فقدت أخبار اليوم أحد أبرز المواهب في فن الإخراج الصحفي ومدير تحرير الأخبار الصديق الغالي رضا محمود صاحب القلب الطيب والقدرات الفائقة مخرجا صحفيا وكاتبا يرصد الواقع المر لغالبية المواطنين من محدودي ومتوسطي الدخل.. لم نفترق طوال ما يقرب من نصف قرن.. حتي في سفرنا للخارج لاداء مهمة العمل في جريدة عمان بسلطنة عمان.. فقد سبقته بسنتين وسرعان ما رشحته لمرافقتي مع عدد من الاصدقاء بجريدة الأخبار.. كان مخلصا في عمله. .وحصل علي جائزة مصطفي وعلي أمين في الإخراج ثم أصبح محكما في الجائزة.. وطوال السنين الطويلة كنا رفقاء طريق من الجريدة إلي منازلنا بالمعادي الجديدة.. وكنا نتشاور كثيرا في أمور الحياة.. ولكنه سقط فجأة مصابا بالمرض اللعين.. كان قويا وصابرا.. لم تفارقه الابتسامة وهو يعاني شدة المرض.. تنقل بين المستشفيات.. كان مستسلما لقضاء الله شاكرا نعمه محاطا بزوجته وابنائه واصدقائه، كل هذا تم في اشهر قليلة.. وعندما أفاق في وسط المرض عاد لمحبوبته الأخبار.. كان يعاني آلاما مبرحة ولكنه يحبس آلامه خوفا علي أسرته وفي النهاية رحل في هدوء إلي عالم أكثر رحمة ومغفرة.. لمواظبته علي الصلاة واداء فروضه الدينية بانتظام.. رحل وتركنا.. ترك صالة تحرير الأخبار التي كانت تشهد حركته وعلاقاته بكل الزملاء والمنفذين والتصحيح والمطابع.. سأفتقد صحبته في العودة إلي المنزل او في اداء الواجبات الاجتماعية.. سوف نفتقد الشيخ رضا كما كنا نطلق عليه ولا نملك إلا الدعاء له بالرحمة وأن يدخله الله فسيح جناته، وأن يلهم زوجته وبناته الثلاث وابنه يوسف الصبر علي فراقه.