آلاف الكلمات تكتب هنا ومقالات تنشر هناك وتقارير إخبارية تذاع كل يوم حول أزمة المهاجرين التي تجتاح أوروبا، لكن أيا منها لم يظهر المعاناة واليأس بهذا القدر من التأثير الذي أحدثته صورة الطفل السوري الغارق إيلان كردي. وانتشرت صورة إيلان وهو يرقد ميتا علي شاطئ تركي كالنار في الهشيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي قبل أن تتصدر الصفحات الأولي للصحف في أنحاء العالم لتطلق سيلا من المشاعر وتزيد الضغط علي الحكومات الأوروبية وأصبحت تقارن بصور خالدة لمآسي بشرية لاتزال عالقة بالأذهان. ففي عام 1969 أثارت صورة لامرأة هزيلة تحاول إرضاع طفلها الذي يتضور جوعا الوعي بالحرب في إقليم بيافرا الانفصالي الذي حاصرته القوات النيجيرية. وفي عام 1972 تجسدت ويلات الحرب في فيتنام في صورة لصبية تركض عارية يتملكها الرعب فرارا من قصف النابالم. وفي عام 1993 سببت صورة التقطها كيفن كارتر لطفلة سودانية واهنة أسقطها الهزال أرضا بينما يقف نسر بالقرب منها منتظرا موتها صدمة ورعب.