في إطار المساهمة في عملية بناء مصر الحديثة،في جميع المجالات، ووضع أسس قوية لقيام دولة قوية، بمفهوم القوة الشاملة، لتحقيق الأمن القومي المصري، بمفهومه الشامل، والجديد، والذي يتسق مع المتغيرات الإقليمية والدولية، ففي تقديري أن تجربة سنغافورة، من التجارب المتميزة، والجديرة بالدراسة للإستفادة منها، مع الأخذ في الإعتبار أن لكل تجربة خصوصيتها وأنها ليست روشته للتطبيق بكاملها علي دولة أخري. أن ما يميز سنغافورة هي أنها إستطاعت النهضة خلال بضعة عقود، علي الرغم من فقرها في الموارد الطبيعية، ويرجع ذلك في تقديري إلي الآتي: تمتع أول رئيس وزراء للجمهورية في سنغافورة لي كوان يو المولود في سبتمبر 1923 برؤية، شرع في تنفيذها، منذ توليه ذلك المنصب في 1959 جمع فيها بين الأصالة وقيم بلاده من ناحية والحداثة من ناحية أخري وتوفير الأسس اللازمة لتحقيق العدالة الإجتماعية، والإدارة الحديثة ومعايير الجودة والضمان الإجتماعي بكافة أشكاله. حرصت سنغافورة علي عدم الدخول في أتون الصراع السوفيتي - الأمريكي في تلك المنطقة، وعدم الدخول في صدام مع الدب الروسي والتنين الصيني، ودخلت لأسباب إقتصادية جوهرية في إتحاد الملايوعام 1963 ثم إنفصلت عنه في 9أغسطس 1965، وهو تاريخ إستغلال سنغافورة . إعتمدت سنغافورة في البداية السياحة كمورد أساسي لتحقيق التنمية، ولحل مشكلات البطالة والفقر. الإهتمام بالتعليم وجودة التعليم بشكل كبير، علي جميع المستويات الدراسية، وربط التربية بالتعليم، وربط ذلك بعملية التنمية في البلاد في كافة المجالات، والتركيز علي البحث العلمي والابتكار، ورفع ميزانية البحث العلمي في كافة المجالات. إيلاء أهمية كبيرة لعملية التصنيع الإهتمام بتكنولوجيا المعلومات وتمكين الشعب في سنغافورة علي كافة المستويات في هذا المجال الأمر الذي ساعد علي قيام أول حكومة الكترونية في العالم. أعطي أهمية كبيرة. لتحقيق الإنضباط والنظام، ومن أقوال مؤسس سنغافورة لي كوان يو في هذا الشأن «لا أعتقد أن طريق الديمقراطية تؤدي إلي التنمية، بل أري أن البلد يحتاج إلي النظام أكثر من حاجته إلي الديمقراطية. تجربة مؤسس سنغافورة الحديثة « لي كوان يو» منظومة القيم السائدة في سنغافورة كان لها دور كبير في بناء الإنسان وديناميكية عملية التنمية، وتكافؤ الفرص بين أفراد الشعب. أشادت العديد من تقارير الأممالمتحدة، وعدد كبير من المسؤولين في الدول الغربية وغيرها بنموذج التنمية في سنغافورة، ومن ذلك ما ذكره الأمين العام للأمم المتحدة السابق كوفي عنان، من أنها تمثل نموذجا للدول التي إنتقلت من الدول النامية إلي المتقدمة، علي الرغم من المعوقات التي كانت تواجهها.