إرادة سياسية واعية تقودنا إلي مستقبل مشرق ونمو اقتصادي مُنتظر،هذا ما يراه المصريون.. فالمصري يعشق تراب بلده والرئيس عبد الفتاح السيسي خير مثال، ..وعد فصدق وكان مشروع قناة السويس الجديدة الذي أبهر العالم، وقبل ايام من افتتاحه صدرت تعليماته ببدء العمل في انجاز أخر وهو مشروع التفريعة الجديدة شرق بورسعيد الذي يمثل الحلقة الثانية في قاطرة التنمية بمصر، والهدف منه ايجاد مدخل خاص لميناء شرق بورسعيد الذي يقع علي الخطوط الملاحية الرئيسية للتجارة العالمية،من اجل زيادة حجم التجارة بهذا الميناء وجذب الاستثمارات للمنطقة، الاخبار قامت برحلة للمشروع لتجيب علي تساؤلات الكثيرين .. واليكم التفاصيل.. انطلقنا بالسيارة مستعينين بأحد موظفي مكتب الاعلام بهيئة مواني بورسعيد ليرشدنا إلي الطريق المؤدي إلي موقع المشروع الجديد..علي شاطئ قناة السويس صعدنا بالسيارة لإحدي المعديات التي تعمل ليل نهار لنعبر إلي الشاطئ الاخر من القناة والتي تطل عليه مدينة بور فؤاد، مررنا من قلب المدينة إلي ان وصلنا لشاطئ قناة شرق التفريعة والتي تم حفرها في عهد الرئيس انور السادات خلال فترة السبعينيات بهدف تسيير حركة عبور السفن من والي قناة السويس بعيدا عن المدخل القديم لها من ناحية مدينة بورسعيد. استقلينا «معدية « اخري لتنقلنا إلي الجانب الشرقي والذي يمثل اول بقعة من ارض سيناء من هذه الناحية، وعلي الرغم من طبيعة المنطقة الصحراوية بمساحاتها الشاسعة الا ان ميناء شرق بورسعيد الذي يقع في هذا الجانب وحركة دخول وخروج سيارات النقل منه اضفي جانبا من الحياة في هذه المنطقة، فلا توجد هناك اي خدمات او منشآت حيوية، حيث أغلب من يعبرون شرق التفريعة إلي ارض سيناء هم العاملون في الميناء وسيارات النقل التي تنقل الحاويات من والي الميناء، بالاضافة إلي سيارات الاجرة التي تعمل علي خط بورسعيد العريش، لذلك لايزيد عدد المعديات في هذه القناة عن اثنين فقط. شرق التفريعة بعد عبورنا لقناة شرق التفريعة انطلقنا تجاه موقع المشروع الجديد مرورا بميناء شرق بورسعيد وهو يبعد عن مكان المعدية مسافة 3 كيلومترات تقريبا، كان الوقت الذي قطعناه منذ انطلاقنا من امام مبني هيئة مواني بورسعيد إلي المشروع الجديد يصل ساعة تقريبا،نظرا لانتظار استقلال المعديتين وعبورها ونقطات التفتيش الامنية الواقعة علي كل ضفة.. عند ناصية التقاء البحر المتوسط بقناة السويس في شرق التفريعة يقع المشروع الجديد الذي سيخصص لعبور السفن التي تقصد الدخول والخروج من والي ميناء شرق بورسعيد بعيدا عن حركة سير السفن في قناة السويس نفسها، حين النظر علي موقع المشروع الجديد وسط المياه في الوقت الحالي قبل بدء عمليات التكريك، لن تستطيع ان تحدد الموقع الفعلي له حيث انه يقع داخل مياه البحر المتوسط، ولكن حين الانتهاء من تجهيزها وسير السفن من خلالها ستستطيع وقتها وبكل سهولة تحديد مجري السير فيها من خلال مشاهدتك لاتجاه سير السفن. مع بلوغنا لموقع المشروع الجديد، لم تكن قد بدأت عمليات التكريك ووصول الكراكات، حيث تجري في الوقت الحالي عمليات التفاوض من قبل المسئولين بهيئة قناة السويس مع تحالف الكراكات علي الاسعار التي سيتم الاتفاق عليها فيما يخص بعمليات التكريك..وخلال جولتنا بالموقع رصدت الاخبار حاجزا حجريا من الناحية الشرقية للمشروع الجديد ممتد إلي وسط مياه البحر المتوسط وهو يعد موازيا للحاجز الاخر لقناة شرق التفريعة الذي انشأ بهدف صد الامواج وزحف الرمال لذلك لم يعد امام التفريعة الجديدة سوي بدء عمليات التكريك بعمق لا يقل عن 18.5 متر بطول 9.5 كيلو متر وعرض 250 مترا، ليظهر ثمارها في اليوم الاول من تشغيلها. تجارة الترانزيت خلال جولتنا بالمنطقة توقفنا امام ميناء شرق بورسعيد الذي يقع علي الضفة الشرقية للتفريعة ويعد من افضل المواني من العالم من ناحية موقعها الاستراتيجي الهام كونه يقع علي خطوط الملاحة الرئيسية للتجارة العالمية التي تربط بين جنوب اوربا وشرق اَسيا،حيث عمليات دخول وخروج السفن منه واليه لا تتوقف،ورصدنا حجم الحاويات التي يتم تنزيلها بواسطة اوناش ضخمة لتخزينها في الميناء، ليتم شحنها من جديد علي سفن اقل حجما تمهيدا لنقلها إلي دول اخري وهو ما يطلق عليها تجارة «الترانزيت» والتي تعتبر من اضخم المشروعات التي تمثل مصدر دخل رئيسي لكثير من دول العالم خاصة المطلة علي البحار والمحيطات حيث يصل حجم تداول الحاويات في هذا الميناء 3.5 مليون حاوية في العام الواحد، كذلك عمليات شحن الحاويات اما لدخولها البلاد اولخروجها، ورصدت الاخبار بدء عمليات الانشاء لارصفة جديدة بالميناء مما سيترتب عليه زيادة حجم التجارة به خاصة بعد الانتهاء من مشروع التفريعة الجديدة،كما سيضع نفسه علي قائمة اكثر المواني اهمية في العالم.