فنانة سورية صاحبة آراء ومواقف جريئة تسبب لها الكثير من المشاكل أحيانا، إنها الفنانة والكاتبة والشاعرة والناشطة السياسية رغدة التي غابت هذا العام عن الدراما التليفزيونية رغم نجاحها في مسلسل «الشك» قبل عامين.. وعن سبب الغياب وغيرها من القضايا كان معها هذا الحوار. ما سبب غيابك عن الدراما العام الماضي ؟ لم يعرض عليّ ورق له قيمة فقد عرض عليّ مسلسل واحترمته كثيرا ولكن كان المنتج جديدا علي الوسط ولا أعرف عنه شيئا فشعرت بالخوف من العمل ووجدت المنتج مجرد مقاول فرفضت العمل به من البداية علي الرغم من جودة الورق لأنني أعتقد أن العمل معه يعد مغامرة مخيفة حتي لو كان العمل تأليف سيناريست جيد فأنا دائماً أحرص علي توافر كل العناصر التي تضمن أن يكون العمل ناجحا حتي وإن قيل إن آخر أعمالي مر عليها عام أفضل من كثرة الأعمال التي ليس لها قيمة أو رسالة ولكي أحافظ علي ما حققته من نجاح أحدد معايير معينة قبل اختيار عمل جديد، في البداية يجب أن يكون العمل مكتوبا بشكل جيد وله هدف ورسالة وأن يهتم مخرجه بكافة التفاصيل وأن تكون الجهة المنتجة لديها القدرة علي توزيع العمل ولها سياسات فنية معروفة حتي أحافظ علي نجاحي في مشواري الفني.. وهذا يكلفني وقتا كثيرا، فقبل مسلسل «الشك» الذي عرض العام الماضي لم يكن لي تواجد درامي علي مدار 6 سنوات كاملة. هل أتاح غيابك الفرصة لمتابعة الأعمال الدرامية الأخري؟ للأسف لم أتابع اي أعمال درامية خلال شهر رمضان فقد كنت أعيش في هدوء وعزلة من خلال مزرعتي التي كنت أقوم بأعمال الزراعة بها بنفسي ولم يكن لدي تليفزيون أتابع حتي من خلاله المسلسلات.. ولكنني تابعت خلال الأيام الأخيرة مسلسل «مريم» فهو مسلسل رائع تجسد فيه هيفاء وخالد النبوي أدوارهما بشكل رائع وأثني علي مجهودهم وعلي مخرج العمل. وما رأيك فيما وصلت إليه الدراما السورية ؟ كانت هناك انطلاقة جيدة للدراما السورية وكانت تخطو خطوات عظيمة ولكنها تأثرت كثيرا بالحرب وكان هناك بعض الأعمال بها أعتبرها وصمة عار في جبين الدراما السورية منها مسلسل «باب الحارة» الذي اساء للمرأة السورية فهو عمل من نسيج خيال المؤلف فإذا عدنا للتاريخ فسنجد المرأة تتمتع بقدر كبير من الثقافة بجانب مساهمتها في تقدم المجتمع ولدي تحفظات كثيرة علي هذا العمل.. ولكن في ظل الأزمات الأخيرة التي مرت بها سوريا أقدر جهود جميع صناع الدراما هناك فهم يبذلون جهوداً كبيرة لخروج الأعمال بهذا الشكل اللائق، فهناك مسلسل يتم عرضه حالياً اسمه «بانتظار الياسمين» أسعي لمشاهدته الفترة القادمة. و ما يميز الدراما السورية ؟ ما يميز الدراما السورية هي البطولة الجماعية فلا وجود في سوريا للبطولة المنفردة فهي توزع بينهم جميعاً وكل أبطال العمل نجوم فتخرج الأعمال بصورة جيدة عكس الدراما المصرية التي يرغب بها الفنانون في القيام ببطولة الأعمال بمفردهم. كيف تري غزو الدراما الهندية والتركية لشاشات الوطن العربي ؟ للأسف هذا صحيح وأنا أري أنها دراما سخيفة ومملة وتحمل إيقاعا بطيئا جدا وتعتمد علي وجوه النساء الجميلات والمناظر الطبيعية والديكورات الجيدة ولكن لا تحمل أي مضمون أو هدف أو رسالة. ما رأيك في عرض معظم المسلسلات في شهر رمضان فقط ؟ طبعا أفضل توزيعها علي العام كله فكان في الماضي العمل الجيد يفرض نفسه بنفسه بأي وقت يعرض به أما هذا التزاحم الدرامي في شهر رمضان فهو شئ غير صحيح ولا يعطي الأعمال حقها. ماذا عن آخر تجاربك المسرحية؟ غبت عن المسرح لمدة 4 أعوام، وأحضر الآن لعمل مسرحي جديد بعنوان «الأم شجاعة» علي مسرح الطليعة فالآن يوجد إقبال كبير نتيجة زيادة الوعي وصحوة الحركة الفنية بمسرح الدولة الأيام الأخيرة بدليل عودة النجوم الكبار لها كيحيي الفخراني الذي أحيا المسرح القومي من جديد وأحمد بدير بمسرحية «غيبوبة» كما شهدت تواجدا كبيرا للشباب بمسرح الهوسابير بمسرحية «1980 وانت طالع» وهذه طفرة كبيرة انا سعيدة بها. أيهما تفضلين المسرح أم السينما أم التليفزيون؟ السينما طبعا ثم المسرح ثم الدراما التليفزيونية فانا أحب المشاركة في الأعمال المسرحية ولكن النجاح الحقيقي هو نجاح السينما لأنها تمتلك صفة الاستمرارية فهو يعرض علي الفضائيات بصورة دائمة بعد انتهاء عرضه في السينما أما الأعمال المسرحية فمن النادر عرضها علي التليفزيون فمسرحية «سالومي» آخر أعمالي بالمسرح لم أشاهدها علي الشاشات حتي الان.