خالد عبدالعزيز فيه حاجة لله، أو أن القدر أراد أن يكافئ وزير الشباب والرياضة علي ما يقدمه من مساندة ودعم وجهد لأبطال مصر الرياضيين في الألعاب الشهيدة أو التي ماتت فطيس ودهستها شعبية وخناقات ومشاكل وأضواء الكرة ونجومها، فلم تمر غير 24 ساعة فقط علي فضفضة خالد عبدالعزيز لأبطال مصر في هذه الألعاب وهو يكرم المتفوقين منهم حتي جاءنا جميعا الخبر السعيد وفوز مصر لأول مرة في تاريخها الرياضي الطويل بميدالية في بطولة العالم لألعاب القوي.. وفاز إيهاب عبدالرحمن بالميدالية الفضية في رمي الرمح في بطولة العالم ببكين. رمح إيهاب الذي وصل لمسافة 88.99 مترا ونال الفضية بفارق قليل عن صاحب الذهبية الكيني جواليوس الذي رمي رمحه لمسافة 92.72 مترا حمل معه أحلام مصر الرياضية عبر السنين.. نعم، وحشتنا الرياضة والكلام عنها وفيها والنظر إلي مثل هذه الرياضات الحقيقية فلا شك ان الرياضة التي تقيس قدرات البشر علي تحدي الزمن والصراع علي اجزاء من الثانية بين الناس من كل فج عميق من اجل اثبات أن الإنسان يملك من القدرة والإرداة سواء في السباحة ضد المعوقات أو الجري نحو الأفضل أو الرمي لمسافات أبعد أو حمل المتاعب والأثقال في رياضات تبرهن في أجمل صورها وأهم معانيها علي قدرة الإنسان وتوهج روحه وتطور معدلات إرادته ورفع درجات كفاءته وتحدياته، فإن لم تكن الرياضة هي في هذه القيم الانسانية النبيلة والملخصة لمعني ووجود الإنسان علي الأرض فماذا تكون..؟! ومن طيب المفارقة أيضا اضافة إلي ميدالية إيهاب التاريخية والتي جاءت عقب تكريم وزير الرياضة لابطال مصر في مختلف الألعاب، أن هذا الإنجاز جاء بينما نحن نستعد للسفر رفقة بعثة مصرإلي الكونغو للمشاركة في دورة الألعاب الأفريقية التي تنطلق يوم الرابع من سبتمبر المقبل وحتي العشرين من هذا الشهر وعندما تكون مصر مهتمة بالتواصل والتنافس الافريقي مع شقيقاتها بالقارة السمراء ولإنجاح حدث رياضي أفريقي كبير كانت «مصر عبدالناصر» وراء فكرته وتنظيمه ورعايته لمزيد من اللُحمة والتواصل بين شباب القارة التي كانت وقتها تبحث عن التحرر والاستقلال ويقودها ناصر نحو الحرية والكرامة فان مصر، وهي تتطلع اليوم مع الرئيس عبد الفتاح السيسي نحو أحياء نفس الثوابت والقيم والتواصل بين دول القارة واعادة مصر لدورها الكبير في افريقيا التي أهلمها من أهمل عمق مصر وهمش دورها لسنوات وجاء السيسي ليضع أفريقيا ودول حوض وادي النيل في مقدمة اولويات سياسة مصر الخارجية.. من هنا كان اهتمام وزير الرياضة والشباب خالد عبدالعزيز بحس سياسي وإدراك لدور مصر الافريقي وما يمكن ان تلعبه الرياضة وقيمها ومنافساتها في مزيد من التفاعل مع شباب ودول القارة واستجابت اللجنة الأوليمبية برئاسة هشام حطب بتكوين بعثة كبيرة زاد عدد أعضائها عن 400 رياضي للمشاركة في الأوليمبياد الأفريقي الذي يأتي أيضا قبل عام واحد من دورة الألعاب الأوليمبية بريودي جانيرو.. رمح إيهاب الصائد لفضية العالم يمكن أن يفتح الباب لحلم أوليمبي كبير ويدفع وزير الرياضة لتسخير المزيد من الإمكانات المادية والمعنوية لدعم ايهاب وزملائه الذين أعرف أن خالد عبدالعزيز يحفظ أرقامهم ويتابع أعدادهم وبطولاتهم حتي وهو مدفوع غصبا عنه لمتابعة خناقات الكورة وأصوات أوانيها الفارغة ومداخلات بعض مسئوليها الزاعقة وتصريحاتهم التافهة في أسوأ صورة تقدمها الرياضة لشباب مصر الذي فاض به الكيل. الأهلي قدم لمصر ميدالية عالمية تاريخية برمح إيهاب عبدالرحمن.. والزمالك يملك أيضا أبطالا واعدين والأوليمبي فلعها قبل الكل.. وفي هذا فليتنافس المتنافسون. وحشتنا الرياضة بجد.