في عام 1997 وفي عهد تولي الدكتور اسماعيل سلام وزارة الصحة تم وضع حجر إقامة مبني المستشفي التخصصي للأطفال بمدينة بنها، كانت الضرورة الملحة وراء فكرة إنشاء مشفي للأطفال بعد رحلات العذاب التي لاقتها الأسر بسبب البحث عن حضانات للأطفال المبتسرين وكذلك ندرة أطباء الأطفال المتخصصين في المستشفيات العامة، إضافة إلي تحديد مهام المشفي الجديد في تولي إجراء عمليات وجراحات بالمجان للأطفال من سن يوم حتي 17 سنة، تم اقتطاع جزء من أرض فضاء محيطة بمبني مستشفي بنها التعليمي وأقيم عليه المستشفي الجديد الذي ضم أقسام جراحات الباطنة والحضانات والأشعة وأمراض الدم والأورام، وحقق المشفي الجديد نجاحا مبهرا وكان يتولي إدارته الدكتور أحمد الحديدي أستاذ جراحات الأطفال بألمانيا والتي سافر إليها مطلع عام 2004 ليتولي الإدارة من بعده الدكتور نصيف حفناوي وفي عهده حقق المستشفي طفرة كبيرة في علاجات الأطفال وزادت ثقة المواطنين فيه، وبدأ التفكير في توسيع النشاط الخدمي للمستشفي ليستقبل حالات من كل المحافظات بدلا من قصر نشاطه علي محافظاتالقليوبية والشرقية والغربية والمنوفية، وفور الإعلان عن الفكرة انهالت التبرعات لتتم التوسعة في زمن قياسي ويتم التعاقد مع هيئة التأمين الصحي علي علاج الأطفال من أنحاء الجمهورية، كان المشروع عبارة عن حلم جميل تحقق علي أرض الواقع بعد أن سخر الله له أطباء مهرة مخلصين هدفهم مسح الدموع من العيون الحزينة ومكاسبهم رضا ربهم وأجرهم دعوات الفقراء، ولم يقتصر عمل المستشفي علي الأطفال المصريين فقط بل توافد عليه أطفال من اليمن وفلسطين وعدد من الدول العربية الشقيقة، وكان آخر انجاز ليتحقق اكتمال هذا الصرح الطبي المجاني الرائع هو التعاقد علي شراء أجهزة لزرع القوقعة وسداد مليوني جنيه من ثمنها، وكذا العمل علي إنشاء قسم لجراحات القلب بتبرعات أهل الخير، لكن وآه من لكن.. تغيرت إدارة المستشفي بعد نقل الدكتور حفناوي إلي موقعه الجديد وكيلا لوزارة الصحة بمحافظة المنيا، وسمعنا عن إلزام أسرة كل طفل مريض بدفع 1500 جنيه قبل دخوله، وصدم الناس من القرار الغريب والعجيب والذي حاول من كان وراءه الترويج بأنه يهدف إلي تحسين الخدمة بينما يقول العاملون في المستشفي إن هدفه الأول زيادة دخل الأطباء، كما أنهم تساءلوا كيف يتم أخذ أموال عن علاج تدفع ثمنه هيئة التأمين الصحي ؟! وسمعنا لأول مرة عن امرأة تخلع قرطها لتعالج طفلها، لفقراء يقولون: قد سمع الله شكوانا، فمن يوصل صوتنا للرئيس السيسي الذي تبكيه معاناة المطحونين.