فقيراً معدماً.. بعبارة أخري أكثر وضوحا، أن الشعب قام بثورة 30 يونيو لاسترداد ثورته في 25 يناير وليس لاستعادة نظام مبارك كما هو حادث الآن، وإلا يعد ذلك خيانة لثورة 25 يناير وخيانة الشعب الذي قام من أجلها، وأن الترويج بأن من قام بها مجموعة من الشباب المدعومين أمريكياً هي خطيئة كبري وجريمة سياسية فيحق هذا الشعب الذي خرج بالملايين، ولذلك فإن استمرار التستر علي موقعة الجمل التي دبرها رجال مبارك وكل التسجيلات تؤكد ذلك وبتواطؤ أن لم يكن بتنسيق مع الإخوان، هي جريمة أخري.. إن المشهد الذي نعيشه الآن، حيث يتم اجراءانتخابات برلمانية بقوانين مزيفة كما سبق أن اشرت في (10) عشر مقالات سابقة وقبل فتح باب الترشيح ابتداء من أول سبتمبر ولمدة (12) يوما ثم التلاعبات المستمرة في الجدول الزمني لتمكين قائمةالحكومة (في حب مصر) التي صنعت في داخل مجلس الوزراء بفريق عمل يرأسه أحد خبراء تزوير الانتخابات شارك في إعداد القوانين المنتجة لانتخابات مزيفة والواجهة أنها غير مزورة، ثم تكوين قائمة حكومية، وعقد صفقة مع حزب النور لانجاح قائمته في غرب الدلتا (الاسكندرية - البحيرة - مطروح)، وإلزامه بسحب قائمتيه في الجيزة والصعيد، وشرق الدلتا (بورسعيد والشرقية ومدن القناة.. الخ) في ظل صفقة تتسم بالحقارة السياسية وقد سميت ذلك بفضيحة (محلب - جيت)، وتم ازاحة محلب، وكذلك اخفاء فريق العمل الذي صنع القائمة الحكومية لتضيع معالم الجريمة مثلما حصل في قتل شباب الثورة في ميدان التحرير وكل ميادين مصر، واخفاء كل وثائق القتل ومن فعل ذلك، لتتم تبرئة المجرمين عمداً رغم أن كل وثائق الإدانة موجودة، وكذلك في جريمة القتل المعنوي للثورتين، بالتدخل السافر من حكومة محلب ومستشاريه في جريمة ثابتة الأركان الأمر الذي يؤكد أن السلطة في البلاد ضالعة في هذه الجريمة وأن الأيام القادمة ستكشف عن ذلك التواطؤ وحجم الجريمة السياسية الضخمة ان مشهد الانتخابات البرلمانية المزيفة التي تجري هذه الايام لتكوين برلمان ديكوري يماثل برلمان 2010م بأي صورة، تشارك السلطة في دعم نظام مبارك برسائل واضحة للغاية حيث ترك المال السياسي عامداً متعمداً ويظهر (4) من رجال أعمال مبارك وهم يمولون علانية وهم (ساويرس - أبو هشيمة - البدوي - أحمد عز)، وغيرهم ممن يمولون رسمياً وباعتراف المنسق الظاهري لقائمة (في حب مصر) وهم : (السويدي - عامر - سحر مصطفي)!! كما أن هؤلاء وغيرهم يتحكمون في المشهد السياسي وفي تكوين البرلمان في ظل تغييب عمدي لقوي الثورة الحقيقية صاحبة المصلحة في التغيير، وليس من بين المرشحين قوي اليسار ولا حتي الوسط!! ومما يغذي تحالف السلطة مع رجال مبارك في انتاج برلمان مزيف، استدعاء رموز مبارك مرة أخري لتولي مناصب وزارية! الثورة مستمرة حتي النصر، بإذن الله ومازال الحوار متصلا.