ساعة الذروة أثارت ضجة هائلة في الأيام الأخيرة. وزير الكهرباء اعتبر ما يفعله المستهلكون في ساعة الذروة »رفاهية زائدة« وصرح بأنه يجب إعادة دراسة دعم أسعار الكهرباء بحيث لا يستفيد منها سوي الغلابة.. أما أصحاب التكييفات فعليهم دفع ثمن رفاهيتهم المفرطة! علي الطرف الآخر تصاعدت الأصوات.. تطالب بسرعة إقامة المحطة النووية .. ففيها الحل السحري بزيادة إنتاج الكهرباء وضمان عدم قطعها.. وكذلك التخلي عن فكرة إلغاء دعم أسعار الكهرباء علي حد تصورهم.. تري هل هذا هو الحل الحقيقي.. لمواجهة ساعة الذروة.. والموجات الحارة القاتلة؟ د. عبدالفتاح هلال - خبير المحطات النووية والنائب السابق لرئيس هيئة الطاقة الذرية - يؤكد أنه حتي لو أقمنا عشرين محطة نووية لإنتاج الكهرباء فلن نستطيع مواجهة الموجات الحارة خاصة ساعة الذروة.. لأن المشكلة التي نواجهها ليست في كمية الكهرباء المنتجة.. ولكن في الشبكة التي تنقل الكهرباء من محطات الإنتاج إلي المستهلكين.. وهذه الشبكة عبارة عن محولات وأبراج وأسلاك .. و تتأثرهي بالحرارة الشديدة .. وعند الضغط عليها ساعة الذروة تتعطل.. وأحياناً تتعرض للتلف .. لذلك.. فحتي لو لو أقمنا عشرات المحطات النووية لإنتاج الطاقة.. فإننا سننتج بالفعل كهرباء غزيرة.. ولكنها لن تمنع المسئولين عن حماية شبكة نقل الكهرباء أثناء الموجة الحارة بتخفيف الأحمال عن هذه الشبكة.. وسيضطرون إلي قطع الكهرباء تبادلياً عن المستهلكين ولو نصف ساعة يومياً أثناء الموجة الحارة. ويؤكد خبير المحطات النووية د. عبدالفتاح إلا أن هذا لا يمنعنا أيضاً من أن نضم صوتنا مع المطالبين بضرورة الإسراع بإقامة المحطة النووية من باب تنويع مصادر الطاقة ليحقق نقلة تكنولوجية لمصر، ففي كل عام المسئولون مطالبون بإنتاج مزيد من الكهرباء تلاحق خطة التنمية في مصر.. والمحطة النووية ستكفي لاحتياجات خطط التنمية وتأمين لمصربدلا من الاعتماد علي المحطات التقليدية التي تعمل بالبترول والماء.. فلو حدث وتجاوز سعر البترول 001 دولار أو شح الماء عند السد العالي، ستكون المحطة النووية هي الأكثر أهمية لمصر. وأكد أنه والعديد من الخبراء يتضامنون مع الوزير حسن يونس في دعوته لإعادة دراسة دعم أسعار الكهرباء، بحيث لا يستفيد منها إلا الغلابة، وعلي أصحاب الرفاهية أن يدفعوا ثمن رفاهيتهم.. وأكد أنه لم يشاهد في دول العالم المتطور الذي يستخدم محطات نووية سفه في استهلاك الطاقة كما يحدث في مصر.. وسائر الدول العربية. قبل الظلام التام ولكن د. أبو بكر رمضان - الخبير بهيئة الطاقة الذرية ومسئول الشبكة القومية للرصد الإشعاعي - يختلف معه، ويؤكد أن الحرارة الشديدة رغم خطورتها علي الأجهزة بالشبكة، فإنها يستحيل أن تؤثر علي شبكة نقل الكهرباء.. وإلا فإن دولاً علي خط الاستواء في افريقيا وغيرها.. مفروض أن تعيش في ظلام تام لو تأثرت شبكتها بالحرارة التي أحياناً تقترب من 06 درجة مئوية..! وأكد أن الأمر يرجع إلي أن إنتاج الكهرباء في مصر لم يعد يكفي الاستهلاك الذي زاد.. وظهر بوضوح في ساعة الذروة التي كشفت وضع الكهرباء. مما دفع المسئولين إلي قطع التيار الكهربي تبادلياً.. ساعة الذروة.. حيث يزيد الاستهلاك خلالها إلي أكثر من 52 ألف ميجاوات.. وجميع محطات الكهرباء في مصر بما فيها السد العالي تنتج حوالي 22 ألف ميجا فقط..وأكد أن شبكة نقل الكهرباء مصممة لتحمل حرارة عالية تصل إلي 001 درجة ويزيد.. والعالم كله يتعامل مع هذه الحقيقة. وأكد د. أبو بكر.. أن تجاوز الاستهلاك عن الإنتاج الذي كشفته ساعة الذروة.. يحتاج إلي أن نسرع بإقامة المحطة النووية .. والتي ستنتج أكثر من 4 آلاف ميجاوات بمعني أنها ستنتج تقريباً ربع الإنتاج الحالي.. وبالتالي يمكننا مواجهة زيادة الاستهلاك في الكهرباء التي لن تستطيع المحطات التقليدية ملاحقته..ويضم د. أبو بكر صوته مع دعوة وزير الكهرباء بضرورة إعادة دراسة دعم أسعار الكهرباء، بحيث لا يستفيد من الدعم إلا البسطاء في مصر، الذين لا يتجاوز استهلاكهم 05 كيلو وات في الساعة.. فيدفع خمسة جنيهات أو عشرة، وما يزيد استهلاكه عن ذلك يجب محاسبته بالسعر الحر حتي لا يتحمل الغلابة في مصر ثمن رفاهية الكبار والأغنياء. وأكد خبير الطاقة الذرية.. أنه مع عديد من الخبراء في مجال الطاقة يؤيدون دعوة الوزير حسن يونس في ضرورة عمل شريحة جديدة لأسعار الكهرباء. .. وتجبر أصحاب الرفاهية علي ترشيد استهلاك الكهرباء السفيه الذي يجري حالياً. المحطة النووية لا تكفي! أما د. ابراهيم العسيري.. المستشار الفني لهيئة المحطات النووية وكبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بفيينا سابقاً فيؤكد أن ظاهرة رفع درجة حرارة الأرض في العشر سنوات الأخيرة، التي يلمسها الناس في صورة موجات حارة شديدة .. لها تأثيرها علي شبكات ومحولات نقل الكهرباء أثناء ساعات الذروة في بلاد متطورة.. فهي بالفعل مصممة لتتحمل درجات حرارة الجو العالية جداً.. ولكن »ساعة الذروة« هي التي تؤثر عليها بشكل كبير قد يصيبها بالتلف .. لذلك لابد من ترشيد استهلاك الكهرباء ساعة الذروة .. والمحطة النووية وحدها لن تستطيع مواجهة الضغط الكامل ساعة الذروة.. ولكنها ستجعلنا في أمان لمواجهة الطلب المتزايد علي الاستهلاك والمسئولون في مصر يدركون ذلك.. لذلك نسير في مشروع المحطة النووية بخطوات علمية مدروسة طبقاً للمعايير الدولية.. ومتوقع طرح مواصفات المحطة النووية الأولي نهاية العام الحالي. الشمس مكلفة ! وأثار البعض ضرورة توسع الدولة في إنتاج أجهزة تعمل بالطاقة الشمسية لتخفيف الضغط علي شبكة الكهرباء. وأكد د. أكثم أبو العلا وكيل وزارة الكهرباء والمتحدث الرسمي لها أنها تقنية معقدة.. وحتي الآن العالم لم يتمكن من استخدام منتجاتها بشكل اقتصادي.. وعلماء هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة يجرون أبحاثاً في معاملهم لمحاولة استخدامها في مصر، ونحن عندنا خلايا شمسية.. وهناك أماكن خاصة التي لا تصلها الشبكة الكهربية بالمناطق النائية تستخدمها علي أسطح المنازل لتسخين المياه، ولكن المشكلة في بطاريات تخزين الطاقة الشمسية نهاراً، حتي نستخدمها ليلاً بديلاً للكهرباء، فهي مكلفة للغاية.. والمستهلك المصري لم يصل بعد لاستيعاب هذه التكنولوجيا.. لأن السخان الشمسي بالطاقة الشمسية قد يتعدي خمسة آلاف جنيه.. بينما مثله بالغاز لا يساوي خمسمائة جنيه!! وأكد أن الوزارة تستخدم هذه التكنولوجيا الشمسية بالمناطق الحدودية في مصر.. التي لا تصلها الكهرباء، مثل شبكة المرصد الإشعاعي.. وبعض المواقع الحدودية. ولكن يصعب استخدامها بشكل اقتصادي للمستهلك المصري. أما عن مشكلة الحر التي تسببت لأول مرة في قطع الكهرباء عن المستهلكين.. أكد د. أكثم أن هذا لم نلجأ له إلا في ساعة الذروة فقط أثناء الموجة الحارة. وأكد أن المحطة النووية وحدها لن تستطيع مواجهة ساعة الذروة بدليل أن دولاً مثل أمريكا وكندا في هذه الأيام وهي تملك عشرات المحطات النووية العملاقة.. اضطرت إلي تخفيف الحمل علي شبكات نقل الكهرباء في ساعة الذروة، واضطرت لأول مرة إلي اللجوء لقطع التيار الكهربي تبادلياً في عدة ولايات مثل كاليفورنيا وغيرها ساعة يومياً علي الأقل وكندا فعلت ذلك الأسبوع الماضي.. وحتي في دول عربية مثل السعودية اضطروا إلي ذلك، بينما في دولة مثل الكويت تنبهوا إلي ضرورة قطع الكهرباء تبادلياً لتخفيف الحمل.. بعد أن تسببت موجة حارة الشهر الماضي في تلف وأعطال كبيرة بالشبكة أدت إلي قطع الكهرباء عدة أيام.